ياسر صادق
ديمقراطية تكميم الأفواه !
بقلم : ياسر صادق
بلا شك فان باسم يوسف اخطأ في حلقته الاولي بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في برنامجه البرنامج عندما تجاوز في الايحاءات الجنسية ووصف مصر او شبهها بـ" العاهرة"..لكن في نفس الوقت فان التعامل مع خطأ باسم يوسف كان عنيفا و شديدا وفي رأي انه كان لابد من تحذيره أو انذاره اولا بعدم تكرار ذلك..لكن ان يتم عقابه "بالذبح" مرة واحدة فهذا ما اختلف معه ..كما انه انذار شديد اللهجة لحرية الرأي و لاي وجهة نظر تختلف مع السلطة..والمشكلة انه لا يوجد احد يتقبل الرأي الاخر..فمفهوم الديمقراطية لدينا انه طالما انك تمتدحني فانني اشيد بك ..اما اذا قمت بانتقادي فسوف اشن الحرب عليك بصرف النظر ان كان رأيك علي صواب او علي خطأ ..
فالجمهور كان يؤيد باسم يوسف بشدة وينتظر حلقته بفارغ الصبر في عهد الرئيس السابق لانهم كانوا ضد الاخوان و عندما عاد باسم بعد رحيل مرسي و في اول حلقة له وقع في الخطأ و تجاوز بعض الشئ في حق الفريق اول عبد الفتاح السيسي والذي يتمتع بشعبية جارفة فانقلبت الدنيا ضد باسم من جانب الجمهور كما ان التعامل كان مختلفا من جانب محمد الامين مالك قنوات cbc و الذي قام بايقاف البرنامج علي الفور..اما الذي اضحكني فهو البيان الاول عقب الحلقة المثيرة للجدل فرئيس القناة قدم اعتذارا عما حدث في البرنامج كأن محمد الامين لم يشاهد الحلقة قبل اذاعتها وهي للعلم مسجلة كما انني لدي معلومة من داخل القناة بأن محمد الامين كان حاضرا لتسجيل الحلقة الاولي وانها تمت امام عينيه و علي علم بكل محتواها فلماذا لم يمنعها قبل اذاعتها ؟! وهل كان ينتظر رد الفعل اولا؟! ام انه لم يتوقع ان يكون رد الفعل بهذا الشكل وبهذه القوة و السرعة..فالادعاء بأنه كان لا يعلم لا يصدقه احد ..و المشكلة ان الاخوان و الغرب سوف يستغلوا ما حدث للتأكيد علي وجود ديكتاتورية في مصر ..و في الوقت الذي تسببت حلقة باسم يوسف ازعاجا هنا فان جريدة الواشنطن بوست الامريكية رأت ان باسم كان "حنين" مع السلطة الحاكمة وانه لم يوجه لها انتقادا لاذعا كما كان يفعل خلال فترة حكم الاخوان..
الرئيس الراحل انور السادات قال في اخر خطبة له ان الديمقراطية لها انياب..و سألت نفسي لماذا دائما شعوب العالم الثالث لا تري من الديمقراطية الا انيابها! اما مميزاتها فنحن نشاهدها فقط في الدول الغربية ! هل نحن لا نستحق الا انياب الديمقراطية؟..وهل العيب فينا و لا فيهم ..وبعدين حرية الرأي هي الف باء ديمقراطية فنحن لم ندخل في اعماق الديمقراطية والتي تطالب بتداول السلطة بين الاحزاب و يقول المذيع الامريكي الساخر" جون ستيورات"اذا لم يكن نظامك قويا بما يكفي لتحمل نكتة اذن فليس لديك نظام"..والمشكلة عندنا ان كل واحد يصل للحكم عايز يقعد علي الكرسي الي مالا نهاية فمبارك ظل 30 سنة ..و الاخوان قالوا احنا قاعدين في الحكم 500 سنة..هو في ايه؟ هنفضل لكده لغاية امتي؟ هو مفيش حد بيفكر في الشعب ده اللي طول عمره بياخد علي قفاه مطحون لا هو لاقي شغل و لا هو عايش عيشة كويسة و الاسعار كل يوم بتزيد و بتزيد..والشعب ساكت و راضي وحتي لما جه يتفرج علي برنامج يضحك امامه شوية قامت الحكومة قفلته كأن الضحك كمان كتير عليه..القصة ليست باسم يوسف و انما القصة هي تكميم الافواه!