عيسى جاد الكريم
ماذا يحدث لو مات الرئيس ؟!
بقلم : عيسى جاد الكريم
حتى لا يتهمنى البعض بالتشائم عندما أطرح السؤال الذى وضعته عنوان لمقالى او يتهمنى اخرين اننى احدث بلبلة فى الراى العام فاجد نفسى بين عشية وضحاها امام نيابة امن الدولة جراء بلاغ من موتور هنا او عدو لحرية الراى والتعبير هناك اريد التذكير فى البداية ان الموت كاس و كل الناس شاربه و يقول الله عز وجل فى كتابة العزيز(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (العنكبوت:57)
وبما لا يدع مجالا للشك طرفة عين ان الموت سياتى لنا فى اى لحظة ولن نستطيع ان نؤجله او نؤخرة فدعونا فى ظل الظروف الحالية ان نطرح السؤال ماذا يحدث لو مات الرئيس اطال الله فى عمره ؟
الرئيس الذى اصبحت فى يده كل السلطات بعد ان الغى الاعلان الدستورى المكمل الذى لولاه لما تقلد منصبه كرئيس للجمهورية وما ادى اليمين الدستورية امام المحكمة الدستورية ؛ كرئيس لجمهورية مصر العربية الرئيس الحالى الدكتور محمد مرسى لا يهمنى ان كان اخذ غرضه من الدستور المكمل ثم غدر به كما غدر بواضعيه ولا دستورية ما قام به الرئيس اصلا وما به من تناقضات يمكن ببساطه استخراجه للطعن عليها امام المحاكم وهذا ما ساحاول ان اناقشه فى مقال اخر بقدر ما يهمنى هو الاجابة على سؤالى ماذا يحدث لو مات الرئيس ؟
لا يوجد نص مادة فى الاعلان الدستورى الحالى تنص على ماذا سوف يحدث للحكم فى مصر اذا مات الرئيس ؟ هل سيتولى نائب الرئيس الحكم ؟..هل سيتولى المجلس الاعلى للقوات المسلحة ورئيسه وزير الدفاع الحالى الحكم ؟؛ وماهى المدة التى سيستمر فيها المجلس الاعلى للقوات المسلحة او نائب الرئيس يحكم مصر لحين اجراء انتخابات جديدة على منصب رئيس الجمهورية ؟.. متى ستجرى انتخابات جديدة هل ستجرى قبل الاستفتاء على الدستور ام بعد الاستفتاء على الدستور الذى يجرى طبخه اقصد صياغته حاليا فى لجنة تاسيسة مطعون اصلا على شرعيتها ؟..
ماذا سيحدث اذا لم يتم الموافقة على الدستور الجديد الذى يتم الاستفتاء عليه من قبل الشعب هل ننتظر ان نصيغ دستور جديد ونطرحه فى الاستفتاء ويظل منصب رئيس الجمهورية لشهور شاغرا ؟
بل الادهى ماذا سيحدث اذا حلت الجمعية التاسيسة واصبحت غير قانونية وهذا وارد ومن سيختار جمعية تاسيسية جديدة بعد ان قصر رئيس الجمهورية على نفسه حق اصدار قرار تشكيل جمعية تاسيسية بعد التشاور مع القوى الوطنية وهل هذه القوى الوطنية ستتوافق اصلا ؟
بحثت فى الاعلان الدستورى الصادر فى 30 مارس 2011فلم اجد مادة تشرح كيف يقرر الرئيس اسناد مهامه الرئاسية لاى شخص مسئول فى حال غيابة او تغيبة ولمن يسند مهامه هل لنائبه ام لرئيس الوزراء فى حال مرضه او اصابته باى شىء يحول دون قيامه بمهام منصبه .
بل لم اجد مادة تنظم كيف يمكن للرئيس ان يقدم استقالته لن نقول انها يمكن ان تقدم تحت وطاة احتجاجات شعبية او مظاهرات مليونية ولكن على فرضا استيقظ الرئيس يوم من نومه فوجد انه لا يستطيع الوفاء بمهام منصبه فى رعاية الشعب الذى اقسم بالله العظيم على رعاية مصالح الشعب رعاية كاملة وخوفا من مساءلته امام الله قرر ان يتقدم باستقالته من منصبة لمن سوف يتقدم بالاستقالة وكان دستور 71 يؤكد ان رئيس الجمهورية اذا اراد الاستقالة من منصبة تقدم بها لمجلس الشعب ومجلس الشعب الان ليس له وجود .
بالادهى ان الاعلان الدستورى الحالى الذى تحكم مصر به بما فيها التعديلات التى اقرها الرئيس محمد مرسى كحقوق ومهام اختص بها نفسه والتى رسخت كل السلطات فى يده بما فيها التنفيذية والتشريعية واصدار القوانين والاعتراض عليها !!..
لم يحدد كيف يمكن ان نوجه تهمة الخيانة العظمى لرئيس الجمهورية كحق للشعب فى محاسبة رئيسه ولا المحكمة التى ستحاكمه وهل سيتم ايقافه عن عملة فى حال توجيه التهمة له ؟ ربما للثقة المفرضه فيمن صاغ الدستور ان الرئيس ملاك لا يمكن ان يخون بلده ولم ترد هذه الفقرة فى الاعلان الدستورى الحالى رغم وجود نص واضح لها فى دستور 71 المادة 85 منه.
ماذا سيحدث لمصر وشعبها لانه قد يموت الرئيس فى اى لحظة فالطائرات فى الجو تتعطل او تنفجر بكبار المسئولين ولا يعترض احد او تخرج رصاصة طائشة كالتى اصابت يد الحارس الخاص للرئيس فى سيناء بدون قصد فتصيب الرئيس لا قدر الله .
وسؤالى الاخير هل اذا مات الرئيس سنقيم له جنازة شعبية يشارك فيها جميع طوائف الشعب مسلمين ومسحيين ممكن انتخبوا الرئيس او لم ينتخبوه فللموت هيبة ام ستقام جنازة يشارك فيها اعضاء جماعة الاخوان المسلمين التى ينتمى لهم الرئيس وهم بالالاف سيحرصون بالتاكيد على تشييع جنازته وستمتلىء بهم الشوارع مهما كان اتساعها ومعهم ابناء التيار الاسلامى والاحزاب الاسلامية ام سنقيم جنازة عسكرية للرئيس بوصفه الرئيس الاعلى للقوات المسلحة والرئيس الاعلى للشرطة هل ستعزف الموسيقة العسكرية ويوضع جثمان الرئيس على عربة مدفع ملفوف بعلم مصر يتقدمه حملة الاوسمة والنياشين التى منحها الرئيس لنفسه ؟