عاجل
الخميس 4 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي
الجوادي .. انت مِش انت وانت إخوان !

الجوادي .. انت مِش انت وانت إخوان !

بقلم : محمد عادل



لا تجده سوى في قناة "الجزيرة"، وكأنه مُعتكفاً بها ! .. واضعاً قدم على قدم، ماداً شفتيه، وبِنظرة فيها نوع مِن التعالي، يستمع لآراء الآخرين، دون أن يستمع إليها في الحقيقة ! .. ثم يُفاجئنا بعدها بِرده الألمعي مِن نوعية : "الإخوان يخطفون العقل والعسكر يُغيبوه" ! .

وبمجرد البحث في الشبكة العنكبوتية عن تصريحاته، تجد أنك وسط منجم "افيهات" لا تعرف كيف لم يلجأ إليه فناني الكوميديا حتى الآن ! .. خاصةً وأن "التصريحات \ الإفيهات" من الممكن أن تُترك في المطلق كما هي، حتى بدون أن توضع في اطار عملٍ فني، لأنها ستُثير "الضحكات المجلجلة" دون مجهودٍ يُذكر، فعينة من تصريحاته كـ : "مُرسي أكثر الرؤساء دهاءً \ عودة مُرسي مُمكنة ! \ سيناريو هوجو شافيز هو الأقرب في مصر" وغيرها ! .. تجعلك تعتقد بإن مُطلقها قد ضل طريقه، فبدلاً من أن يكون أحد رواد كتابة الأعمال الكوميدية في مصر، أصبح مؤرخاً بل وكاتباً سياسياً أيضاً، وقبلها طبيباً ! .. وفي الوقت الذي يرغي ويزبد فيه "الدكتور" مُدافعاً عن "مرسي" وكُرسيه، أتحفنا قبلها في ذِكرى نكسة يونيو 67 هذا العام بتصريحه : "عبد الناصر وقت النكسة كان ضعيفاً ومهزوماً واضطر لإعدام سيد قُطب، حتى لا تنكشف المؤامرة" ! .. دون أن يلتفت لضعف الجبهة التي ينتمي إليها – بدليل وحشيتهم الحالية - أو حتى الرئيس المعزول الذي دافع وما يزال يُدافع عنه، والذي ظلت تُهمة "الإستبن" تُلاحقه، سواء قبل أو أثناء أو حتى بعد فوزه في الإنتخابات الرئاسية ! .. وما أدراك ما ضعف "الإستبن" في مواجهة "الأهل والعشيرة" وقبلها "مكتب الإرشاد" ! .

وحتى بِمُتابعة تصريحات "الدكتور" قبل ثورة 30 يونيو، ستجد أنه يُردد ما يُردده الرئيس المعزول "مرسي" كفكرة "الأصابع الخارجية"، وذلك حينما قال في حلقة مع الإعلامي "طوني خليفة" : "المسئول عن دماء المصريين في الإتحادية وبورسعيد وغيرها كان جبهة الإنقاذ لأنهم يُريدون افشال مرسي" !! .. دون أن يعي ولو لدقيقةٍ واحدة أن من خرج في هذه الأحداث يُعتبرون – بشكلٍ أو بآخر – في نفس قارب "جبهة الإنقاذ"، وكأن "الأصابع الخارجية" تقتل أبناءها في سبيل احراج الرئيس "مرسي" ! .. وفي الوقت نفسه الذي يدين فيه وبِشِدة أحداث القتل والترويع أو حتى التهديد التي تحدث لجماعة الإخوان ولمعتصمي "رابعة" و"النهضة"، وفور أن تقول أن ما تقوم به "جبهة الإنقاذ" من قتل لِلمُنتمين إليها – إن صح – هو نفس ما قد تقوم به جماعة الإخوان لحلفائها، فيصمت "الدكتور"، وكأن على رأسه الطير ! .

هذا ليس غريباً على من قال : "الإخوان هُم الحيطة اللي اتسدنا عليها في 25 يناير، ولولاهم ما كنت أنا وجورج اسحق مثلاً مُتواجدين الآن" ! .. ناسياً أو مُتناسياً الإتهامات الشعبية والجنائية التي أُلقيت على الجماعة و رئيسها بأنهم المسئولين عن أحداث الفوضى وقت ثورة 25 يناير مِن فتحٍ للسجون وتهريب السجناء، بل و"موقعة الجمل" الشهيرة ! .. بل وليس غريباً أن يقول هذا كُله أحد أعضاء جبهة المُسماة بِـ "جبهة الضمير"، التي أتحفتنا بِرؤاها وتحليلاتها التي تُفسر الحقيقة أو ما تُشاهده الأعين، بِطَريقة "الحنجل والمنجل والـ 3 ورقات" ! . 

ويكفي أن "الدكتور" نفسه أكد أنه كان يعمل مع الرئيس المعزول بِجَامعة الزقازيق, وأنه قدم لـِ "مُرسي" هدية تذكارية مِن الجامعة، تقديراً لِجُهوده في العمل الجامعي، التي تُشابه انجازاته في "ناسا"، ففي الحالتين لم يسمع عنها أحد ! .. و وقتها قال لـ "مرسي" : "أنا أنتظر مِنكَ رد هذه الهدية في إحدى الصور التي تمنحها رئاسة الجمهورية، لأني على يقين أنك رئيس الجمهورية القادم" ! .. في الوقت الذي تناسى فيه الدكتور حصوله على جائزة مجمع اللغة العربية سنة 1978 – أيام الرئيس الراحل "السادات" - عن كتابه "د. محمد كامل حسين : عالماً ومفكراً وأديباً"، بل وحُصوله على جائزة الدولة التشجيعية في أدب التراجم سنة 1983 – أيام الرئيس المخلوع "مُبارك" - عن كتابه "مشرفة بين الذرة والذروة"، كما حصل في فترة المخلوع أيضاً على وسام العلوم والفنون وجائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 2004 ! .. وكأن جائزة "مرسي" التي لم يُسعفه الوقت و"الخلع" لإعطاءها له ستكون دُرر هذه الجوائز وتاج يُزين بِهِ "الدكتور" رأسه، وكأنه كان يود أن يُلقي بِبَاقي جوائز "العهود البائدة" لأقرب قمامة، لأنها لم تعُد تشرفه ! .

أما التصريح القنبلة – وما أكثرها ! – للـ "دكتور" كانت أن "نجيب ساويرس" هو الذي استطاع ازاحة الرئيس "مرسي" بتمويله لِلأحزاب المؤيدة له، واعطاء فُرصة لِـ  "عبد الفتاح السيسي" بأن يكون هو رئيس مصر القادم ! .. وتناسى أن من خرج في ثورة 30 يونيو أكثرهم غير منتمي سياسياً لأي حزب، و وقع أغلبهم على ورقة حركة "تمرد"، والتي قال عنهُم أنهم مُجرد "كومبارس"، وكأن الأعداد الغفيرة التي خرجت في 30 يونيو هم أيضاً مُجرد "كومبارسات" ! .. ولم يلتفت حتى لتصريحات "السيسي" المُتكررة بأنه لا يرغب في "السُلطةِ" أبداً ولا يسعى إليها .. لكن يمسح "الدكتور" هذا كله "بِأستيكة" لأن "الأصابع الخارجية والداخلية" في رأيه ما زالت "بِتلعب" ! .

بل أن "الدكتور" وصل لإعادة انتاج "التصريحات التكفيرية"، حينما قال قبل فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" : "من لم يعتصم في ميادين الشرعية كافر بوطنيته ودينه" ! .. وكأن "خالد عبد الله" وكُل من على شاكلته لم يتركونا، ليظهر لنا غيرهم في "مريول الطبيب" هذه المرة ! .. رغم أن ما يقولونه على الأطباء بأنهم "ملائكة الرحمة" ! .. "الدكتور" – وسط خضم التهاني من مؤيديه كأحدهم الذي قال على تصريحه السابق : "بيض الله وجهك" ! – تناسى حديث الرسول "ص" : "من كفر مُسلماً فقد عاد إليه كفره" ! .. وكيف ينساه "الدكتور" وهو المؤيد لأن من خرج في 30 يونيو هُم المسيحيين والفلول والعسكر فقط على حد قوله ! .

نسى "المؤرخ والمُفكر السياسي" اللقب الذي قاله عنه الكثيرون – حتى الكاتب الصحفي والإعلامي "إبراهيم عيسى" – بأنه "أحد أهم مفكري العصر الحديث" ! .. وبدلاً من أن يُركز عمله على التحليل واعطاء الرؤى والحلول، إلا أنه يقول على الجيش المصري أنهم "انقلابيين ولُصوص" ! .. نسي "الجوادي" ما قاله يوم 17 يوليو 2011 بأن "الثورة ثورة .. يعني التغيير مطلوب"، و وقتما خرج الناس في 30 يونيو، أصبحت – في رأيه – "انقلاباً" ! .. نسي "الجوادي" أنه كان مُتحفظاً على اختيار بعض أعضاء لجنة السياسات في حكومة ما بعد ثورة 25 يناير، وقال أنه لا بُد مِن تغيير الوزير "د. معتز خورشيد" – وزير التعليم العالي – لأن "د. عمرو سلامة" – وزير البحث العلمي - يُعتبر أصلح منه، رغم كفاءة "خورشيد" ! .. في الوقت الذي غض فيه "الدكتور" الطرف عن الجماعة واختياراتها القائمة على من هُو أكثر ولاءاً لا اصلاحاً ! .. و وقتما قال : "جبهة الإنقاذ كانت تقبل بأي شخص رئيساً حتى لو كان نيتنياهو" ! .. نسي أن المعزول "مرسي" – وقت رئاسته – خاطب "شيمون بيريز" بِـ "صديقي الوفي"، بل ولم نسمع بإطلاق صاروخ واحد حتى على اسرائيل ! .. و وقتما قال أيضاً : "الرئيس الفعلي لمصر هو عبد الفتاح السيسي" ! .. نسي أن المعزول "مرسي" كان يحكمُه "مكتب ارشاد" ! .. بل أنه قال قبل 30 يونيو : "أتمنى أن يكون وراء مُرسي حِزَباً"، مُتناسياً وجود "حِزب الحُرية والعدالة"، الذراع السياسي للجماعة، التي لفظتها الجماهير – قبل أن يلفظهُم التاريخ – بدَليل حرق مَقراتهم، بل وصل الأمر إلى حِصار المَساجد وحرق أحدها، ليُدينه "الدكتور" كعادته، مُتناسياً أن الشعب المصري "مُتدين بطبعه"، وأن القادر على هذه الأفعال هُم وحدهم، ومن غيرهم ؟! .. و وقتما قال : "من سمح بقتل النفس التي حرم الله بلا سبب ؟ .. ومن هو الذي تحدث عن التسامح وترك أهله للتذابح ؟ .. ومن الذي تحدث عن الوطن وتغاضى عن الوثن ؟"، ونسي أن كل ما قاله ينطبق تماماً على جماعة الإخوان التي يصفونها بِالـ "مُسلمين" ! .

لهذا بعد كُله ليس غريباً أن يكتب أحدهم معلقاً على تصريحات "الدُكتور" على الـ Youtube : "انت مش انت وانت اخوان" .. ويزِد أحدهُم في تعليقه على "الدكتور" بقوله : "ليسمح لي الدكتور بأن أقتبس ما كتبه عبر Twitter رداً على كل ما يقوله هو نفسه ويردده : أضاعنا واعتكف .. ليته تركنا وانصرف" ! .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز