حين تسخدم هزيمة يونيو 1967 لمعايرة الجيش المصري ، فهم يتناسون ما فعلوه من أجل أن تقع تلك الهزيمة ، فالوقائع تذكر أن أحدهم ممن كان يمول ويأوي جماعة الإخوان المسلمين طار إلى جينيف كي يراجع مع خبراء أمريكيين ما دورهم بعد إصطياد الديك الرومي جمال عبد الناصر ، وأن أول من أطلق زغرودة فرح بالهزيمة كانوا هم جماعة الإخوان المسلمين ، وكأن من كانوا قد وقعوا فريسة لجهل بعض من القيادات ، كأن الفرح بهزيمة الوطن أمر يستحق الفرح . ولعل أول من أنتبه إلى ضراوة الشذوذ الفكري لتلك الجماعة هو من قام بطردهم من بلاده بعد سنوات ، وهو أيضا من حرم عليهم التواجد في عديد من البلدان العربية .
وطبعا كان هناك متمرد آخر على الإخوان المسلمين ، وكان ينتمي إليهم بدعوى رغبتهم في تحرير فلسطين ، وكان ممن صدقوا أكذوبة مشاركتهم في حرب عام 1948 كمقاتلين أشداء ، وعندما إكتشف هذا الشاب خديعتهم إنطلق جريا بعيدا عنهم ليبحث عمن وضع كل جهده كي تتحرر فلسطين ، وكان الشاب الذي درس جهل الإخوان المسلمين بخريطة القتال إسمه " ياسر عرفات " وهو من أسس منظمة فتح المعتمدة على شباب فلسطيني، ولم يقدم له العون سوى جمال عبد الناصر والأسرة الحاكمة بالكويت ، وهذا الشاب عندما إستطاع أن يصل عبر جمال عبد الناصر إلى قوى التحرر العالمي هو من طعنته إسرائيل بتكوين ما سمي بحركة حماس ، وقد سمعت بأذني كيف كانت السلطة الإسرائيلية تعزز نمو حركة حماس لتشق الصف الفلسطيني ، ولم أسمع ذلك من " عروبي واحد " ولكني سمعته من أشقاء يعيشون في منطقة المثلث الذين يطلق عليهم عرب 1948 ، وهم من شاهدوا وعايشوا مدى إحتضان السلطات الإسرائيلية لكل يشق الصف الفلسطيني بأية دعوى ، وكان الأصل في تلقي الدعم وإغماض العين هي حركة حماس .
وحين يعير جيش مصر بهزيمة 1967 فالعذر لمن يعايروننا هو أنهم لم يرقبوا ولم يدرسوا كيف قدم عموم أهل مصر مليون مقاتل شاب استوعبوا أحدث فنون القتال ، ودحروا إسرائيل تماما في الأيام السبعة الأولى بعد عبور القوات عام 1973 ، ومن يعير جيش مصر بهزيمة 1967 لايتذكر أن مخترع فكرة تدمير خط بارليف هو مصري قبطي اسمه الضابط باقي ، وسيظل إسمه باقيا كضوء ساطع في التاريخ المصري فمصريته وإنتمائه لهذه الأرض كان أكبر من بحث أهل الرطانة بإسم الدين عن خلاف مع أبناء الديانات في مصر المحروسة .
ويا إلهي : أدعو أن تبصرهم بجهلهم البشع عن معنى المصرية والعروبة بدلا من التشدق بالإنتماء إلى الإسلام ، رغم أنك سبحانك أسقطت صفة الإسلام عمن يتاجر بدينك .
ويا إلهي أومن من قلبي إنهم يتاجرون بالكذب المدعي أنهم ينتمون لدينك الحق ، وأثق أنهم لا يتحدثون بإسمك وأن ألسنتهم تدعي كذبا أدمنوه من أجل البقاء على سدة حكم مصر ليقدموا العون لإعداء التحضر ، وأعني بهم الولايات المتحدة وإسرائيل معا .