عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
نصر أكتوبر وقوة الجيش المصري 2019

نصر أكتوبر وقوة الجيش المصري 2019

بقلم : عيسى جاد الكريم

أي إحساس عظيم بالفخر والعزة والكرامة وفرحة الإقدام على النصر أو الشهادة شعر به جنود جيش مصر، لحظة عبور القناة لتحرير سيناء عام1973، مشاعر لن تستطيع أي كلمات وصفها أو كتب رصدها، هي مشاعر عبور وطن وشعب وأمة اتسخت ثياب كرامتها، واسودت صفحة من صفحات تاريخها، باحتلال قطعة غالية مقدسة من أرض مصر في غفلة ودون مواجهة من الصهاينة.



كانت الفرحة بخبر النصر وعبور القناة في 6 أكتوبر 1973 مصدر الفخر لكل المصريين، صعايدة وفلاحين، وبدو، ونوبيين، وأبناء الحضر والعاصمة فرحة عارمة.. كانت فرحة عظيمة وكواحد من أبناء الصعيد لمست حكايات أهلنا ممن عاشوا وعاصروا الحرب وشاركوا فيها ، فلدى أبناء محافظات الصعيد كانت الفرحة مضاعفة بالنصر فقد أخذوا بالثأر بعد ست سنوات من المر والعار والهزيمة عاشتها مصر، واقتطعت فيها جزء من أرضها.

فرئيس مصر الذي حدثت في عهده الهزيمة صعيدي من أسيوط، كان أهل الصعيد يدفعون بأبنائهم دفعاً للتجنيد في الجيش، استعداداً للحرب، فالطعنة التي أخذتها مصر في الظهر دون ومواجهة يجب أن ترد في وضح النهار، وفي مواجهة العدو وليس في الظهر، كما فعل اليهود والأرض التي سلبت يجب أن تحرر، فالأرض عرض، والمصريون لا يفرطون في أرضهم والصعايدة لا يتركون ثأرهم.

لم يخيب الرئيس السادات الذي تعود أصوله للصعيد من بلاد النوبة آمال المصريين في كل بقعة من مصر ولم يخيب آمال الصعايدة، الذين اطفوا المصابيح عند موت الرئيس جمال عبد الناصر، مستشعرين مرارة الهزيمة مرتين برحيل ناصر، الذي تركنا وأرضنا محتلة قبل أن يأخذ لنا بثأرنا من المحتل، ومرة برحيل رئيس من صلب مصر كان هو الأمل في تحقيق مجدها وعزتها، جاء الرئيس السادات أمن بشعبه فآمن له شعبه وجنوده، خاض معهم الصعب وحارب بجنود قلوبهم كالفولاذ، وشعب صامد صابر قوى يرفع شعار الجيش قبل العيش.

عبرنا القناة عبرنا ست سنوات من المر وانتصرنا.. تعلمنا الدرس جيداً وسنوات المر لن تعود.. ولن يكون للهزيمة في الحروب القادمة معنا مكان بفضل الله، وبفضل جيش من الجنود المخلصين.

وستظل إسرائيل عدونا الأول، ونرددها جيلا بعد جيل مهما غيرت اللافتة، واختفت وراء جماعات إرهابية تمولها أو خونة تحركهم.

تعلمنا الدرس، ولن نترك ظهورنا عارية تتلقى الضربات، ولكن علينا أن نستعد في كل لحظة ليس للحرب ولكن لحماية السلام الذي صنعناه بقوة رادعة وجيش قوي يحمي المقدرات ويؤمن الحدود ويصون الأرض.

وفي السنوات الأخيرة فإن الجيش المصري، الذي يواجه تحديات إقليمية على مختلف الجبهات الاستراتيجية لم تتوان قيادته وقائده الأعلى الرئيس عبد الفتاح السيسي في تيسير كل السبل، وتوفير كل المقومات التي تجعل له اليد الطولى والقدرة الباطشة الرادعة من أسلحة حديثة وتدريب على أحدث الوسائل والاشتراك في مناورات قتالية تدريبية مع قوات شقيقة وصديقة، وفي ظروف مختلفة ومسرح عمليات مغاير.

وفي خطاب النصر أمام مجلس النواب قال الرئيس السادات للأمة المصرية  آن لهذا الوطن ان يطمئن ويأمن بعد خوف، فقد أصبح له درع وسيف، وتظل هذه العبارة تؤكدها الإحصاءات والمعلومات التي يعترف بها أعداؤنا بما نملكه من قوة نيرانية وأسلحة متطورة، فبحسب مراكز أبحاث أمريكية، فإن الجيش المصري، منذ عام 1982 وحتى 2015، طلبت مصر شراء 240 طائرة من طراز F-16 ذات المهام القتالية المزدوجة والمتطورة، وتكلفة آخر عشرين طائرة وصلت 1.7 مليار دولار تقريباً. قامت مصر منذ العام  1987 بتجميع 1200 دبابة قتالية أمريكية رئيسة من طراز أبرامز M1A1، في إطار برنامج الإنتاج المشترك مع الولايات المتحدة، بتكلفة تبلغ حوالى 3 ملايين دولار لكل دبابة، كما تمتلك مصر  1700 دبابة من طراز M60  أمريكية الصنع، والعديد من الدبابات السوفيتية، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 4000 دبابة قتال رئيسة، ما يجعلها بفارق كبير صاحبة أكبر أسطول من هذا النوع في منطقة الشرق، وبحسب مركز الأبحاث الأمريكي، فإن مصر أنفقت حوالى 3.8 مليارات دولار، أي ما يقرب من نصف التمويل العسكري الذي تلقّته والبالغ حوالي 7.8 مليارات دولار، على معدّات رئيسة، مثل الطائرات والصواريخ والسفن والمركبات، كما تمتلك مصر أحدث أجهزة الاتصال والرادار المتقدمة.

وبعيداً عن الولايات المتحدة فإن الجيش المصري تعاقد مع الدب الروسي على 20 مقاتلة من مقاتلات "سوخوي–35" الروسية بتكلفة 2 مليار دولار، على أن تبدأ مصر تسلمها عام 2020 وتحمل طائرات "سوخوي–35" ما يصل إلى ثمانية أطنان من القنابل والصواريخ في 12 نقطة تعليق، كما أن لديها محركين يمكن التحكم في اتجاه دفعهما، وتستطيع رصد وتدمير عشرة أهداف جوية وأرضية في آن واحد على مسافة كبيرة وبدقة عالية، كما أن مصر حصلت على أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة اسى 300.

ومن الشرق إلى أوروبا، فقد دعمت مصر أسلحتها المقاتلة، خاصة البحرية والجوية من خلال التعاقد مع فرنسا علي طائرات رافال، وتحمل طائرة "رافال" على متنها راداراً من نوع "RBE2" قادراً على تعقب 40 طائرة في وقت واحد والاشتباك مع 8 طائرات دفعة واحدة. ويستطيع رادار الطائرة اكتشاف الطائرات التي تحلق تحتها أيضاً، وتمتلك الطائرة أيضا نظام حرب إلكترونية من نوع "Spectra Thales". ونظاماً كهروبصريًا من نوع "SAGEM / OSF"، للبحث الحراري وتتبع الأهداف، ما يجعلها تنافس أكثر المقاتلات الحربية المعروفة بقدرات المناورة وغزارة النيران، والقدرة على الاشتباك والدقة في إصابة أهدافها.

 وتمتلك مصر عددا من طائرات إف 15 وإف 16 وطائرات بلوك 52 وميج 29 حديثة وكاموف 52 روسية وطائرات بدون طيار حديثة، وطائرات مروحية قتالية منها الأباتشي.

 كما أن مصر عملت على بناء قاعدة محمد نجيب العسكرية، أول قاعدة برية في مصر، والأضخم في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث أنشئت القاعدة على مساحة 18240 فدانا، ويبلغ طول السور الخاص بها 40 كيلو مترا، كما تمتلك ميادين رماية إلكترونية بإجمالي ما يقرب من 70 ميدان رماية في مختلف التخصصات.

كما تمتلك القاعدة أكثر من 1100 منشأة خاصة بالقاعدة، بالإضافة إلى عشرات من المنشآت الرياضية والترفيهية لخدمة القاعدة، كما أنها تمتلك العديد من الصوب الزراعية، بالإضافة إلى زراعة 1600 فدان، من أجل الاكتفاء الغذائي الذاتي.

كما تمكنت مصر من بناء مركز متقدم للقيادة والسيطرة على الضفة الشرقية لقناة السويس في قلب سيناء بما يجعل مصر قادرة على قيادة حرب على أرض سيناء حال نشوبها لا قدر الله.

وخلال 4 سنوات استطاعت مصر الحصول على عدد من الغواصات الألمانية الهجومية من طراز تايب، وذلك لتقوية القدرات القتالية للبحرية المصرية أقوى بحرية في المنطقة وأصبح لمصر أسطولان بحريان، أحدهما في البحر المتوسط، والآخر الجنوبي للبحر الأحمر مدعوم بفرقطات فرنسية، وحاملتي طائرات وسفن حربية استطاعت مصر تصنيعها محلياً.

هذه بعض القدرات التي يتمتع به الجيش المصري، تجعلنا نحتفل بذكرى نصر أكتوبر عام 1973 ونحن على ثقة أننا نحتفظ بعوامل النصر وقوة الردع في مواجهة أي أخطار حالية، أو في المستقبل.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز