عاجل
الإثنين 30 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
محمد علي مخلب فأر

محمد علي مخلب فأر

بقلم : عيسى جاد الكريم

ما يقوم به محمد علي، الممثل المغمور من فيديوهات، تعرض بين وقت وآخر، برموز من الجيش المصري والعاملين تحت لواء قواتنا المسلحة، ليس مصادفة، فالأمر قديم ومستمر من حفنة الخونة يخططون يومًا بعد يوم لهز ثقة الناس بالقوات المسلحة، بإلصاق التهم والنواقص بالقادة المنتسبين لها، وسأحاول معكم تذكر شيء لمسته بنفسي، كمحاولة من محاولات دول خارجية، وأطراف آخرين، لزعزعة ثقة المصريين بالجيش.



في أواخر عام 2011 الذي حدثت فيه اضطرابات وأحداث 25 يناير، وكانت وقتها فوضى إعلامية، فوجئت بزميل صحفي يعمل بالأهرام، وكان شابًا حسن النية، يجيد التحدث والترجمة بالإنجليزية، قد أتى لي ومعه صحفيان أجنبيان، صحفي وصحفية، وعرفهما بي وأخبرني أنهما من الـ"بي بي سي"، ووكالة الأنباء الإيطالية، وأنهما يقومان بعمل تحقيق استقصائي عن اقتصاد الجيش، وأنهما زارا عدة مؤسسات صحفية، والتقيا العديد من الصحفيين المتخصصين في الاقتصاد، للتعليق على التحقيق، وكنت وقتها رئيس القسم المناوب لقسم الاقتصاد بالجريدة اليومية، استغربت في البداية، التحقيق أصلًا ولماذا الجيش المصري تحديدًا؟ ورفضت بشدة اتهام الجيش بأنه يشارك في مشروعات استثمارية، وأنه يضيّق على المستثمرين، وكانت حجتهم أن الدول الديمقراطية والعالم الحر، لا يقبل بأن تشارك الجيوش في أعمال واستثمارات مدنية، ومصر قامت بثورة ومتجهة نحو الديمقراطية، فيجب ألا يكون للجيش مكان في الحياة المدنية، رددت عليهم بأن جيوش العالم، ومنها جيوش دول ديمقراطية، منها أمريكا وألمانيا وفرنسا، لديهم شركات ومصانع واقتصاد عسكري ضخم، يُدر دخلًا، فعادوا مرة أخرى، ليتساءلوا، ولكن الجيش يشارك في صناعات مدنية، ومنها صناعات غذائية، كمصانع المكرونة، ويبيعها للناس، وأخبرتهم بأن هذا حقه، لأن الجيش المصري بوصفه أكبر جيوش المنطقة العربية لن ينتظر من يوفر له طعامه، ونحن تعلمنا الدرس من حروبنا مع إسرائيل، وإذا كان يطرح الفائض منه للبيع، فهو بمثابة مشاركة مجتمعية منه؛ للتخفيف عن المواطنين، وعندها قالوا ولكن هذا يضر بالاستثمار ويجعل المستثمرين لا يأتون لمصر "وكأنهم يا حرام عايزين يساعدوا الاقتصاد المصري، بأن يأتي مستثمرون من الغرب، ولكن علينا أن نزيل لهم العواقب"، طلبت منهم أن يخبروني بصناعة واحدة مدنية، يحتكرها الجيش، أو مستثمر واحد جاء للاستثمار في مصر، فأعاقه الجيش، أو مستثمر واحد اشتكى من مشروعات الجيش، فذكروا لي اسم رجل الأعمال "نجيب ساويرس"، وكان قبلها بأيام قد خرج في برنامج "توك شو"، على قناة "أون تي في"، يُطالب بألا يشارك الجيش في أي مشروعات مدنية، معطيًا الحُجة للتحدث عن اقتصاديات الجيش، فأنهيت معهم الحديث بشكل مقتضب.

وبعدها بنحو شهر ونصف الشهر، فوجئت بتحقيق نُشر في أربعة مواقع إعلامية هي وكالة الأنباء الإيطالية، والـ"بي بي سي"، و"الجزيرة نت"، وموقع حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، بالتزامن يتحدث عن اقتصاديات الجيش المصري. مشيرًا بخبث لقادته الذين يسيّرون هذا الاقتصاد، وأيقنت في هذه اللحظة أن حزب الحرية والعدالة والقائمين عليه، والجماعة التي تقوم عليه، هم خونة، وأنهم يتعاونون مع أطراف خارجية، الجزيرة القطرية ووسائل إعلام تابعة للدول الاستعمارية السابقة؛ للنيل من جيش مصر، ومن هذه اللحظة أيقنت أنه يجب مقاومة هذه الجماعة الخائنة ومن يقفون في صفها، وكان الغرض من نشر هذا التقرير، هز ثقة الناس بالمؤسسة العسكرية، التي تبرعت لموازنة الدولة بمليار جنيه، وتحملت دفع مصروفات المدارس لجميع الطلاب بجميع المراحل التعليمية، والضغط على المشير محمد حسين طنطاوي، أعطاه الله الصحة وأمد في عمره، رئيس المجلس العسكري وقتها، لتمرير قانون الانتخابات البرلمانية، على هوا الجماعة، وكان لهم ما أرادوا في ظل فوضى لعدم فهم أغراضهم ومخططاتهم، ولكن جاءت المحكمة الدستورية وأفسدت قانونهم وأفشلت برلمانهم ومجلسهم، وقضت بحله، وتوالت الأحداث حتى انتصر الشعب المصري، بمعاونة جيشه، وأزاح هذه الجماعة الخائنة من الحكم، ومن وقتها ومحاولتهم لم تكل ولم تمل، للنيل من جيش مصر ورموزه، لأنهم يعلمون ومن يقف وراءهم من مستعمرين أن الجيش المصري هو الصخرة الصلبة والدرع التي تحمي مصر وشعبها وتتكسر عليه سهام الغدر.

المقاول والممثل محمد علي واحد من الذين وجد فيهم الإخوان الخونة وغيرهم الفرصة لتحقيق بعض أغراضهم، مستخدمين الدعاية الرمادية في النيل من الجيش المصري العظيم، وذلك باستخدام حقائق لا يستطيع أن ينكرها أحد، ثم تطعيمها بالأكاذيب وربط أحداث حقيقية بوقائع مختلقه غرضها هز ثقة الناس، وقصة ظهور محمد علي بفيديوهاته تحتاج منا تحليلًا وتمحيصًا، كيف خرج محمد علي بكل الملايين التي معه من البلاد، هل خرج بها بطرق مشروعة، أم أن هناك شبكة مهربين للأموال خارج البلاد ساعدته، ويمكن أن تساعد غيره من المجرمين.

محمد علي، يتكلم في الفيديو ما يقرب من نصف ساعة، يحاول فيها تقمص دور البطل، مع أنه مجرد "كومبارس"، وإن كان في هذه الفيديوهات تقمص دور المعارض، حتى يحصل على حق اللجوء السياسي في إسبانيا، لمنحه الحماية.. أو ما يقوم به تقف وراءه أجهزة دول وجماعات تعادي مصر، ويسعى لأن يتكسب من وراء ذلك، أو أنه شخص مريض نفسيًا، بمرض الشهرة، والظهور دون أن يعرف عواقب ما يفعل.. علينا أن نقف بالتحليل البسيط للفيديوهات، التي ظهر فيها، ففي هذه الفيديوهات التي تتلقفها قنوات الإخوان الإرهابية، العميلة، يحاول أن يُثير حنق الناس مداعبًا غرائز الناس الساعية للثروة، أو مطالبهم المشروعة، بتعليم جيد لأبنائهم ومستشفيات جيدة لعلاجهم، وسكن كريم، وعمل يوفر لهم دخلًا يعيشون منه، فيعترف بأنه حاصل على دبلوم تجارة، وكأن التعليم هو السبب في أن يدرس في المدارس الفنية، وليس إهماله، أو ذكاؤه، مع أن له جيرانًا لهم نفس ظروفه، تخرج منهم مهندسون وأطباء، فكلامه الذي يراه البعض ساذجًا هو ترسيخ للنظرة الدونية للتعليم الفني، رغم أهميته للمجتمع، وهو بذلك يثير فئة معينة من الناس بشكل غير مباشر، وهو يضرب في المجتمع وأسسه، ويشوه أي إنجازات تقوم بها الدولة المصرية، ففي الوقت الذي عالجت فيه الدولة أكثر من 2 مليون مريض بفيروس "سي"، ونظمت أكبر حملة صحية للكشف عن الأمراض السارية، يأتي محمد علي ويُشكك في النظام الصحي، بذكر حادث وفاة أخيه إبراهيم، الذي لم يذكر في المرات التي ذكرها للحادث الذي توفى فيه أسباب الوفاة، ليعرج منه إلى النظام الصحي، ويشكك فيه كوسيلة من وسائل التشويش، التي يستخدمها من دفعوه لقول ذلك، لتشويه الإنجازات.. محمد علي الذي يذكر حادثة وفاة أخيه بين الحين والآخر؛ ليكسب التعاطف ويبدو كشخص مكلوم على وفاة أخيه، كشفه أخوه الآخر "أحمد"، في فيديو أخير ظهر فيه وأخبره بأنه عليه أن يعيد الأموال، التي سرقها من أخيه إبراهيم.

محمد علي، الذي يتحدث طوال الفيديو في أي كلام، وقبل أن يشعر المشاهد بالملل يقول أي كلام به ذم في الرئيس أو قادة الجيش في ترويج مفضوح بأنه مضطهد، على الرغم من أنه يعترف بنصف الحقيقة، بأن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، كانت غير راضية عن تنفيذه للمشروعات، ووضعت عليه غرامات ثم إحالته للنيابة العسكرية، وهذا في صالح القوات المسلحة، ولا يدين قادتها ولا العاملين فيها، فهي مؤسسة منضبطة، لا تتستر على فساد، وتحاسب المقصرين، وعندما فشل محمد علي في إنجاز ما تم تكليفه به سحبت المشروعات منه، وأسندتها لشركات أخرى بما يؤكد أيضًا حرصها على إنجاز المشروعات في أوقات قياسية وعدم تعطيلها.

يتحدث محمد علي، أنه يمتلك مستندات طوال الوقت، في حين أنه لم يُظهر أي مستند، يكون به أي خطأ أو يدين رجال الهيئة الهندسية، القائمين على المشروعات بما يؤكد كذبه ومراوغته.

محمد علي يتحدث عن بناء فندق، ويتحدث عن تكلفته الكبيرة، أنا شخصيًا زرت الفندق، وهو مصمم على أحدث مستوى، ووجود فندق قريب من أرض المعارض الكبرى بالقاهرة الجديدة، وفندق تنزل به الشخصيات رفيعة المستوى، التي يمكن تأمينها بسهولة، بعيدًا عن زحام وسط القاهرة، مهم، حتى لو كانت تكلفته باهظة.

محمد علي الذي قاده حظه، لأن يتعامل مع المؤسسة العسكرية، عندما يتحدث عن منشآت داخل منطقة عسكرية، حتى وإن كانت مساكن لضباط الجيش وقادة القوات المسلحة، فهو يستحق المحاكمة بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، ولا يستحق التعاطف معه، فهو خائن لبلده.

يحاول خونة الخارج استخدام محمد علي كمخلب للتجريح في الجيش وقادته، ولكن محمد علي "الكومبارس المغمور"، لا يرقى إلا أن يكون "مخلب فأر"، لن يؤثر في مصر، أو شعبها، أو جيشها، بفضل يقظتنا وما يحاك ضدنا من مخططات، فشعب مصر واثق في قيادته ورئيس دولته، وسوف تتحقق الإنجازات تلو الإنجازات.

حمى الله مصر ورئيسها وقواتها المسلحة.. تحيا مصر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز