عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ابحث عمن يفهمك

ابحث عمن يفهمك

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

إذا كنت مشهورًا، أو محبوبًا، أو محظوظًا، قطعًا ستجد الكثيرين يتوددون إليك، ويتقربون إليك، وهذا بلا ريب سيزيد من ثقتك في نفسك، ويبعث السعادة بداخلك، ويبث روح الأمل في قلبك، ولكن هل هذه حقًا هي السعادة؟!



بلا شك، هذه إحدى حالات السعادة، التي لا يُمكن إنكارها، ولكنها سعادة مشروطة، بمعنى أنه يُشترط لدوامها أن تستمر الصفة التي قربت الناس منك، ولكن هناك سعادة دائمة لا تُدركها إلا إذا تعايشتها، وهي لا تأتي إلا في لحظة معينة، وعندما تحتاج إلى شخص يحتضنك ويحتملك في لحظات ضعفك، عندما تفقد أي شيء من مُقوماتك، فهذا الشخص لا يعرفك فقط، ولكنه يفهمك ويشعر بك، فهو لا يُحب مُقوماتك، بل يُحبك أنت، فهو يراك كاملاً حتى لو اعتراك النقص، لا ينظر إلى شكلك، وإنما إلى قلبك، ويحترم عقلك وأفكارك.

قد يظن البعض أن هذا الكلام مُجرد كلمات رنانة، لا يُمكن تفريغها على أرض الواقع، ولكن لن يشعر بها إلا إذا تعايشها، وتمنى أن يلتقي بهذا الشخص؛ لأن اللحظة التي تحتاج فيها إلى هذا الشعور، تتمنى حينها أن تخسر أي شيء في سبيل أن تجد من يفهمك، ويحنو عليك، ويقرأ أفكارك.

فالإنسان في حقيقته، عبارة عن لحظة ضعف، عندما تأتي تهزم كل معاني الجبروت بداخله، وتقهر كل ما ينبض بالقسوة في قلبه، فحينها يعرف كُنهه، وأنه ليس إلا كيان ضعيف، لا يستطيع أن يستمر، إلا بمن يحتويه ويقرأه، ويربت على كتفه.

فلو أتتك هذه اللحظة، اترك نفسك لها، ولا تتكبر على أحاسيسك، بل دعها تهيم في بحر المشاعر كيفما شاءت، فلا تكبح جماحها، أو تُقيدها؛ حتى لا تقتل أجمل ما بداخلها، تحت وطأة الأنا والغرور والتعالي.

فلولا إنسانيتك، ما كان شعر أحد بك، ولولا ضعفك، ما كنت شعرت بمن حولك، فَدَعْ نفسك تعيش كل أحاسيسها، بمنتهى الصدق والإنسانية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز