محمد هيبة
عبور 3 يوليو.. يوم عادت الدولة
بقلم : محمد هيبة
إذا كنا جميعًا نعتبر أن ثورة 30 يونية هى ثورة الشعب التى قامت بعد عام واحد من حكم الإخوان ضد دولة الخلافة المزعومة.. والدولة الدينية الفاشية التى حاولت اختطاف مصر وشعبها..
فإننا يجب ألا ننسى أيضا أن ما حدث فى 30 يونية كان بمثابة التكليف الرسمى والشعبى لقواته المسلحة بأن تنزل على إرادته الثورية وأن تتحرك لتنفذ الأمر الصادر لها من الشعب فى 30 يونية بإزالة حكم الإخوان إلى غير رجعة.
إن يوم 3 يولية 2013 هو اليوم الذى كان يجب أن يفرق فيه كل أمر حكيم.. اليوم الذى اتخذ فيه القرار الصعب والشجاع والجرئ باقتلاع دولة الإخوان وكان المشهد مهيبًا.. كل طوائف الشعب ورموزه السياسية والدينية والفكرية تلتف حول القائد الفريق أول عبدالفتاح السيسى ليعلن فيه عودة الدولة المصرية بكل مقوماتها السياسية والاقتصادية والفكرية والدينية أيضا إلى مكانتها الطبيعية وانتهاء عصر الإخوان.. وأيضا كان يوم 3 يولية هو يوم عودة الدولة إلى هويتها الصحيحة.. مصرية.. عربية.. إسلامية مصر الدولة.. مصر الوطن الآمن هذا اليوم.. يوم 3/7 هو اليوم الذى أنهى عاما من الفرقة والتشرذم.. الانقسام.. والتقسيم والتفكك وتكسير أوصال الدولة ومفاصلها.. تعود مرة أخرى مصر الدولة الواحدة القوية التى تحوى وتحتوى كل الطوائف والقبائل والأديان.. قبل 3/7 كانت مصر على شفا أو أعتاب حرب أهلية بسبب ممارسات الإخوان ومحاولاتهم لتقسيم مصر إلى 4 أجزاء لتحل دولة الخلافة محل الدولة المصرية.
لكن كان يوم 3/7.. هو اليوم الفارق حقا فى حياة مصر العربية.. فقد أنهى كل هذا من خلال تنفيذ أمر الشعب.
الشعب الذى قال كلمته فى يوم 30 يونية.. اليوم الذى خرجت فيه جموع الشعب 30 مليونا قالوا لا مدوية هادرة.. لا لحكم الإخوان.. لا لدولة الإخوان الغاشمة.
الشعب يوم 30 يونيو نزع عن الإخوان لباس الشرعية ليريهم سوءاتهم.. ومن وراء ذلك وجههم القبيح القذر الذى عانى منه ومن ممارساتهم طوال عام من الأعوام العجاف التى مرت على مصر.
ولأن الشعب مصدر كل السلطات فقد كانت كلمته كالسيف ليصدر التكليف المباشر للقوات المسلحة بإزاحة حكم الإخوان ودولة الخلافة المزعومة وهو ما نفذته القوات المسلحة فى 3 يوليو 2013.
ربما يكون الغباء السياسى.. والتخلف الفكرى والخواء الدينى وأيضا الغرور الذى سيطر على الإخوان بعد ثورة يناير.. وبعد أن اعتلوا سدة الحكم.. وعاشوا فى أوهام أنهم سيحكمون لـ50 عاما قادمة.. كل هذا أعماهم عن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس.. أن الشعب رفضهم من أول لحظة لذلك حاولوا بالإعلان الدستورى.. تارة.. وبحصار مؤسسات الدولة تارة أخرى.. ومحاولات ضرب الشرطة والجيش تارة ثالثة.. وتصوروا أو صور لهم خيالهم المريض أنه لن تقوم ثورة ثانية بعد ثورة يناير.. وأن المصريين لا يثورون إلا كل 100 عام.. ولكن ها هو الشعب العظيم يفعلها مرة أخرى.. وفى أقل من ثلاثين شهرا.. ينتفض الشعب ضد حكم الإخوان.. مطالبًا بإسقاطهم وأوكل إلى قواته المسلحة تنفيذ ذلك الأمر.. لكن غباءهم وغرورهم أعماهم.. ولم يقرأوا التاريخ جيدا.. هددوا بأن محاولات الإيقاع بهم سيرد عليها بالدم.. ولكن كان رد القوات المسلحة تحت رئاسة الفريق أول عبدالفتاح السيسى عنيفا وحاسما.. وصارما.. إن من تسول له نفسه بإيذاء شعب مصر.. سيمحوه محوا من على ظهر الأرض وقد كان.
إن يوم 3 يوليو 2013 هو أشبه بيوم العبور العظيم فى 6 أكتوبر 1973.. وما بينهما كان 40 عاما.. العبور الأول كان عبورا بمصر من النسكة والانكسار واليأس والهزيمة إلى الانتصار وعودة الأرض وتحقيق البناء والتنمية.. أما عبور 3/7 فقد كان عبورا من الظلمات إلى النور.. من مرحلة اللا دولة إلى مرحلة عودة الدولة.. من مرحلة الانقسام والتقسيم.. إلى مرحلة الاتحاد والوحدة من مرحلة الانهيار السياسى والاقتصادى.. إلى مرحلة إعادة بناء مؤسسات الدولة وإعادة البناء والتنمية الشاملة وهو ما حدث فعلاً فى غضون 5 سنوات كانت أشبه بالمعجزة والإعجاز.