عاجل
الأربعاء 2 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
أين مصر والأزهر من المصحف الشريف؟

أين مصر والأزهر من المصحف الشريف؟

بقلم : عيسى جاد الكريم

كل عام وأنتم بخير، يأتي شهر رمضان المبارك وتتجدد الروحانيات وتهفو القلوب للتقرب إلى الله لتستريح في حضن العبادة، وتشتاق النفوس المجهدة طوال العام، إلى تجديد النية والتوبة، فشهر رمضان ليس كسائر الشهور، ففيه يتضاعف الأجر والثواب، وتلف النفوس سكينة وروحانيات إلهية، لتحلو العبادة ويزداد الحرص عليها.



 

ولأن شهر رمضان شهر القرآن، فإن المسلمين في كل مكان يذهبون لكتاب الله للاستزادة منه، والمداومة على قراءته، وعملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم فعن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف، رواه الترمذي.

 

 وفي ظل الوسائل التكنولوجية الحديثة فإن الناس يلجئون لاستخدام أجهزة الكمبيوتر والموبايل المتصلين بالإنترنت، لأنه من السهل يتصفح الشخص المصحف الشريف أو يستمع للقرآن الكريم ويبحث عن التفسير أو أسباب نزول الآيات، لأنه من أي مكان يمكن للشخص تصفح الإنترنت أو الدخول على التطبيقات الذكية على الموبايل، وكواحد من الذين يحبون تصفح القرآن الكريم والاستماع له وجدت العديد من المواقع التي تتيح قراءة المصحف الشريف، أون لاين، والاستماع له وحفظه ولكن للأسف الشديد معظم هذه المواقع ليست مصرية، ولكنها مواقع تبث من مواقع خليجية أو ممولة من دول وجهات خارجية أو حتى دول أجنبية، فهناك تجارب تستحق الإشادة ومنها المصحف الإلكتروني لجامعة الملك سعود، والتي لا شك أنها قامت بجهود كبيره ليخرج موقعها بهذا الشكل، وضمن مشروعها علماء مصريون أفاضل.

 

ورغم أننا طلبنا بضرورة تواجد مصر على الساحة الدينية، خاصة في الفضائيات الخاصة بالقرآن الكريم التي  تستفيد بأصوات كبار القراء المصريين على شاشاتهم، وهم أحد أدوات مصر الناعمة التي يجب التأكيد عليها ومساندتها، ولكننا تركنا الساحة لغيرنا فملأت الشاشات يومًا بعد آخر بمقرئين آخرين وأصوات لمقرئين آخرين غير مصريين، والكثيرون يعرفون تبعات ذلك الأمر، سواء من ناحية احتلال هذه القنوات الفراغ، وتمرير خطابها الإعلامي أي كان توجهه.

 

 مصر بلد الأزهر الشريف للأسف غائبة عن قنوات القرآن الفضائية، رغم أننا نملك العلماء والإمكانيات ولدينا أجيال من عظماء قراء القرآن الكريم، والمكتبة الإذاعية المصرية وإذاعة القرآن الكريم المصرية، التي كانت الإذاعة السباقة في مصر والعالم قبل كل إذاعات القرآن الكريم في الوطن العربي كله لديها في أرشيفها كنوز من أشرطة لأصوات قراء القرآن الأجلاء، ترتيلا وتجويدًا للقرآن، أمثال الشيخ الحصري والشيخ الطبلاوي ومحمد إسماعيل ومحمد صديق المنشاوي ومحمود البنا، بالإضافة لآلاف الساعات من تفسير القرآن للشيخ الشعراوي، والتي يجب الاستفادة منهم على أكمل وجه.

 

ومن غير المقبول أن مصر بلد الأزهر الشريف تختفي من الساحة، فكما أن مصر الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية كانا مرجعين أساسيين لأي دولة في العالم تريد طباعة المصحف الشريف، يجب أن تحصل على إذن منهما قبل طباعته، يجب أن يستردا ريادتهما الدينية فلازلنا نملك الكوادر والعلماء والباحثين، الذين يجب الاستفادة منهم في بناء قناة متميزة للقرآن الكريم تقدمه وتقدم علومه، وتكون مصر في مقدمة الدول الإسلامية، حفاظًا على القرآن الكريم قولًا وفعلا وليس بمسابقة القرآن الكريم السنوية، التي تنظمها وزارة الأوقاف ولكن بموقع وتطبيقات ذكية تنشر الخير والإسلام الصحيح والمفاهيم الوسطية، وتفيد عموم الناس وطلاب العلم في كل مكان في العالم، سواء من يريدون حفظ القرآن الكريم أو من يريدون الاستفادة بعلومه الكثيرة من نحو وبلاغه.

 

ويجب أن نبدأ الآن بمشروع كبير متكامل لقناة فضائية وموقع للقرآن الكريم وعلومه برعاية الأزهر الشريف أكبر مؤسسة ومرجعية دينية في مصر والعالم الإسلامي، وهناك مؤسسات إعلامية، لا أظن أنها ستتأخر في ضخ الأموال لدعم هذا المشروع الكبير فدعم موقع وقناة للقرآن تكليفهما قد لا يتعدى تكاليف إنتاج مسلسل أو اثنين من مسلسلات رمضان.


 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز