لمحة مصرية حضارية

بقلم : كريمة سويدان

أهم ما تميز به يوم السادس من يناير «٢٠١٩» وخلق منه يوما تاريخيا، أنه شهد افتتاح كل من مسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة أثناء احتفالات عيد الميلاد، والتى حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، كما تميزت هذه الليلة بتواجد البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية - ولأول مرة - داخل مسجد « الفتاح العليم »، وإلقائه كلمة رائعة بمناسبة افتتاح المسجد، كما ألقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف- ولأول مرة أيضًا- كلمته التاريخية الرائعة من داخل كاتدرائية «ميلاد المسيح» خلال افتتاحها، كما شهد شيخ الأزهر قداس عيد الميلاد، وهو ما لم يحدث من قبل طوال السنوات الماضية، هذا الحدث التاريخى جعل اسم مصر يحتل صدارة الصحف العالمية، حيث أشاد موقع قناة  «CNN» بالتلاحم الشديد بين المصريين من خلال ما تضمنته كلمات كل من شيخ الأزهر الشريف والبابا تواضروس الثانى، كما اهتم الموقع بنشر إشادة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالرئيس عبدالفتاح السيسى معتبرًا أنه ينقل مصر إلى مستقبل أكثر شمولية مع افتتاحه أكبر كاتدرائية بالشرق الأوسط، وأكد عبر تغريدة له على «تويتر» أن إنجازات الرئيس المصرى ساعدت على النهوض بمصر، وهو ما نقله أيضًا موقع «الديلى ميل» البريطانى، كما تصدر عنوان «مصر تفتتح أكبر مسجد وكنيسة فى الشرق الأوسط» أكثر من موقع عالمى مثل شبكة الإذاعة البريطانية «BBC»، وصحيفة «نيويورك تايمز »٠

إن افتتاح مسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة هو حدث نادر، ولمحة حضارية كبيرة، كما أنه رسالة مهمة للعالم كله تعكس مدى الوئام الطائفى والتلاحم والتراحم والتسامح بين جميع المصريين، الذى يُعتبر ركيزة وأساس حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى- الذى وعد فأوفى- وأثبت أن وحدة النسيج الوطنى المصرى معادلة معقدة، وصعبة على أى شخص أو جهة أو جماعة أو حتى دول أن تفكك طلاسمها أو تنال منها، وهذه المعادلة كانت من أهم أسباب فشل محاولات النيل من الوطن. وتحيا مصر.