عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الغناء للعصابة وصمت الأعلى للإعلام

الغناء للعصابة وصمت الأعلى للإعلام

بقلم : عيسى جاد الكريم

هل معنى أن تكون نجما مشهورا أن كل ما تقوله أو تفعله بعيد عن الرقابة والمحاسبة، فطالما نلت الشهرة فمن حقك أن تضرب جذور المجتمع وتؤذي أعمدة الأسرة المصرية وتشوه الأجيال الحالية بعفنك الفني دون أن يردعك أحد أو يقول لك "عيب اللي بتعمله ده غلط"؟



مؤخراً للأسف الشديد طل علينا الممثل محمد رمضان الذي خدعه رقص الشباب على نغمات أغنية فظن أن صوته حلو مدعياً أنه نمبر وان ثم مدعيا في أغنية ثانية أنه الملك ، يعنى البيه الممثل محمد رمضان عمل لنفسه كوكتيل بقى نمبر وان وملك المافيا بعد أن صرخ على أنغام موسيقى شبيها بموسيقى الراب أنا مافيا أنا مافيا ورغم أن المثل الشعبي يقول " مبيشكرش في نفسه غير الشيطان"، فليس لنا علاقة إذا قال رمضان وغنى في حمام منزله أنه نمبر وان أو الملك أو انه الشبح حتى فمن حقه أن يصف نفسه بأي صفة يريدها طالما انه سيرضى غروره ويعالج أمراضه النفسية ،ما يهمنا هو الإ ينشر رمضان "هرتلتة" على شبابنا فتصير نداءاته أغانيه التي تحمل أمراض نقص واضحة يتداولها شبابنا متمردين على واقعهم ومجتمعهم وان يصبح الغناء للعصابات شيء عادى ومستحب بل ويرقص الناس على أنغامه، والدعوة لتبجيل الأجرام والغناء له شيء لا يخجل منه الناس.

ولنا أن نتساءل من أعطى لرمضان تصريح من المصنفات الفنية لغناء هذه الأغنية وأين نقابة المهن الموسيقية وهل رمضان أصلا عضو فيها ليغنى أغنيه وينشرها بأي وسيلة نشر حتى وان كانت قناته على اليوتيوب .

ما زلنا ننادى ونقف في صف المنادين بحرية الإبداع والفكر طالما يصب في النهاية في خدمة المجتمع ورفعته وسموه ، فغايتنا هي أن نبنى وطننا على  أسس وأعمدة سليمة ، وأهم أعمدة هذه الأمة هي أطفالها وشبابها الذين سيحملون الراية من بعدنا أجيال من بعد أجيال في شتى ميادين الحياة مدافعين عن حدوده وأمنه ، عاملين في مصانعه ومزارعه ، عاكفين على البحث في معامل العلم وميادين العلوم والطب ، محافظين على تراثه ومطورين منه عاملين رفعته وشموخه ولعل المحاسبة تجعل هناك وقفه من مدعى الإبداع لمراجعة أنفسهم  ليعدلوا مسارهم لما فيه صالحهم وصالح المجتمع الذي ينتمون له .

إذا كان رمضان وجد من يروج له من شركات اتصالات من مصلحتها الترويج له بجعل أغنيته كول تون على موبيلات المصريين كشركة اتصالات وفودافون  ليصبح نجم الشباك وتنتشر أغنيته المنحطة التي تمجد الأجرام وتغنى له لأنها تدفع له الملايين في إعلان يروج لها، فلا يجب أن تقف الأجهزة المفترض بها المحاسبة  مكتوفة الأيدي للمحاسبة فإذا كان رمضان افلت من أجهزة الرقابة على المصنفات الفنية وأنتج أغنيته بعيداً عن موافقة نقابة المهن الموسيقية ، فيظل الأمل في المجلس الأعلى للإعلام لكي يعيد ضبط هذا الفساد ويمنع تمدده وانتشاره ويحاسب من يروج له ليحمى المجتمع من تبعاته .

متى ينتبه المجلس الأعلى للإعلام ويقوم بمسؤولياته في الرقابة والمحاسبة الفنية، على شركات المحمول من الترويج لهذه الأغنية ويمنع القنوات الفضائية من نشرها وإذاعتها ويحجب المواقع الإليكترونية التي تروج لها على الانترنت ويحاسب من نفذها وخطط لها.

ولو طرحنا السؤال ما الذي يمكن أن تضيفه أغنية كمافيا للمجتمع وتراثه الفني، أغنية تمجد الإجرام وتروج له ؟!

وتأتيك الإجابة: لا شيء

فالمافيا هي عصابات إجرامية منظمة يحكمها قانون خاص بعيد عن المجتمع ومن المعروف أن هذا الاسم نشأ بعد انتشار العصابات الإجرامية المنظمة في إيطالياً وتحديداً في مدينة صقلية الإيطالية ونتشر منها لكافة أنحاء العالم لنسمع بعضها عن عصابات المافيا البرازيلية والاسبانية والروسية التي تجار في المخدرات والسلاح وتعمل بالدعارة والإرهاب والجريمة المنظمة .

على المجلس الأعلى للإعلام أن يقوم بمهامه لحماية المجتمع من الانحطاط الفني الذي يهدم ولا يبنى أن يحمينا ويحمى أولادنا والأجيال القادمة من موجة جديدة إذا تركت دون أن يعيقها حائط صد منيع ستغرق المجتمع بموجات تسونامى تالية من الإسفاف الفني لا نعرف مداها

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز