عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
خفايا السير الذاتية

خفايا السير الذاتية

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

 



دائمًا ما نكتب عن العظماء، ونحكي سيرهم الذاتية، في المناسبات الخاصة بمولدهم، أو أي مناسبة تخصهم، وهذا فيه أقل تقدير لما يُقدمونه للبشرية، وعادةً ما نحكي في هذه السير عن مواقفهم البطولية، والمواقف الصعبة، التي مروا بها، في سبيل الوصول إلى تحقيق أحلامهم.

ولكن أظن أن هناك جانبًا في حياة كل شخص عظيم، لابد أن نتطرق لها، وهي الجوانب الأخرى من شخصيته، فللأسف، نحن دائمًا نُظْهِر الجوانب الإيجابية فقط من شخصيتهم، ربما لرغبتنا في إظهارهم في صُورة القُدوة في حياة البشر، ولكن القُدوة الحقيقية، لابد أن يكون إنسانا بكل صفاته الإيجابية والسلبية، فنحن لن نُصدق هذه السيرة، إلا إذا وجدناها تمر بذات الأحاسيس التي نمر بها، فلابد أن تشعر بالضعف، وتقع في الزلات، وتشعر بالندم، وتُغير مسارها، وتعترف بأخطائها، وتنتصر على رغباتها، فالإنسان بدون سلبيات وخفايا، ليس بإنسان، بل يتحول لمُجرد صورة مرسومة بلا روح، ونحن عندما نتعلم، ففي الغالب يكون تعليمنا من المواقف الصعبة والأخطاء.

لابد أن نذكر الخفايا التي تُثبت أن هؤلاء بشر، يشعرون بكل الأحاسيس الإنسانية، فلا ترتفع بهم فوق البشر، فهنا سنُفْقِدُهُم أجمل ما فيهم، وهو إنسانيتهم، وهذا أحد أسباب الصدمة، التي تصيب الجميع عندما يعرفون أي شيء يتسم بالسلبية، يخص شخصية من هؤلاء، ويتعاملون معها على أنها جريمة؛ والسبب في ذلك هو تأليهنا لهم، فترسب داخل العقل الباطن استحالة ارتكاب أيًا من هؤلاء لأي خطأ، فأصبحنا نُضخم من أخطائهم لاإراديًا؛ لأننا رافضين أن نتعامل معهم على أنهم بشر، قابلين للخطأ والصواب.

لذا، علينا أن نُجسد السير الذاتية لهؤلاء بشكل منطقي وطبيعي وإنساني؛ حتى لا نظلمهم، عندما يُخطئُون، ولو خطأ يسير، وحتى نقتدي بردود أفعالهم حيال أخطائهم، فالإنسان لا يُحب ولا يشعر ولا يقتدي، سوى بالإنسان الذي مثله؛ لأنه يكون قريبًا منه، فعظمة هؤلاء ليست في عصمتهم من الخطأ، ولكن في قُدرتهم على تصحيح أخطائهم، والتعلم منها، ومُواجهتها، والارتفاع فوقها، بعمل أشياء عظيمة، فيها استغلال لقُدراتهم، هكذا يجب أن تُجسد السير الذاتية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز