عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إيمــان الرئيس

إيمــان الرئيس

بقلم : طارق رضوان

ينتهى العام. بحلوه ومره. بنجاحاته وإخفاقاته. بفرحه وحزنه. وعلى الجميع أن يتخذ قرارا بوقفة مع النفس.



ماذا عمل وما هو إنجازه خلال العام كله. ولو كنا صادقين مع النفس فى محاسبتها سنجد أننا مقصرون فى حق هذا الوطن وحق تلك الأمة وحق ذلك الشعب.

كلنا مقصرون. إلا فردا واحدا. هو من عمل واجتهد وتعب وتحمل من الضغط العصبى ما لا يتحمله بشر.

فرد واحد قاد هذه الأمة إلى الأمام بدقة وإخلاص وإيمان. فرد واحد فقط هو الرئيس عبدالفتاح السيسى.

لمن لا يعرف. أو يعرف ويستهتر. أو يعرف ويسخر. حكم مصر أقصى وأشقى حكم دولة فى العالم. دولة قديمة كبيرة ومركزية وتعداد سكانها تخطى المائة مليون من البشر عانت خلال سنوات عديدة من الفقر والجهل والمرض والفساد. ثم جاءت سنوات الفوضى تبعها عام من أقسى ما يمكن على الأمة، وهو عام حكم الإخوان الفاشيست. تسلم الرئيس السيسى البلاد مفككة تماما ومهترئة ورخوة. لا شىء فيها منتظم إلا الجيش وحده.

ولولاه. لولا الجيش لضاعت الأمة العربية بأكملها وليست مصر وحدها. جاء الرئيس السيسى والبلاد فى تلك الحالة. استعان أولا بالله ثم بالجيش لبدء عملية البناء. بناء كان قديما يستغرق عشرات السنوات لإنجازه لكنه تم فى غضون خمسة أعوام لا أكثر. بناء دولة قوية تنموية. والدولة القوية التنموية لها سمات محددة.

فهى التى تمتلك كما قلنا من قبل بيروقراطية متطورة توظف بناء على جدارتها وتمتلك قدرة عالية على أداء كل الوظائف المطلوبة لتعظيم التنمية الاقتصادية. هذه البيروقراطية مع أنها تكون مستقلة نسبيا عن جماعات المصالح تحافظ فى ذات الوقت على روابط وثيقة مع الشركات الخاصة الكبيرة. بمعنى أنها تكون متضمنة فى شبكات اجتماعية منتقاة خاصة الشبكات الصناعية.

إن الاستقلالية النسبية للدولة التنموية عن الطبقات والشرائح الطبقية المهيمنة مهمة جدا للتحول الاقتصادى للمجتمع. واستقلالية الدولة تمثل مطلبا مهما إذا أريد للدولة أن توقف مساندة الصناعات غير الكفؤة والريعية. إن استقلالية الدولة قد تأخذ شكل الاستقلال الكلى عن جميع القوى الاجتماعية فى المجتمع وهو شىء نادر الحدوث، أو الاستقلال النسبى حيث تحتفظ الدولة رغم ارتباطها ببعض القوى الاجتماعية بدرجة ما من الاستقلالية عن كل القوى وحتى إذا كان الترتيب الفعلى لعلاقات القوة أكثر قابلية لتحقيق مصالح جماعات اجتماعية معينة.

فإن ذلك لا يعنى أن الدولة مجرد أداة فى يد تلك الجماعات. والدولة لكى تفرض سياسات اقتصادية معينة يكون عليها أن توازن بين المصالح المجتمعية لكى تحافظ على استقرار النظام. واستقرار النظام مطلب مهم لمتابعة استراتيجيات اقتصادية طويلة المدى. الدولة التنموية هى علاقة اجتماعية تعكس بنية القوة فى المجتمع. فالدولة ليست مجرد أداة فى يد الطبقات المهيمنة والقوى الاجتماعية الأخرى تكثف أو تتجمع فى بنية الدولة وفى بعض الحالات قد تعرقل الدولة المصالح الفورية للنخب الحاكمة لكى تحافظ على مصالحهم على المدى البعيد للحفاظ على النظام الاقتصادى.

ومن هذا المنطلق بدأ الرئيس السيسى ومعه أخلص رجال الدولة فى عملية البناء على كل الجبهات كان آخرها حتى كتابة تلك السطور هى المشاريع الضخمة فى الجبل الأصفر ومنطقة الخانكة.

لكن البناء يحتاج إلى عدة مقومات لنجاحها منها القضاء على الفساد الذى كان ينخر فى جسد الأمة وكان يظن من فى قلوبهم مرض أن موقعه القيادى يحميه من أى مسائلة. فإذا بالدولة تضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه بمد يده على أموال الدولة. حدث هذا بعد أن كانت الدولة دولة فساد بعد تطورها السريع من فساد دولة إلى دولة فساد. فأصبح الجميع تحت المراقبة مهما كان منصبه وهو أمر مهم فى عملية بناء أى دولة. ولأن مصر دولة مركزية قوتها فى نفوذها الخارجى. استطاع الرئيس خلال سنوات معدودة أن يعيد العلاقات الطبيعية لمصر مع محيطها الخارجى. فعادت مصر إلى قارتها الإفريقية.

وعادت بقوة لمحيطها العربى. كما امتدت جسور التعاون إلى دول الغرب والشرق على السواء. من كوريا الجنوبية إلى اليابان إلى الصين إلى روسيا ثم غربا إلى ألمانيا والنمسا وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، بعدما انحصرت الدولة لعشرات السنوات فى علاقة واحدة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.

ولعل الإنجاز فى العلاقات المصرية الألمانية وقد شهدته بعينى خير دليل على هذا الإنجاز التاريخى الذى ترجم لصفقات اقتصادية وعلمية هى الأهم فى التاريخ الحديث متمثلة فى دعم التعليم الفنى فى مصر وهو أكبر دعم فى العالم لهذا القطاع.

كل تلك الإنجازات تمت وهناك حرب نبيلة تدور فى سيناء ما بين جيش نبيل ومجموعات إرهابية ليست ضد الدولة فقط لكنها ضد الإنسانية بأكملها.

حرب ضروس يحقق فيها الجيش المصرى انتصارا لا يقل عن انتصار أكتوبر المجيد. حرب غير نظامية تتم ما بين جيش نظامى كبير ومجموعات اتقنت وتدربت على فنون حرب العصابات.

حرب الكر والفر. لكن الجيش المصرى بإيمانه بالله وبالأمة وبإيمانه بالعلم والتدريب والخبرة القتالية استطاع أن ينتصر فى حربه بأقل الخسائر الممكنة، مقدما للوطن وللتاريخ شهداء من أنبل الرجال فى مصر.

وعلينا أن نتخيل دولة تحارب وتبنى فى نفس الوقت. تحارب وتحافظ على الاستقرار الداخلى فى نفس الوقت.

مما جعل كثيرا من الشعب لا يشعر بأن هناك حربا تدور على أرضه مع عدو مدعوم بأجهزة استخبارات دول متعددة آسيوية وأوربية.

وبرغم ذلك لم يتحول الاقتصاد إلى اقتصاد حرب ولم تفرض على البلاد قوانين وأعراف الحروب.

بل كان الاستقرار هو سمة تلك الأيام. إنه نجاح باهر لا يستطيع أحد إنكاره أو إخفائه.

وهو ما جعل كثير من الدول الصديقة ودول الأعداء فى نفس الوقت ترتعش من مسيرة مصر خلال تلك الأيام.

فقد عادت مصر لحجمها الطبيعى التاريخى.

لقد عادت مصر لقوتها ونفوذها وتأثيرها المعتاد القديم. لقد عادت مصر للبناء.

وعادت للاستقرار.

علينا أن نفخر برئيس يمتلك أعصاب فولاذية وحكمة وإيمان بالله وإيمان بالأمة وإيمان بتاريخ تلك الأمة وإيمان بقدسيتها.

رئيس يعمل بإخلاص وانضباط وحزم وحسم وشرف.

الرئيس وحده من قام بواجبه كاملا تجاه تلك الأمة.

يعمل فى صمت وبلا ضجيج.

يعمل بإيمان.

لا يكد ولا يتعب ولا يتهاون. يعشق العمل والانضباط والحسم.

سيادة الرئيس أن الله معك.

ومصر كلها معك وكلنا معك. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز