عيسى جاد الكريم
مصر تبنى السد العالي السابع
بقلم : عيسى جاد الكريم
لنا أن نفخر بما حققه المصريون من إنجازات خلال أربع سنوات في مجال الكهرباء والطاقة، فالمصريون صنعوا المعجزة على أرض الواقع، وافتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم ثلاث محطات كهربائية من أكبر محطات العالم توليدًا للكهرباء "محطة العاصمة الإداري وبنى سويف والبرلس والتي إضافة 14400 ميجا وات لإنتاج مصر من الطاقة في وقت قياسي، إنجاز يستحق أن نتوقف أمامه.
فلو أخبرنا أي شخص منذ ثلاث سنوات أن مصر سوف تبنى سبعة سدود مثل السد العالي وستنتهى منها في منتصف 2018 كنا لن نصدق أن هذا سيحدث، كيف نصدق والسد العالي أكبر سدود العالم تم بناؤه على مدى عشر سنوات، حيث بدأ العمل به في يناير 1960 وتم افتتاحه رسميًا في يوليو 1970 بعد اكتمال تشغيل توربيناته جميعًا، وتكلف بناؤه منذ 55 سنة تقريبًا مليار دولار وتنتج توربيناته ومحطته 2300 ميجا وات سنويًا، بنسبة 10% تقريبًا من إنتاج مصر السنوي من الكهرباء الذي وصل 37 ألف ميجا وات ، ولكن مصر قهرت المستحيل وحققت المعجزة وبنت محطات كهربائية يوازى ما تنتجه 7 سدود مثل السد العالي من الكهرباء فإنتاج محطات الكهرباء التي افتتحها الرئيس السيسي اليوم 24 يوليو يعادل إنتاجها 14400 ميجا وات سبعة أضعاف ما ينتجه السد العالي حاليًا تضاف للشبكة المصرية القومية للكهرباء وتوفر احتياجات 45 مليون مصري من الكهرباء، المحطات الجديدة التي تعد الأكبر والأحدث عالميًا، علاوة على أنه تم إنجازها في وقت قياسي غير مسبوق، فأنها حققت نقلة نوعية مصر وضافت ما يوازى 50% من إنتاج مصر حاليًا من الكهرباء، والتي كانت قبل إضافة المحطات ما يقرب من 29 ألف ميجا وات عام 2017 ، مصر تأتى في مقدمة الدول العربية في معدل استهلاك الفرد للكهرباء بعد السعودية بمعدل استهلاك يزيد على ألف و500 كيلو وات .
العالم مبهور بالإنجاز الذي تحقق وخبراء الشركة الألمانية التي نفذت المحطات مبهورين بأداء العمال والمهندسين المصريين وبحسب تصريحات ويلى ميكسنر الرئيس التنفيذى لشركة سيمنز الألمانية للطاقة والغاز التي نفذت المحطات بالتعاون مع شركة أوراسكوم والسويدي، فإن الثلاث محطات العملاقة التي نفذتها الشركة نفذتها بنظام الدورة المركبة التي تعمل بالغاز الطبيعي و تتضمن 24 توربينًا غازيًا ذات الدورة المركبة التي توفر في استهلاك الطاقة، والعمال المصريون والمهندسون المصريون نفذوا كل شيء بإتقان وسرعة مذهلة في وقت قياسي جدًا.
ولكى نعرف حجم الإنجاز الذي تحقق يجب أن نعرف إنشاء هذه المحطات في هذا الوقت القياسي في أقل من ثلاث سنوات لم يتحقق من فراغ، فعدد ساعات العمل بالمحطات الثلاثة بلغ 15 مليون ساعة عمل وهو ما يعادل 133,000 رحلة حول العالم يمكن أن يقطعها فرد، كما تم إنشاء 450,000 متر من الخوازيق واستخدام 6 ملايين و800 ألف متر من الكابلات 79 ألفًا و550 طنًا من الأسياخ الحديدية تم استخدامها فى بناء المحطة وتم حفر 3 ملايين و750 ألف متر من الأتربة والصخور وتم ردم 4 ملايين و207 آلاف متر وتم استخدام 846 ألف متر من الخرسانة لصبها في القواعد الخرسانية التي تم إنشاء مباني وقواعد المحطات عليها وتم استخدام ما يزيد على 78 ألف طن كمر حديد لإنشاء الهياكل الحديدية بالمحطات.
تم تدريب 600 عامل مصري على التشغيل والصيانة بالمحطات، علاوة على تدريب 66,000 عامل في مجال الصحة والسلامة المهنية أثناء العمل بما منع من وقوع حوادث جسيمة وحمى أرواح العاملين طوال فترة الإنشاء وهو معدل عالمي غير معتاد في مثل تلك المشروعات العملاقة، وتعد الكابلات المستخدمة 7 أضعاف طول الحدود المصرية من الشمال للجنوب بطول 6,800,000 متر، وتمثل أعمال الردم 84% من حجم أهرامات الجيزة الثلاثة، وتمثل الخرسانة التي تم استخدامها في المشروعات85 مرة حجم أبوالهول.. وإن كان السد العالي بعد إنشائه استطاع إضافة 2 مليون فدان للرقعة الزراعية، فإن محطات توليد الكهرباء التي تم إنشاؤها، بالإضافة إلى المشروعات الأخرى بإمكانها أن تسهم في التوسع الزراعي بتوفير الكهرباء لماكينات الري والآبار في الصحارى وبما يسهم في الإسراع في إنجاز مشروع المليون ونصف فدان، المحطات الجديدة تعزز مكانة مصر واستراتيجيتها العالمية لتكون محورًا إقليميًا لنقل وتداول الطاقة، فالزيادة الكهربائية والفائض عن الحاجة يمكن تصديره من خلال الشبكة العربية للكهرباء، كما يمكن تصديره لأوروبا من خلال شبكة يجرى إنشاؤها، المحطات الجديدة ستوفر البيئة الجيدة للاستثمار وتوطن الصناعات كثيفة الطاقة من الشركات الكبرى التي تبحث عن ملاذ آمن يوفر لها إمدادات مستمرة ومع الاكتشافات الغازية الحالية والمتوقعة لمصر، فإن مصر مؤهلة بقوة لجذب المليارات من الاستثمارات الخارجية.
مصر رغم ما حققته من إنجاز بإنشاء المحطات الثلاث، فإنها مستمرة في إنشاء المشروعات الكبرى لإنتاج الطاقة، فيجرى حاليًا إنشاء مزارع للرياح بمنطقة خليج السويس والتي من المنظر أن تضيف للشبكة 2000 ميجا وات أخرى، كما أن مصر تدخل بقوة مجال التصنيع للمحولات الكهربائية وتنفذ أيضا بالتعاون مع شركة سيمنز الألمانية مصنعًا لإنتاج للشفرات الدوارة لتوربينات الرياح في منطقة العين السخنة.
كما أنه من المرتقب إضافة نحو 2000 ميجا وات أخرى من محطة كهرباء حلوان التي يتم تنفيذها حاليا، ومن المقرر بدء إضافة قدراتها خلال نهاية 2018، كما ستتم إضافة نحو 1300 ميجا وات موزعة إلى 650 ميجا وات لمحطة كهرباء الوليدية بأسيوط، ومثلها لمحطة كهرباء غرب القاهرة، كما سيتم تحويل محطتي غرب دمياط والإسماعيلية إلى الدورة المركبة بقدرة 750 ميجا وات للمحطتين لتستمر الإنجازات في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي خطط وفاوض واتخذ القرار، فمهما كره الحاقدون سترتفع هامات المصريين ويحققون مبتغاهم بسواعد أبناء مصر وصبرهم.