عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
موسم الهجوم على مصر

موسم الهجوم على مصر

بقلم : طارق رضوان

أيام. وتبدأ حملة موسعة وشاملة على الدولة. حملة تشويه. تتوجه فوهات المدافع الثقيلة  تجاه  مصر. وفى انتظار الأمر المباشر لإطلاق النار. فتسقط الدانات على كل ما هو مصرى. يعدون العدة الآن. ويبحثون ويجمعون المعلومات من الخونة والمرتزقة والجهلاء. ليصيغوا هجومًا منظمًا الهدف منه الضغط على أعصاب الدولة. ووضع العصا فى العجلة الدائرة. وعلينا أن نستعد. وعلى الجميع أن يكون على قدر المسئولية.



رفضت مبادرة الصلح مع الإخوان التى كان الغرب ينادى بها لمصالحه الخاصة. الدعوة قوبلت برفض رسمى ورفض شعبى. وماتت الفكرة. كان عندهم أمل أن يعودوا للحياة من خلال الصلح. ويعيدون الكرة مرة أخرى كما فعلوها  من قبل. وكانت خطتهم الهدنة لالتقاط الأنفاس بعد مراجعة النفس للم الشمل وإعادة الثقة. وفشلت تلك المساعى وماتت الأحلام على صخرة مصر الصلبة. حاولوا مرة ومرة. وفشلوا. لجأوا للجميع. تحالفوا مع الشيطان وفشلوا. فلجأوا إلى حيلهم المعتادة. وهى حيلة قديمة ثبتت فاعليتها المرة بعد الأخرى فاستخدمها الأفراد والشعوب والدول والجماعات المرتزقة. ولا يزال يستخدمونها حتى الآن وهو إضافة الاعتداء المعنوى إلى الاعتداء المادى كى تزيد به فرص الانتصار على الخصم. فاذا كان الاعتداء المادى يثير الرعب فى نفس الخصم وينهك قواه. فالاعتداء المعنوى يضعف ثقته بنفسه ويثبط همته. كما أنه يقلل من أنصاره ويشتت مؤيديه فيصبح وهو وحيد ضحية أسهل مما كان وهو محاط بالأنصار والمؤيدين. وفى الوقت نفسه يزيد من أنصار المعتدى ويقوى قلوبهم. ذلك هو أسلوب الغرب فى مهاجمة الدول التى لا يريد أن يظهر أمامها بنفسه كعدو واضح. يقف خلف جماعات وأفراد تجيد لعبة الهجوم. وعلى استعداد لفعل أى شىء من أجل حفنة دولارات. فلدى الغرب شركات للعلاقات العامة تابعة مباشرة لأجهزة الاستخبارات من خلالها تنفذ خططها فى الهجوم. وخلال أيام سيبدأ الهجوم الضارى على مصر وعلى الرئيس عبدالفتاح السيسى وعلى النظام الحاكم.

بدأ الإخوان الخونة فى توجيه الأموال. فالتمويلات جاهزة. والأموال القذرة من تجارة المخدرات وغسيل الأموال متراكمة فى خزائنهم. استعدادًا لإشارة    الهجوم. تمويلات من أجل التسليح ومن أجل شن الحرب النفسية. ودفعت الملايين لشركات علاقات عامة أوروبية لترتيب إجراءات الهجوم المنظم. بخطط  منظمة. واختاروا شركتين. واحدة سويسرية وأخرى فرنسية للعلاقات العامة. لهما باع طويل فى تلك الأعمال القذرة على الدول المستهدفة. موعد الهجوم بداية شهر يونيو القادم. بداية ولاية الرئيس السيسى الثانية بعد حلف اليمين أمام برلمان الشعب. الهجوم سينطلق من ماسورتين لمدفع واحد. ماسورة تطلق دانتها ناحية مصر والأخرى ناحية المملكة السعودية.

 طرفى القيادة فى العالم العربى. دانة تستهدف الرئيس السيسى والأخرى تستهدف ولى العهد السعودى محمد بن سلمان. وهما الدولتان المستهدفتان للهجوم الأيام القادمة للضغط على أعصابهما  للحصول على مطالب تحقق مصالح الغرب فى الفترة المقبلة. الهجوم على مصر سيشمل عدة نواحٍ. سياسية واقتصادية واجتماعية. ترتكز على الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وحقوق المعتقلين والحرية السياسية وحرية الصحافة. وسيشير الهجوم للأوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد. والغلاء الفاحش الناتج من الإصلاحات الاقتصادية التى تتم. فالإصلاح الاقتصادى السريع الذى تقوم به مصر وحجم الصفقات الاقتصادية المتنوعة التى تمت تزعج كثيرًا من الدول.

أما الوسيلة فهى عن طريق الفضائيات الغربية التى تبث باللغة العربية وعن طريق منظومة الشوسيال ميديا. مستخدمين أحدث علوم الحرب النفسية. فالمعلومة التى تبثها الفضائيات والسوشيال ميديا حتى بفرض أنها معلومة صحيحة تمر فى البداية بمراحل متعددة منذ الحصول عليها وحتى وصولها إلينا.

وفى كل مرحلة تزداد المعلومة تلونًا وتحيزًا حتى يكون أثرها النهائى لدى وصولها إلينا أبعد ما يكون عن الحياد والموضوعية. فحتى بفرض أن المعلومة لم تختلق اختلاقًا وهى صحيحة فإنها تتأثر أولًا بطريقة صياغتها وهى صياغة قد تكون متحيزة فى اتجاه ضد آخر ثم تخضع ثانيًا مع غيرها من المعلومات لعملية اختيار تحدد ما الذى سوف يلقى به إلينا وما الذى يجرى استبعاده.

كما أن الفترة الزمنية التى تخصص لها فى موعد البث مهمة ولها تأثير كبير. هل سيحكى لنا بالتفاصيل أم باختصار؟ ثم هناك طريقة صياغة الخبر ودرجة المعلومة وعدد مرات تكرارها لتصل المعلومة لنا ملغمة. فإذا زاد عدد المعلومات التى تحمل تحيزًا بعينه على حد معين فلابد أن ينتقل هذا التحيز بدرجة أو بأخرى إلى ملتقى المعلومات. فإذا بالمتلقى بدلًا من أن يكون كما يظن بنفسه مجرد متلق لمجموعة من المعلومات المحايدة قد تعرض لسيل من التحيزات التى تقوم بغسل مخه غسلاً أو بالأدق تلويثه. وهذا هو الهدف. فالخطر من استخدام السوشيال ميديا على هذا النحو ليس هو مجرد أنه يؤدى بالناس إلى اعتناق أفكار خاطئة. ولكنه يصل إلى حد تشكيل عواطف الناس وتوجيه هذه العواطف فى الاتجاه الذى يحقق مصالح المسيطرين على هذه الوسائل. إذ أصبح المتلقى محكومًا فى تحديد اتجاه عواطفه ودرجة التهاب هذه العواطف بما يناسب المسيطرين على هذه المصالح ويحقق أهدافهم. تلك هى حربهم القادمة على مصر. كم هائل من المواقع الإخبارية يبث خلالها أخبار ومعلومات ومقالات للرأى وأبحاث للتحليل وفيديوهات حية وبرامج تليفزيونية على فضائيات غربية تحلل الوضع وتركز على السلبيات   بشكل يبدو حياديًا لتحقيق المطلوب. فهناك قضايا وملفات متعددة تتحكم فيها مصر وحدها بقوتها ونفوذها وسمعتها بداية من القضية الفلسطينية مرورًا بقضية ليبيا وسوريا واليمن ونهاية بالقضايا الأفريقية التى نجحت فيها مصر نجاحًا مبهرًا ومزعجة لمصالحهم.

ولابد من الضغط على أعصاب مصر لتقليص نفوذها وتلويث سمعتها. والطريق الأمثل لذلك التعطيل هو استخدام أعداء الأمة والإنسانية كلها لشن تلك الحرب القذرة. لكن حقيقة الأمر أن مصر الآن دولة قوية تبنى ما قد فاتها وتسير بخطى ثابتة وواضحة نحو التقدم وتتحرر من قيود الماضى الأليم. وتتحرر من أثقال لا لزوم لها كانت من أجل تخدير الشعب بحجة مصلحته العليا. وقد كانت من أجل مصالح ضيقة لمجموعة  قليلة فاسدة. تحاول الآن  أن  تتحالف مع جماعة الإخوان. عقدوا الصفقات لتبادل المصالح.

ومعهم فريق متخفٍ فى عباءة الدولة يظهر ولاءً مزيفًا لحين اللحظة المناسبة للإعلان عن   نفسه  وولائه الحقيقى. رجال النظام السابق وهم لا يقلون خطورة فى تواجدهم عن جماعة الإخوان الإرهابية. رجال كل العصور ومن كراكيب الماضى المؤلم.

الدولة القوية الآن تعرف طريقها وتعرف رجالها. وهى ماضية فى طريقها دون توقف. لكن علينا أن ننتبه من هجوم الخارج وخيانة الداخل. الدولة القوية منتبهة جيدًا. والباقى على الشعب. وهو لن يخزل الدولة كعهده دائمًا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز