بقلم
د. نرمين الحوطي
المهابط
12:00 ص - الثلاثاء 8 أغسطس 2017
بقلم : د. نرمين الحوطي
قد يعتقد البعض أنها كلمة عامية لا أصول لها في اللغة العربية وقد يظن الآخر أنها كلمة قديمة تداولتها الأجيال إلى أن أصبحت مدرجة في القواميس العربية ومن هذا وذاك نجد أن كلمة «مهايطة» هي كلمة عربية 100% لها معنى ومدلول فعلي، فإذا بحثنا في معجم المعاني الجامع نجد مهايطة (اسم) تعني صوت جلبه الضاجر وإذا نظرنا في معجم الوسيط نجد معناها أي كلام مختلف وضجة وإذا جمعنا كل معاني وقواميس اللغة العربية فسنجد أن المهايط ما هي إلا ضجة مثل ما نعيش به من ضجة في تلك الآونة من كثرة المهايطين في مجتمعنا.
نعم أصبح المجتمع يمتلك الكثير من الشخوص الذي يهايطون على مدار 24 ساعة بل المهايطة أصبحت لها العديد من الأشكال والأنواع فالبعض نجده يقوم بالمهايطة من أجل التواجد في الميديا والشهرة، بمعنى أوضح نجد شخصا ما يقوم بنشر إشاعة أو بنسج أكذوبة ويقوم بالمهايطة ونشرها من أجل التواجد وتداول اسمه عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الضجة الإعلامية التي من الممكن ان تؤدي إلى خلل اجتماعي أو سياسي وأحيانا قد تؤدي إلى اختراق أمني، لا قدر الله، وهكذا فإنهم قد يتسببون في تدمير المجتمع من ضجتهم وأكاذيبهم ومهايطتهم.
تلك كانت صورة من صور المهايطة والصور عديدة ومتنوعة ومن يريد البحث والكتابة فمن الممكن أن يقوم بعمل دراسات ومجلدات عن تلك النفسيات المريضة التي لا تمتلك غير الأكاذيب من أجل الوجود والتواجد، فعجبا على من يقوم بالمهايطة بأسماء وشخوص لم يرهم ولم يجلس في مجلسهم ولكن يقوم المهايط بسرد قصص وأكاذيب عنهم ليشعر من يجلس معه بأنه على صلة وثيقة بتلك الشخصيات وأنه يعلم جميع قصصهم مع العلم بأن ما يسرده ما هو إلا أكاذيب فقط «مهايط» من أجل أن يجمع الناس حوله بما يسرد من أكاذيب عن شخصيات لها ثقل سياسي واجتماعي وأمني أيضا، «الله يجيرنا» من تلك النوعية من المهايطين.
قد تكون المهايطة اسم وله فعل في اللغة العربية ولكن هو بالأساس مرض أصيب به مجتمعنا، في الماضي كان المهايطون معروفين بالاسم أما الآن فما أكثرهم في مجتمعاتنا، الأغلبية أصبح عنده الخبر الأكيد والسليم والعديد يمتلك الرأي السديد وما أكثر من يعرفون «فلانا» وعلى مقربة شخصية من «علان» وما أكثر من يعرفون الأسرار والأخبار السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدولية والحصيلة أننا أصبحنا نعيش في مجتمع أغلبيته مريضة بالمهايطة والنتيجة أننا نعيش في ضجة من المهايطة والمهايطين.
مسك الختام: نادرون أولئك الذين لا يتاجرون بأخطر أسرار أصدقائهم عندما يعجزون عن إيجاد موضوع للمحادثة.. فريدريك نيتشه.
تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز