عاجل
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
ناموس الخالق .. في حركة الحياة

ناموس الخالق .. في حركة الحياة

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

توقفت بسيارتي الفارهة ماركة شاهين (أدام الله بقاءها) موديل أوائل التسعينات (تكييف تراب) أمام سيارة جنابه المتواضعة ماركة (فيراري 2015) ، مجبرا فقط لأنه أوقفها بطريقة عشوائية تعوق الحركة داخل الجراج معلنا تحديه وتنطعه على كل البشر في صمت كعادة أمثاله ممن قفزوا من قاع المجتمع في غفلة من الزمن والبشر، ودون أن أدرك حجم الجرم الفظيع الذي ارتكبته في حق الشهرة والشياكة والأناقة والتطور الأنوي لأسطورة الفن والإبداع ، وكيف لي أن أدرك ما ليس له في قاموسي النفسي رصيدا أو حسابا يعتد به ، فالباشا المشخصاتي المبدع صنعته انحرافات القيم والأخلاقيات في عصور فوضى الربيع العبري ، وقبل أن يعترض مرافقيه والمدلكاتية المصاحبين ، توقفت خلفي سيارة أخرى تتشابه مع سيارتي العظيمة ليشكلا معا سدا منيعا أمام ناقة المبدع المذهول ، وسرعان ما غادرها غضنفر مشنب ذو هامة وقامة مرعبة ، من ذلك النوع الذي سوف تراود نفسك كثيرا قبل أن تبادره حتى بالتحية ، وسرعان ما تراكمت السيارات حولنا لتشكل سدا منيعا أمام سيارة الفنان المعجزة ، وراودتني فكرة عابرة عن احتمال محاولته الخروج عنوة بسيارته على حساب السيارات من حوله ، وهو ما أثار في نفسي خوفا ليس على سيارتي ولكن على ما سوف يدفعه ثمنا لإصلاح تلفيات سيارته لو حاول ذلك ، والذي من المؤكد سوف يتجاوز أضعاف ثمن السيارات حوله ، فغادرت الجراج تاركا حراسه في حالة ذهول مشروع ، فهم لا حول لهم ولا قوة ، ولا يستطيعون منع أحد من الوقوف المشروع خاصة وأن فنانهم هو المخطيء في عشوائية وقوفه من البداية .



ودون التورط في تطورات الموقف أو ذكر نوعية المكان ، وكيف جمع بين أشتات البشر ونوعياتهم ، فقد أثار الموقف في نفسي كثيرا من القيم المطلقة في ناموس الخالق في الحياة والتي من أساسياتها الكبرى (افعل ما شئت فكما تدين تدان) ، فلو أن هذا الشاخص احترم حقوق غيره ما انتهكت حقوقه ، تماما مثل كثير من البشر المحترفين للضلال والبهتان الذي يخادعون به البشرية فيدفعون الثمن غاليا طبقا للناموس الإلهي ، وعلى رأسهم أعضاء الأخويات الماسونية في العالم مثل الجمامج والعظام وبيلدربرج والبوهيميا و(إخوان المسلمين) وهي أحدث الفرق المنتشرة منذ قرن من الزمان في البلاد المسلمة برعاية وحماية وإدارة المخابرات البريطانية والأمريكية لصالح قادة الماسونية اليهودية المسيطرة على اقتصاد وإعلام وحكومات الكثير من دول العالم ، وهم خير مثال على غباء الإنسان وحماقته وتفانيه في تدمير إنسانيته ومستقبله على الأرض .

ولعلي لست متجاوزا لو قلت أن هذا الفنان وغيره ممن لمعوا في سماء الشهرة في مجالات مختلفة في سنوات الفوضى قد تم صناعتهم بأيدي وأموال ورعاية ماسونية متقنة من أجل تدمير معنى القدوة في نفوس الشباب في هذا الوطن ، فما رأينا من إنتاجهم المجيد تعبيرا إلا عن التخلف والعته النفسي والانحطاط والانحراف والبلطجة والحرية المدمرة بلا حدود تحت مسميات التطور والإبداع، ومثلهم هؤلاء المتزعمات لحرية العري والإباحية في المجتمع تحت شعارات التاء المربوطة و(السنجل ماذر) ، فقد فاجئتنا إحدى المذيعات منذ أيام قليلة على فضائية شهيرة يملكها أحد رموز رجال الأعمال المحسوبين على قائمة أخوية (المسلمين) بأنها تفتخر بحملها دون زواج متحدية هذا التخلف الفكري والديني لمن يرفضون هذه الفكرة العبقرية لحرية ممارستها لحقوقها الفطرية التي تراها قمة التقدم الإنساني ، ولست أدري أين ميثاق الشرف الإعلامي وأين المجلس الأعلى للإعلام وأين القائمون على الفكر والثقافة في هذا البلد ، وإذا كانت وزارة الثقافة قد أصابها الشلل منذ زمن بعيد فأين الأزهر والأوقاف وحماة الدين والأخلاق ، أم هم لا يتحركون ولا يدافعون إلا عما يمس قدسية الكهنوت لديهم ، ويصمون الآذان ويتجاهلون مثل هذا التعدي الصارخ والفاضح على قيم الدين والأخلاق في مجتمع يدعون أنهم حماة الدين فيه .

وليس عجيبا أن يجرني هذا لتذكر حجم العته الإنساني لكل المتعصبين خاصة في الأديان السماوية الثلاث فليس الدين مراسم وشعائر ولكنه فكر إنساني يضع للإنسان حدوده وقيمه التي يتصرف تلقائيا طبقا لها ، ولذلك لا ننسى أنه كما يدعي اليهود أنهم أبناء الله وأحبائه وباقي البشر هم حيونات لخدمة اليهود ، تدعي أيضا كل فرقة في المسيحية أنهم فقط أبناء الرب وأحبائه وهم أصحاب الجنة والنعيم ، وكذلك يقلدهم كل أصحاب الفرق والجماعات المسلمة مدعين أنهم أولياء الله وأحبائه وغيرهم كفرة ومشركين ، ولا يدري الجميع أنهم قد أصبحوا جنودا لإبليس لتدمير حياة ومستقبل البشرية على الأرض بتزويرهم وإنكارهم المهمة الحقيقية للعبودية (العبادات) التي خلقهم الله من أجلها واستحقوا عليها سجود وحفظ ودعاء واستغفار الملائكة وهي إعمار الأرض كخلفاء لله عليها بالعلم والعمل والكدح ، وأن اختصارهم لهذه المهمة المقدسة في بعض مراسم ومناسك وشعائر ثم أفسدوها أو شددوها أو أنكروها فأصبحوا جميعا خلقا عشوائيا يرتع بعضهم في بعض ، متخذين من أهوائهم آلهة يتبعونها ويقدسونها تحت شعارات كاذبة براقة متجاهلين أن كلهم سواء وهم عند خالقهم سواسية وأنه سبحانه محاسب لكل منهم على قدر ما آتاه من العلم والرزق وظروف الحياة ، وأن أكرمهم عند الله هو أتقاهم لسخط الله وأنفعهم بالخير لغيره من البشر ، وهو ما يقوله الخالق العظيم واضحا وصريحا في قرآن المسلمين في سورة المائدة .. { ... لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ، وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ، وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم ، فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } ، ثم يؤكد عليه سبحانه بقوله تعالى { .. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا .. } ، ولذلك لا نملك إلا ترديد قول الله تعالى .. { .. وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف21 .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز