عاجل
الخميس 29 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
عن الحضور العربي في تجمع المعارضة الايرانية

عن الحضور العربي في تجمع المعارضة الايرانية

بقلم : سعاد عزيز

في العام المنصرم، وبعد المشارکة العربية الملفتة للنظر في تجمع المعارضة الايرانية العام في العاصمة الفرنسية باريس و الذي إنعقد في 9 تموز، أثار ذلك الحضور الحکومة الايرانية ودعاها الى إصدار بيان شديد اللهجة من قبل وزارة الخارجية ضد ذلك الحضور، لکن الملفت للنظر وعلى الرغم من قوة الحضور العربي في تجمع هذه السنة للمعارضة الايرانية و الذي إنعقد في باريس في 1 تموز، المنصرم، فإنه لم يکن لحد الان من أي رد فعل من جانب طهران.



عدم إکتراث طهران بالحضور العربي في تجمع باريس لهذه السنة لايمکن إطلاقا تفسيره و تأويله على إنه يمثل حصانة الجمهورية الاسلامية الايرانية من تأثيرات و تداعيات هذا التجمع الذي حضره أکثر من 100 ألف من أبناء الجاليات الايرانية في مختلف دول العالم الى جانب أعداد کبيرة من الشخصيات السياسية المرموقة من مختلف دول العالم و حظي بتغطية إعلامية واسعة النطاق، خصوصا وإن حضور مثل ذلك العدد الکبير من الايرانيين فيها والذي لهم قطعا إمتدادات في داخل إيران، يٶکد بحد ذاته من إن هناك أکثر من وقع و صدى لهذا التجمع في داخل إيران، والذي سبقه أيضا تحرکات و نشاطات  توجيهية  و سياسية للمعارضة الايرانية بشأن إقامتها في باريس.

التجمعات السنوية العامة للمعارضة الايرانية و التي يمثل سيد أحمد غزالي، رئيس الوزراء الجزائري الاسبق، محور الحضور و المشارکة العربية الاساسية فيها، کان هذه السنة أيضا مميزا، خصوصا وقد حضره و للمرة الثانية الامير ترکي الفيصل،  رئيس مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية، الشخصية السياسية السعودية المعروفة، الى جانب شخصيات و وفود سياسية مصرية تونسية و فلسطينية و سورية، لکن التمعن في الخطاب الذي ألقاه الامير السعودي أمام التجمع والذي قال فيه و بالحرف الواحد إن "الحكومة الإيرانية أكبر راع للإرهاب" في العالم وإن"الخميني سعى إلى تصدير الثورات والانقلابات إلى المنطقة"، بل والاهم من ذلك إن الفيصل قد شدد على إن الانتخابات الايرانية غير ديمقراطية و غير شرعية لأن خامنئي ككل المستبدين هو من يعين المرشحين، مٶکدا على أن"سلوك النظام الايراني لايٶهله لأن يکون نظاما ديمقراطيا"،  ولاغرو إن هذا الکلام لايمکن حمله و تفسيره على إنه مجرد موقف شخصي للفيصل بمعزل ومنأى عن الواقعين الرسمي و الشعبي العربي وبالاخص السعودي منه و الذي للفيصل علاقة وثيقة به، وبطبيعة الحال فإن"شکل و مضمون" خطاب الفيصل في تجمع هذه السنة و الذي يختلف کثيرا عن کلامه"المتحفظ نوعا ما"للعام الماضي، يجسد و يمثل رأيا و موقفا عربيا من الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد أن طفح الکيل بالشعوب و البلدان العربية من التدخلات الايرانية المستمرة فيها، وإن تأکيد"قوة"و"زخم"الحضور العربي في تجمع باريس تعني فيما تعني من أن البلدان العربية باتت تفکر بکل الخيارات المتاحة ضد طهران و من ضمنها دعم المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذهاب معها أبعد مما قد تتصور طهران و تعتقد.

 

*کاتبة مختصة في الشأن الايراني

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز