عاجل
الخميس 7 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
تجمع يٶشر لبداية عهد جديد

تجمع يٶشر لبداية عهد جديد

بقلم : سعاد عزيز

عند مراجعة تأريخ النضال الوطني التحرري ضد الانظمة الدکتاتورية التي تعتمد على القمع و السجون و الاعدامات کوسائل من أجل ضمان إستمرارها و بقاءها، نجد هناك ثمة تمييزا خاصا للنضال الضاري الذي تخوضه منظمة مجاهدي خلق ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف، فهذه الجمهورية التي قامت على أعقاب الثورة الايرانية بعد أن نجح التيار الديني المتشدد من الاستيلاء على الثورة و فرض نظام و دستور يلبي طموحاتها و تطلعاتها، وبعد أن قامت بتصفية معظم معارضيها و مناوئيها، إتجهت و بصورة خاصة للعمل من أجل القضاء على منظمة مجاهدي خلق التي رفضت کل أساليب الترهيب و الترغيب، وقد وصل مستوى إستخدام العنف و القوة المفرطة ضد هذه المنظمة الى حد تنفيذ أحکام الاعدام بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار المنظمة، وهو الامر الذي أثار الاوساط المعنية بحقوق الانسان الى الحد الذي إعتبرتها منظمة العفو الدولية جريمة ضد الانسانية لابد من معاقبة مرتکبيها.



السلطة و الامکانيات المادية الواسعة و الارضية الدينية، کلها کانت وسائل إستخدمتها طهران في صراعها ضد منظمة مجاهدي خلق بل وإنها قامت ببناء علاقاتها السياسية و الاقتصادية على شرط الابتعاد عن هذه المنظمة، وهو مادفع العديد من الاوساط للإقتناع من إن منظمة مجاهدي خلق قد إنتهت عمليا و لم يعد لها من دور و تأثير على الساحة الايرانية وهو أمر وجد صداه في الاعلام العربي و رددته العديد من المنابر من دون التحقق من مدى مصداقيته و مطابقته للأمر الواقع، لکن منظمة مجاهدي خلق قد نهضت کطائر الفينيق من بين الرکام لتحلق عاليا و تغير من معادلة الصراع بحيث تبرز کبديل سياسي ـ فکري قائم للجمهورية الاسلامية الايرانية، وإن النشاطات السياسية و الفکرية المکثفة وخصوصا التجمعات السنوية للمقاومة الايرانية، قد ساهمت في تعريف العالم کله ليس بمنظمة مجاهدي خلق فقط وانما بقضية الشعب الايراني و مدى الظلم الذي لحقه و يلحقب على يد الجمهورية الاسلامية الايرانية.

اليوم، إذ تقيم منظمة مجاهدي خلق التجمع السنوي الحادي عشر لها في باريس في غمرة قدوم حشود ضخمة جدا من أبناء الجاليات الايرانية من مختلف أنحاء العالم، و حضور المئات من الشخصيات و الوفود السياسية من بلدان تقع في خمسة قارات، والتغطية الاعلامية و الاهتمام غير المسبوق بها و بمجرياتها، يمکن إعتباره بمثابة شهادة دولية بنجاح المنظمة في نضالها ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية و تمکنها في نهاية المطاف من أن تٶسس لملامح بدايات عهد جديد لإيران و الشعب الايراني من أبرز سماته و مميزاته التعايش السلمي و التواصل مع شعوب و بلدان المنطقة و العالم منح الاولوية للحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان، وإن إقتران التجمع الحادي عشر للمقاومة الايرانية  مع أحداث و تطورات تتجه کلها لغير صالح طهران، يعطي لهذا التجمع زخما و معنى و قوة إعتبارية خاصة في رسم ملامح إيران الغد.

*کاتبة مختصة في الشأن الايراني.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز