العم جرجس

بقلم : د. نرمين الحوطي

قصة حدثت وقائعها منذ عدة سنوات أثناء دراستي للدراسات العليا في جمهورية مصر العربية وكنت إحدى شخصيات لتلك القصة بل لن أبالغ ولكن ذلك هو الواقع بأنني كنت محور الحبكة لقصة "العم جرجس".

في الماضي كنت أعتقد أن الحجاب لا يرتديه إلا نساء المسلمين وأنه فرض واجب اقتصر عليهن، وعندما أصبحت في المرحلة الجامعية وأصبحت اقرأ في تاريخ الحضارات والأديان وجدت أن جميع الأديان السماوية فرضت الحجاب والسترة على نسائها ولكن مع التطور والتقدم أصبح الحجاب في الديانات الأخرى أمرا غير ملزم بعكس الديانة الإسلامية التي إلى الآن متمسكة بكل ما أتى به القرآن الكريم وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، ذلك ما كنت أدركه وأعرفه ومع دعوة العم جرجس لي لحضور عقد قران ابنته في الكنيسة تغيرت جميع معلوماتي.

"عم جرجس" هو أحد الموظفين في الجامعة التي كنت أدرس بها تقدم لي بدعوة كريمة لحضور عقد قران ابنته والذي تم في إحدى الكنائس في القاهرة، وبالفعل قمت بتلبية الدعوة وذهبت إلى الكنيسة وعند الدخول حدثت المفاجأة التي تؤدي إلى التأزيم الفكري والعقائدي فوجدت أحد المستقبلين يقول لي: عفوا مدخل السيدات في الجهة الأخرى! فقلت: عفوا، هو جامع؟ وإذ بالعم جرجس يلاحظ وقوفي على الباب فتوجه إلي وتحدث بابتسامة: «محنا يا أستاذة زيكم الستات في ناحية والرجالة في نحية تانية، ويا ريت تحط إيشارب (طرحة) على رأسك وانت داخلة. فلم أجادل من الصدمة وقمت بالاتجاه إلى الباب الآخر ووضعت الشال الذي كنت أضعه على كتفي على رأسي وبالفعل وجدت الحضور النسائي جميعهن يرتدين الحجاب ولا يوجد اختلاط في الحضور، انتهت مراسيم الزواج وما زالت العقدة في مرحلة التأزيم الفكري العقائدي، أريد أن أعرف وأفهم لأصل إلى نهاية الحدث؟ انتهت الاحتفالية وقمت بالتبريكات لأهل العروسين والجميع ذهب وبقيت انتظر «العم جرجس» ليبقى بمفرده، وعندما أتت اللحظة التي أريدها توجهت إليه وقلت: تحب أوصلك أنت والمدام؟ فوافق على طلبي وأثناء توصيلي له إلى منزله اختلست تلك اللحظات للسؤال لكل ما يفكك عقدة الحبكة لأصل لنهاية قصة «العم جرجس»، فسألت الكثير وأجاب الأكثر ومجمل الإجابات والأسئلة تصل بنا الى أن ما فرض علينا في إسلامنا هو فرض في كل عقيدة سماوية وأن جميع الكتب السماوية فرضت على المرأة أن ترتدى الحجاب وعدم الظهور أو مصافحة رجل أجنبي، تلك هي قصة العم جرجس التي جعلتني أدرك أن جميع تعاليم الإسلام ما هي إلا سماوية وأن جميع العقائد التي أنزلت من الله، عز وجل، تفرض الحجاب على النساء وتمنع بأن تصافح كل أجنبي، فما ينادي به إسلامنا ما هو إلا عقيدة مرسخة مثبتة في جميع الكتب السماوية.

مسك الختام: كذلك ان النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن.