عاجل
السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
اللهم أحسن خاتمنا

اللهم أحسن خاتمنا

بقلم : د. نرمين الحوطي

 بعيدا عن مبدأ التفاؤل والتشاؤم ولن تكون سطورنا ما بين الطاقة السلبية والإيجابية ولن تعترض حروفنا على أمر الله «الموت» ولكن لا أمتلك إلا كتابة «اللهم اجعل خاتمتنا آخر همنا».



منذ عشرين عاما وقطار الموت أصبح يلازمني إلى ان أصبحت أحد ركابه، قد يندهش البعض من الوصف، ولكن هذا هو الواقع منذ عشرين عاما وأنا أجلس في ذلك القطار لا لأنتظر الموت بل لأتلقى عزاء الأحباب والأصدقاء، عشرون عاما قد تحمل أيامها الكثير من الفرح وبرغم من تلك السعادة إلا أنني جالسة في ذلك القطار لانتظار الفجيعة بفقدان الأم والأب والأخ والابن والعم والصديق والأستاذ، واليوم أنعى صديقي عبدالمحسن المشاري «اللهم ارحمه واغفر له وأسكنه فسيج جناتك».

عذرا لجميع من يقرأ تلك السطور فما بين حين وآخر تكون سطوري تحمل الكثير من المحطات الشخصية والحزينة، ولكن أنتم من تشاركونني أحزاني وأفراحي فألتمس العذر بأني أشاركم تلك الأحزان، ولكن اليوم وجب علي أن أنعى صديقا كانت له بصمة في الصحافة الكويتية وكانت له محطة قد تكون أسبوعية في صفحة المقالات في جريدة الأنباء، ذلك الشاب عندما تخرج في كلية الشرطة كان يحمل الكثير من الطاقة الإيجابية لتغيير الكثير من السلبيات في مجتمعنا، عبدالمحسن المشاري يعد من الضباط الأوائل الذين دخلوا الكويت بعد تحريرها من الغزو الغاشم، كان يحب ويعشق الكويت بعيدا عن ظروف خروجه من العمل الأمني وانضمامه لسلك المحاماة يبقى هو المحامي عبدالمحسن المشاري رحمه الله ابن الكويت البار، أكثر من عامين وهو يصارع المرض، ورغم هذا الألم إلا أنه لم يشتك ولم يشعر أحد بهذا، بل سعى أن يرحل بهدوء ويغيب عنا تدريجيا لكي لا نفقده فجأة، وفي مساء السبت الماضي فارقت أنفاسه الدنيا واليوم لا أملك إلا الدعاء له، وها أنا ما زلت جالسة في قطار الموت، أودع الأحباء والأصدقاء ولا أملك إلا أن قول.

((اللهم أحسن ختامنا)).

مسك الختام: الصداقة علاقة راقية جدا فقط تحتاج إلى أناس يعرفون معنى الوفاء.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز