

د. دينا أنور
النهاية
بقلم : د. دينا أنور
لكل شيء نهاية ، ومن يظن أن النهاية لن تأتي ، فهو بذلك يُخالف الناموس الطبيعي للحياة ، فالحياة ذاتها لها نهاية ، والإنسان له نهاية ، وبالتبعية ، فالجرح والألم لهما نهاية .
فمن يقف عند حدود مرحلة أو لحظة معينة في حياته ، فهي مُخطئ لا محالة ، فكلمة النهاية تفرض نفسها رغمًا عنا ، فهي دائمًا الأقوى ، ولكن للأسف ، أحيانًا تقف الحدود الفكرية والنفسية للإنسان ، فيتشبث بلحظة معينة ، ويُقرر أن يبني عليها حياته ، وهذا ليس عيبًا ، لو كان هذا البناء إيجابيًا ، ويهدف إلى التغيير للأفضل ، أما لو كان بهدف الاستسلام لليأس والاقتناع التام بأن هذه اللحظة هي نهاية المطاف ، وأن حياته ستسير على ذات المنوال ، فمما لاشك فيه أنه شخص سلبي ، ويضع الغشاوة على عينيه ، فالحياة لو كانت تسير على ذات المنوال ، وعلى خطى ثابتة ، ووتيرة واحدة ، ما كانت كلمة المفاجأة لها وجود في حياتنا ، وكان التوقع سيصبح هو سيد الموقف ، ولكنها الحياة التي تفاجئنا لحظيًا بأمور لا تخطر لنا على بال .
لذا ، لمَ نستسلم لأحاسيس قاسية ، ستمر سواء بإرادتنا أو رغمًا عنا ، كل ما سيفرق هو طول المدة ، فلو استخدما إرادتنا ستقصر المدة ، وسنكتب نحن كلمة النهاية للقصة الحزينة ، ولو تركنا أنفسنا للزمن ، فقطعًا سيكتبها هو ، ولكن بعد أن نكون قد فوتنا على أنفسنا الكثير من الفرص واللحظات التي ربما كانت ستغير طريقنا تمامًا ، وللأسف ، سواء قبلنا أم أبينا ، ستأتي اللحظة التي تُكتب فيها كلمة النهاية .