محمد نوار
بتحب "أم علي"؟!
بقلم : محمد نوار
من الأكلات المشهورة في مصر حلوى "أم علي"، وتتكون من عجينة "باف باستري" باللبن والسكر والمكسرات، فما حكاية "أم علي"؟.
بعد وفاة السلطان الصالح أيوب 1249 م، نجحت زوجته شجرة الدر في القضاء علي حملة لويس التاسع الصليبية بمساعدة مماليك زوجها المتوفي، وساعدت ابنه توران شاه في خلافة أبيه، ثم تآمرت شجرة الدر مع زعماء المماليك على قتله وتوليها السلطنة، واعترض الخليفة العباسي فتنازلت شجرة الدر عن الحكم بزواجها من أحد كبار المماليك.
واختارت أن تتزوج عز الدين أيبك لأنه ليس في قسوة فارس الدين أقطاي، وثار أقطاي، فتآمرت شجرة الدر مع زوجها وقتلا اقطاي.
واستبدت شجرة الدر بالسلطنة وأخفت ثروة الصالح أيوب، وضاق أيبك بتسلطها وعاد إلي زوجته وأم ابنه "أم علي"، وأرسل ليخطب بنت ملك الموصل، وأحست شجرة الدر أن أيبك سيقتلها، فأرسلت إليه تصالحه، وجاء للقلعة وقضى معها ليلته الأخيرة، حيث أمرت الخدم بقتله في الحمام، سنة 1257 م.
فلما تم تنصيب "علي بن أيبك" سلطاناً، تحكمت "أم علي" في السلطة، وقبضت على شجرة الدر لتنتقم منها، وأمرت جواريها بضربها بالقباقيب حتى ماتت، ثم ألقوها من فوق سور القلعة، وبقيت جثتها إلى أن أخذها البعض ودفنوها.
وابتهاجاً بالانتصار على شجرة الدر، أقامت السيدة أم علي احتفال كبير، فجمعت اللبن الحليب من أنحاء القاهرة ووضعته فى أواني مع السكر والرقاق، وقامت أم علي بتوزيع الحلوى مجاناً للناس، والتي بقيت تعرف باسمها حلوى "أم علي"، فكانت هذه أول أطباق "أم علي" في التاريخ.
أما السيدة أم على فقد صنعت لنفسها طبق "أم علي" من نوع خاص، حيث وضعت فيه شفتى شجرة الدر وحلمتي ثدييها، وأكلت كل ذلك.
مات أيبك بعد أن أسس دولة المماليك التي قضت على المغول والصليبيين، وماتت شجرة الدر التي قتلت الكثير من الرجال، بعد أن قتلتها امرأة أخرى بسبب الغيرة، عرفت حكاية "أم علي" التي تحب أكلها.