عاجل
السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
هل يجب أن تسقط مصر .. ؟؟ (1)

هل يجب أن تسقط مصر .. ؟؟ (1)

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

سؤال ما زال يراود الكثيرين ويهاجمني بشدة لاسيما خلال الشهور السابقة ، ربما بداية من إسقاط الطائرة الروسية وما تلاها من ضرب متعمد للسياحة تزعمته بريطانيا وشاركت فيه أوروبا الغربية وأمريكا ، ثم إسقاط الطائرة المصرية فأزمة الدولار المتفاقمة حتى اليوم ، وما تلاها من أزمات مفتعلة مرورا باغتيال قائد الفرقة التاسعة المدرعة ومسلسل شهداء سيناء ونهاية بمؤتمر الشباب في شرم الشيخ والذي تخلله تصريح الرئيس السيسي بتآمر أهل الشر في الخارج والداخل لإسقاط مصر ، فهل حقا يجب أن تسقط مصر .. ؟؟ وسرعان ما تذكرت الإجابة الواضحة والصريحة والتي قرأتها منذ شهور في تصريح هنري كيسنجر لجريدة (دايلي سكيب) الأمريكية في يوليو الماضي عن حتمية تنفيذ مخططهم بقيام الحرب العالمية الثالثة لتحقيق الهدف رئيسي منها ، هو تدمير القوى المعادية والمعوقة لحكومة العالم الموحدة وعلى رأسها مصر ثم إيران ، ولابد من قتل المسلمين وإسقاط مصر واحتلالها ، ثم أضاف كيسنجر { إنّ أجراس حرب عالمية ثالثة قد بدأت تدق فى الأفق وطرفاها هم الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا وإيران من جهة أخرى ، ولا أنكر أن واشنطن تركت الصين تعزّز من قدراتها العسكرية وتركت روسيا تتعافَى من الإرث السوفيتي السابق، مما أعاد الهيبة لهاتين القوتين، لكن هذه الهيبة هي التي ستكون السبب في سرعة زوال كل منهما ومعهما إيران التي يعتبر سقوطها هدفًا له الأولوية عند إسرائيل ، وما يجري الآن هو تمهيد لهذه الحرب التي ستكون شديدة القسوة بحيث لا يخرج منها سوى منتصر واحد هو الولايات المتحدة (من وجهة نظره).. ثم أضاف.. (إنَّ إدراك الاتحاد الأوروبي لحقيقة المواجهة العسكرية المحتومة بين أمريكا وكل من روسيا والصين المتباهيتين بقوتهما ، دفعه للمسارعة بالتوحُّد في كيان واحد متماسك قوي( ثم أضاف .. (لكم حلمت بهذه اللحظة الرائعة ، سوف نتحكم بالنفط ليمكن التحكم في الدول ، وسوف نتحكم بالغذاء فيمكننا التحكم بالشعوب ، وإذا كنت شخصاً عادياً ، فإنه يمكنك إعداد نفسك للحرب بالانتقال إلى الريف وبناء مزرعة ، لكنك يجب أن تأخذ معك أسلحتك ، لأن جحافل الجائعين ستصل إليك ، وعلى الرغم من أنها ستكون للنخبة ملاذاتهم الآمنة وملاجئهم المتخصصة ، فإنه يجب عليك أن تكون حذراً أثناء الحرب مثل المدنيين العاديين) ، وأخيرا أضاف هنري كيسنجر { لقد خططنا لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط للسيطرة على مواردها ، وكاد هذا أن يتحقق وكنا على وشك إنجازه ، ولولا ما فعلته مصر لكنا قد انتهينا من ذلك تماما. وقد كنا نعتقد أن إيران هي الحجر الأخير، ولكن يبدو أنه لابد من بذل الجهد الكبير لإسقاط مصر واحتلالها ، ومن بعدها إيران لاستعادة السيطرة على مجريات الأمور في الشرق الأوسط ، ولا جدال أننا سوف نقتل كل المسلمين ونسيطر على بلادهم ومواردهم} .



ولمن لا يعرف من هذا الـ (هنري كيسنجر) ، فهو أكبر وأخطر صقور الماسونية ، ويهودي الأصل أمريكي الجنسية ومن أشد المتعصب لليهودية ، وأحد أعضاء مجلس إدارة منظمة (بيلدربيرج) السرية التي تضم ملوك ورؤساء دول الغرب وعلى رأسهم ملكة بريطانيا ، كما تضم (بيلدربيرج) أغنياء اليهود في العالم وعلى رأسهم روتشيلد وروكفيلر ، وهي المجموعة الملقبة (حكومة العالم الخفية) ، وهي المسئولة عن مخطط الحرب العالمية الثالثة كهدف مرحلي لتنفيذ مخطط حكومة العالم الواحدة ومخطط المليار الذهبي بقتل ستة مليار من البشر ، ويبغ (كيسنجر) من العمر 90 عاما وهو شخصية محورية في المجتمع الصناعي الأمريكي ورئيس مجلس إدارة مجموعة (كيسنجر أسوشيتس الاستشارية) وهي من أخطر مراكز  الدراسات الاستراتيجية الأمريكية المؤثرة والوثيقة الصلة بالمخابرات الأمريكية ، وهي من أكبر المحركين لدفة السياسة الأمريكية ، والأخطر أنه رئيس لجنة العلاقات الخارجية الأمريكي ، وهو المجلس الذي يضع سياسات أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ودول الغرب. ، كما يشغل اليوم منصب مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي منذ عقود مضت ، وهو أحد أهم وأخطر المخططين لتنفيذ إستراتيجيات القوى الخفية لحكم العالم ، وقد شغل منصب وزير خارجية أمريكا ومستشار الأمن القومي في عهد الرئيس نيكسون ، وهو الوحيد من الصقور الأمريكية التي حرصت على لقاء (السيسي) في أمريكا في المرات الثلاثة التي زار فيها السيسي أمريكا لحضور اجتماعات الأمم المتحدة ، وهي المرات التي تم فيها مساومة السيسي بكل الوسائل والأساليب والمغريات في محاولة مستميتة لإقناعه بتغيير سياسته ومعاودة الخضوع لأمريكا ، وهي المحاولات التي استمرت وتصاعدات حتى مستوى التهديد المباشر على ألسنة أعضاء الكونجرس (للسيسي) بتذكيره بمصير السادات الذي يعلم الجميع أنهم قتلوه بالتعاون مع الإخوان .

وبالقطع لا يغيب على قارئ أو متابع للأحداث الأخيرة في مصر ما تفعله أمريكا وبريطانيا ومعهما اللوبي الصهيوني المعادي لمصر وأذنابهما الإقليمية سواء المعلومة منها كقطر وتركيا أو المتآمرة سرا والتي تتكشف أدوارها تباعا بمرور الوقت وتصاعد الأحداث والأزمات وليس أكثر دلالة من تورط مثل هذه الدول من تصاعد وتنوع حجم وجنسيات وتقدم الأسلحة والمساعدات المادية والاستخباراتية للإرهابيين في سيناء بل وتكرار القبض على أعداد من رجال المخابرات الأمريكية والبريطانية والتركية والقطرية والإسرائيلية في مراكز قيادات الإرهابيين في سيناء ، وكذلك طائرات الاستطلاع الحديثة الأمريكية التي أسقطتها مصر أو سيطرت عليها خلال العامين السابقين ، فضلا عن تزامن الأزمات الاقتصادية المفتعلة تباعا  مع كم الحشد والتسخين للشعب إعلاميا والتي وصلت لإعداد مسرحيات هزلية عن الغلاء والخراب الذي يسيطر على مصر وفشل الدولة والحكومة والتي آخرها مسرحية فيديو سائق التوك توك من إنتاج وإخراج (عمرو الليثي) فضلا عن حملات الإحباط والتسخين التي يقودها رموز الفضائيات اللامعة والذين فضحتهم تسريبات وثائق ويكيليكس وغيرهم من الممولين والمتهمين في القضية (250 أمن دولة عليا) ، والتي لا أدري لماذا تؤجل الدولة فتحها حتى اليوم ، ولماذا كل هذا البطء في محاكمة كل الخونة والعملاء وتعمد عدم تنفيذ أية أحكام وهو ما يشكك العامة في جدية محاكماتهم بل وفي وطنية بعض القضاة ويثير تساؤلات خطيرة في الشارع المصري ، وهو ما يذكرنا دوما بحقيقة أن هناك تقصيرا متعمدا وهناك كذلك أعضاء حكومة أقل من مستوى المرحلة ، بل يشوب أدائهم الكثير من السلبية والفوضى والفشل والخداع ، وهنا لابد وأن نعترف بتفشي الفساد في النفوس عبر ثلاثة عقود كاملة وهو ما يبطئ كثيرا من جهود الدولة ويعرقل الكثير من الخطوات على طريق الإصلاح والتنمية خاصة في المجالات الإنتاجية الحرجة .. ، حقا .. هناك مؤامرة متكاملة الأركان وهي إجراء متوقع ومعروف ومرصود من قوى الماسونية العالمية ، فما فعلته مصر ليس بالهين ، ونتائجه تسقط كالصواعق يوما بعد يوم على رأس حكومة العالم الخفية وأذنابها والتي تدير المشهد من أمريكا وبريطانيا ، فسوريا بعد سقوطها واقترابها من التقسيم في جنيف (1 ، 2 ، 3) ، استعادت قوتها وبدأت تصمد وتقف على قدميها وتقترب من تحرير سوريا كاملة من داعش ، والعراق تستفيق وتحرر محافظاتها تلو الأخرى وآخرها الموصل فتخسر أمريكا أكثر من 50% من النفط العراقي المجاني ، وليبيا التي وصلت لمراحل التقسيم الحقيقة تنتفض ويستعيد الجيش الليبي السيطرة على 85% من ليبيا ويحرر 95% من حقول النفط من أيدي داعش ، فتخسر أمريكا وتركيا مصدر النفط المجاني الأكبر ، وروسيا بتوافقها مع مصر تسيطر على شرق البحر المتوسط بل وتقيم قواعدها الجوية والبحرية والبرية في سوريا ، ولأول مرة من خمسة عقود مضت يتم الاتفاق على استخدام عملات غير الدولار للتعامل في قناة السويس والتبادل التجاري مع الصين ، وروسيا في الطريق ومعها عدد كبير من الدول الساعية للتحرر من الدولار ، وهي نفسها مصر التي تستعيد زمام الأمور في أفريقيا بعد غياب دام أكثر من عشرين سنة .

ثم يبقى الهم الأكبر للماسونية وأذنابها في أمريكا وبريطانيا وتل أبيب وهو أن جيش مصر الذي اقترب بشدة من تدميره وتشتيته في عهد العميل الإخواني مرسي العياط ، فجأة وبلا مقدمات ينتفض هذا الجيش ويصبح من أقوى جيوش المنطقة تسليحا وتدريبا وقدرات بشرية ، بل وبدلا من استنزافه بواسطة تصاعد قوى الإرهاب ، تساهم عمليات الحرب القاسية مع الإرهاب في الارتقاء بمستوى واستعداد هذا الجيش وقدراته القتالية ، بل ويصبح هذا الجيش هو الشوكة القاتلة في حلق إسرائيل والقوة المحبطة لكل مؤامرات التدخل والهيمنة على دول الخليج ، بالإضافة لفرضه السيطرة الكاملة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر كاملا ، وليس هذا فحسب ولكن يتحول الجيش المصري لنواة صلبة داخل الدولة المصرية بامتلاكه لكل أنواع الحلول السريعة والحاسمة لكل أنواع المشاكل الاقتصادية والتنموية التي تواجه مصر ، بل ويصبح مصدر الاطمئنان والثقة للشعب المصري ومدبر احتياجاته وملاذه الأخير ، بل وسنده الأمين في تنفيذ المشروعات القومية ، وصاحب المصداقية والثقة والاحترام والحب لدى الشعب المصري ، كما يقول صقور السياسة الإسرائيلية والأمريكية { لقد أصبح الجيش المصري دولة مستقلة ونواة صلبة داخل الدولة المصرية ومصدر التهديد الخطير والغير مسبوق لبقاء إسرائيل } ، وباستعراض سريع لمعطيات المشهد المصري والإقليمي والدولي لابد وأن نكتشف أن مصر كما قالت هيلاري كلينتون في كتابها (خيارات صعبة) ، قد أصبحت تمثل العائق الأكبر لاستكمال مخطط السيطرة على قلب العالم ومستقبل حضارته القادمة (الشرق الأوسط) ، وأصبحت معول الهدم المحوري لمخطط حكومة العالم الجديدة والذي كان قبل ثورة 30 يونيو 2013م قد اقترب من تحقيق أهدافه المرحلية الأهم .

أخيرا .. وبعيدا عن العداء التاريخي المتأصل في قلوب البريطانيين الذين خسروا بثورة يوليو 1952م معظم مستعمراتهم في أفريقيا وآسيا في تتابع كارثي للإمبراطورية العجوز ، وبعيدا عن العداء الأمريكي الحديث لخسارتها سيطرتها على (مصر) كأكبر حليف لها في منطقة الشرق الأوسط ، وبعيدا عن هراءات الممولين والعملاء ومناورات الخونة في الإعلام والاقتصاد والسياسة ، وبعيدا عن فضائح التمويل لأكثر من (42 ألف) جمعية ومنظمة تعمل تحت ستار العمل المدني وحقوق الإنسان والممولين من أوروبا وأمريكا ، وبعيدا عن الدعوات الشرسة والمتشعبة لفوضى (11/11) وتضافر جهود كل الخونة والعملاء في الداخل والخارج  ،  وبعيدا عن كون مصر تمثل العقبة الكئود لكل هؤلاء ... بعيدا عن كل هذا .. أليست مصر هي قلب العالم والشرق النابض منذ القدم ، وصاحبة أعرق ميراث تاريخي بشري .. كما يقول جورج سورس ، وبالتالي لابد وأن يتم إسقاطها أولا وسريعا وبأي ثمن ؟؟ .. فهل سيسمح هذا الشعب وهو أقدم شعب يحمل حضارة ومدنية متصلة عبر آلاف السنين ، .. بأن تنجح مؤامرات الإسقاط لوطنه .. ؟؟ وأخيرا .. هل درة التاريخ والمحروسة بعين الله .. يمكن أن يسقطها بشر ..هذا ما سوف نراه في الأيام القادمة ...

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز