عاجل
الثلاثاء 29 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
"الإيكونوميست" تتوقع وتقرر!

"الإيكونوميست" تتوقع وتقرر!

بقلم : محمد نوار

"الإيكونوميست" مجلة أسبوعية بريطانية تهتم بنشر أخبار السياسة والاقتصاد والشؤون الدولية، سياستها التحريرية تقوم على مبادئ التجارة الحرة والعولمة، وتستهدف الجمهور المثقف ومن بين قرائها بعض التنفيذيين وواضعي السياسات في العالم، وتوزع أسبوعياً حوالي 4 مليون نسخة مطبوعة، ويزور موقعها الإلكترونى حوالي 2 مليون شخص يومياً.



خصصت مجلة "الإيكونوميست" عددها بتاريخ 6 - 12 أغسطس 2016، موضوع الغلاف والتقارير الداخلية لتقول إن مصر تسير في الطريق الخطأ وذلك من خلال العنوان الرئيسي لغلاف المجلة: "مصر إلى دمار"، وهو عنوان بعيد عن المهنية والاحتراف، لكنه ليس بعيداً عن الضغوط السياسية.

عنوان فيه الإساءة مقصودة مع المبالغة فى التقديرات والنتائج، فالمجلة لم تضع في الاعتبار أننا تخلصنا من حكم دينى كان السبب الرئيسي في مواجهتنا لإرهاب فى سيناء ليس له كيان واضح ولذلك هو إرهاب أسوأ من الاحتلال، وأننا نعترف بوجود مشكلة اقتصادية نسعي لحلها من خلال خبراء دوليين ومحليين جعلتنا نلجأ مضطرين لصندوق النقد لاتخاذ إجراءات إصلاحية صعبة.

فالتقارير المطروحة داخل العدد ملخصها أن ترتيب مصر هو 131 عالميًا في سهولة الاستثمار، بمعنى أن المستثمر يحتاج إلى أكثر من 72 توقيعًا من البيروقراطية لكي يبدأ شركة، إضافة إلى حاجة كبيرة للرشوة والتعامل مع نظام شامل للفساد.

ترى "الإيكونوميست" أن مصر فشلت في إصلاح نظام مبارك من حيث الفساد، بل أضافت إليه سوء إدارة بنسبة أعلى، مما يقلل من الإصلاح الإداري الجاذب للاستثمار.

المجلة ركزت على موضوعات البطالة بين الشباب في مصر، والاقتصاد المصري، والبيروقراطية، وتنصح الغرب بالتوقف عن بيع الأسلحة لمصر، وأن المساعدات الاقتصادية يجب أن تقترن بشروط صارمة، ونفس الشيء تنصح به دول الخليج في تعاملها مع مصر.

مع أن نفس المجلة قامت في أغسطس 2015، قبل افتتاح مشروع تفريعة قناة السويس بالترويج للمشروع الجديد، ونشرت المجلة على غلافها صورة للتفريعة إلى جانب وجه الرئيس السيسي، ونشرت ملحق من 7 صفحات بعنوان: "هدية مصر إلى العالم".

تقارير "الإيكونوميست" تعتبر دعوة للتشدد في التعامل الغربي مع مصر، يؤيد ذلك ما جاء في المقال الافتتاحي لجريدة "النيويورك تايمز" الأمريكية بتاريخ 2 أغسطس 2016، بعنوان: "مصر البائسة"، فالجريدة تعتبر أن مصر لم يعد لها أي دور مؤثر في الشرق الأوسط مقارنة بالدورين الإيرانى والسعودى.

صورة مصر مهمة في الإعلام العالمي، والمهم ليس إنكارنا لتلك الصورة والذي لن يغير من الأمر شيئاً، بل المهم إصلاح تلك الصورة، والأهم من إصلاح الصورة هو إصلاح الأصل، فالوضع في مصر يحتاج إلى رؤية جديدة وفكر جاد لمشروع إصلاح اقتصادي وسياسي واجتماعي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز