

د. دينا أنور
حكاية بنت مع خيانة جوزها..!
بقلم : د. دينا أنور
كل بنت لما بتتجوز بتفتكر إن دي بداية السعادة، ماتعرفش إن في أوقات كتير بتكون بداية الألم والحزن والقهر والغدر، بنات كتير اتعرضوا لخيانة أزواجهم ليهم، عاشوا أيام حزينة وبكوا واتقهروا ومحدش حس بيهم، بل ساعات كان اللي حواليهم بيلوموهم وبيطلبوا منهم يستحملوا ويعيشوا وخلاص، البنت بس هي اللي بتتقهر وتتعذب وهي بتفكر إن جوزها دلوقتي في حضن واحدة تانية وبيدي إهتمامه وحنانه وحبه لإنسانة غيرها، بدال ما تواجهه وتنفصل عنه حفاظاً على كرامتها بتقعد تلوم نفسها وتفكر هي كانت مهملة في إيه عشان يخونها، بتكتئب وتنعزل وتكره حياتها وتتعصب على أولادها، ولما بيفيض بيها وتفكر تطلب الطلاق بتلاقي أهلها أول ناس بيمنعوها ويطلبوا منها تستحمل وتستنى لحد ما يسيب التانية ويرجع لها، وهوب تلاقي المبررات بقى، وإن كل الرجالة كده بتمر بنزوات، وإن الست العاقلة لازم تحافظ على بيتها، وإن مسيره يرجع لها لما يشبع من التانية، مش مهم إن كل ده لو عملته هتعمله على حساب صحتها ونفسيتها، المهم إن أهلها وجوزها والمجتمع يكونوا مرتاحين على حسابها!!!
بطلتي النهارده دكتورة!! آه دكتورة ماتستغربوش، وزي القمر كمان، وبنت ناس جداً، لكن قدرها خلاها حبت أخو صاحبتها مهندس في بداية حياته، إتجوزته تقريباً على حساب أهلها، مكانش عنده شقة ولا جابلها شبكة ولا عملها فرح، وقفت جنبه وعاشت معاه في بيت أهله خمس سنين لحد ما ربنا كرمه وقدر يدفع مقدم شقة في إحدى المدن الجديدة.
باعت دهبها اللي أهلها جابوها لها وشطبت الشقة الجديدة، وفضلت تشتغل وهي حامل عشان تساعده في الأقساط الشهرية، مامتها كانت مدياها فلوس تجيب تكييف لغرفة نومها عشان الحرارة العالية كانت بتتعبها وهيا حامل، لما لقيت جوزها محتاج لاب توب أحدث عشان تصميمات شغله إدتله الفلوس وبقت تدخل تاخد دش اكتر من اربع مرات في اليوم عشان تنزل حرارتها المرتفعه مع الحمل والصيف!!
بعد ماخلفت إبنها ربنا فتحها عليه وإتنقل فرع الشركة في الإمارات، مرتبه زاد وإترقى وبقى مدير مشاريع الشركة، وبدال مايرد الجميل للست اللي وقفت جنبه خانها مع زميلته في الشغل!!
على لسان بطلتي وصاحبتي بتحكي وتقول:
بعد ما ربنا كرمنا والفلوس زادت إبتدى يخرج كتير ويغيب عن البيت كتير بحجة الشغل، سفريات بالأيام وبيات برة، يرجع ألاقي جيوبه مليانة فواتير مطاعم وسينمات وكافيهات بفلوس تمشي البيت أسبوع، إهتمام مبالغ فيه بلبسه وبارفاناته وعربيته، بنطلونات ضيقة وقمصان مفتوحة للسرة وسلاسل وميداليات ونظارات ماركات للخروج، وفي البيت مش طايق يقعد ساعة على بعضها، مش طايق يسمع عياط ابنه ولا يشيله، مش طايقلي كلمة ولا بيبصلي ولا بيتكلم معايا، لحد ما ركبت عربيته مرة لقيت ورقه مرمية في الدواسة، فتحتها لقيت جواها "واقي ذكري" ومكتوب فيها: خلي عندك كرامة وسيبيه لإنه مش طايقك ومش بيحبك!!
وريت له الورقه وقلت له إيه ده؟ هاج وزعق وقال لي انتي بتاكلي من الحركات الحقيرة دي، دي تلاقيها واحدة من زميلاتي اللي بوصلهم عاوزه تعمل فيكي مقلب، بصراحة كان نفسي أصدقه لكن ماقدرتش، ومن هنا مسكت أول خيط.
مرة لقيت واحدة صاحبتي بتتصل بيا وبتقولي انها شافته قاعد مع واحدة في مول في المعادي، وهو كان قايل لي وقتها إنه مسافر إسكندرية، قلت لها تصوره وتبعت لي صورته عالواتس، بعتتهالي لقيته فعلا هو باللبس اللي كان خارج بيه الصبح، إتصلت بيه وقولتله مين اللي معاك دي؟؟ الأول قعد ينكر، لما وصفتها له ووصفت له لبسها عرف إني متأكدة، قفل السكة ومارجعش غير الساعة ٢ بالليل، وبعد خناقة طويلة قال لي إنه بيحبها وهي بتحبه من سنة، وإنها رغم إنها مهندسة وما إتجوزتش قبل كده قابلاه على عيبه إنه متجوز وعنده ولد، وإنها متبهدلة معاه وبيتقابلوا في المولات والكافيهات عشان محدش يعرف ويقول لي، وإنها إنسانه كويسه وعمرها ما طلبت منه يطلقني، وإنه لقى فيها حب الحياة والإنطلاق والأنوثة والشقاوةاللي مالقاهومش معايا، وإن رغم إن أنا أجمل منها بكتير على حسب كلامه إلا إن أنا زي تمثال الشمع لكن هيا كلها مرح وتفاؤل ودلع!!!!
طبعاً كل مبرراته دي ما دخلتش دماغي بمليم، كل اللي سيطر عليا إني وقفت جنبه وكبرته ورضيت بيه وهو أقل مني عشان في الآخر يخوني ويدي حبه لواحدة غيري، خيرته بيني وبين إبني وبينها،كانت المفاجأة إنه قال لي أنا مش هسيبها ومش هطلقك، لو عاوزه تتطلقي روحي إخلعيني!!
سيبت البيت ورحت عند أهلي، فضلت قاعدة عندهم شهر وهو زي مايكون ماصدق، لما أخويا كلمه قال له انه خطبها خلاص و هيتجوزها قريب، وإني لو عاوزاه يكمل مصاريف على إبنه أرجع البيت وارضى بالأمر الواقع، وطبعاً زمايلي في الشغل وأهله وناس من أهلي شافوا إنه مابيعملش حاجة حرام وإن ده حقه مادام هيعدل بينا!!
رجعت البيت غصب عني وأنا مكسورة ومذلولة عشان مقدرش اصرف على ابني بعد ماصرفت كل فلوسي وورثي من ابويا خلال حياتي معاه، وما اقدرش اطلب من أخواتي ولا أمي يصرفوا عليا لاني اخدت حقي خلاص، بتفرج عليه كل يوم وهو خارج في البلكونة يكلمها قدامي عيني عينك،بشوفه وهو راجع بالليل هدومه عليها روج وشعر وريحة بارفان حريمي ومش قادرة افتح بقي، كل شوية ترمي لي في عربيته مناديل عليها روج وفواتير لبس ودهب وهدايا بيشتريها لها، ولما بقول له يرد علي: هي مراتي زيها زيك ومن حقها تدلع خصوصا اني واخدها آنسة وهي واخداني راجل متجوز!!
أنا عايشة حزينة جداً وبفكر كل يوم في الإنتحار، نفسي أتطلق منه وآخد إبني ونعيش في مكان محدش يعرفنا فيه، لكن خايفة ابهدله معايا، ساعات بفكر أسيب له الولد واخلعه واعيش حياتي لكن أمومتي بتمنعني، والنتيجة اني دلوقتي عايشة بالمهدئات ومضادات الإكتئاب، باخد اربع حبوب منوم عشان انام وبرضه ما بعرفش، وهو خد شبابي وصحتي وفلوسي وعمري وإداهم لواحدة جديدة عالجاهز، والغريبة إن كل اللي عمله ده من شرع ربنا وما يغضبش ربنا!! ياسلااام، ويرجعوا يقولوا لي أنا خليكي مؤمنة وماتعترضيش على شرع ربنا!!
خلصت الحكاية اللي مفيش حد مننا ماشافش زيها في محيط أسرته أو أصحابه أو معارفه، زوجة بتتخان بإسم الشرع، خيانة شرعية إسمها الزوجة الثانية، مش مهم الست بتتألم إزاي، مش مهم الغيرة بتعمل فيها إيه، مش مهم إحساسها وهي بتتخيل جوزها بيحب واحدة تانية وبيعيش معاها العلاقة الحميمة بكل تفاصيلها، مش مهم قهرتها ووجعها، المهم إنها تصبر وتستحمل عشان ماتتطلقش، المهم إنها تعيش ولو مع نص راجل عشان ماتبقاش عايشة لوحدها.
آه يا مجتمع ظالم منافق بيدعي المثالية والتدين والقرب من الله، لو كل واحد حط نفسه مكان مراته وتخيل إحساسه وهو عارف إن مراته في حضن راجل تاني وهو لازم يوافق ومايعترضش وكمان لازم يستنى دوره، كنتوا عرفتوا يعني إيه خيانة راجل لست، اللي يلاقي نفسه مابيحبش مراته يطلقها ومايظلمهاش، سيبها أحسن ما تخونها، أمن لها حياتها وماتفرطش في ابنك ولا بنتك منها وروح عيش حياتك، وسيب لها فرصة هي كمان تعيش حياتها، يمكن تلاقي حد أحسن منك يحبها ويفضلها على كل ستات الدنيا، زي ما انت فضلت عليها واحده تانية، وعاوزها تقبل غصب عنها لأنك عارف انها قليلة الحيلة، يا بجاحتك يا أخي..!