عاجل
السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
حكاية بنت مع راجل متجوز..!

حكاية بنت مع راجل متجوز..!

بقلم : د. دينا أنور

كالعادة مجتمعنا في مثل هذه الحكايات بيلقي اللوم على المرأة زي مابيعمل في كل أزمة، هيا اللي مش كويسة عشان بتعرف واحد متجوز، منها لله خدته من بيته ومراته وولاده، لكن مفيش حد بيفكر لثواني إن كتير من الرجال المتزوجين بيتفننوا في الإيقاع بالفتيات، وبيعرفوا يتظاهروا كويس بدور الضحية المظلوم، وبيقدر يشيطن زوجته الأولى كويس جداً لحد ما يقنع البنت إنها شيطان فعلاً، وبعد ما زوجته الأولى بتشم خبر أو تعرف بخيانته بيظهر على حقيقته الهشة وبيرجع في كل كلمة قالها، بعد مابيكون جرح الأولى إلى الأبد وخذل الثانية وماطلعش قد وعوده.



بطلتي النهارده بنت جريئة وشجاعة وأنا شخصياً بحييها إنها حكتلي قصتها بكل تفاصيلها بدون أي تردد وكان هدفها إن كتير من البنات يستفيدوا من تجربتها، لأننا مش عيب نخوض تجارب غلط، لكن الغلط إننا مانتعلمش من غلطنا.

على لسان بطلتي بتحكي وتقول:

كان مجرد صديق ليا على الفيس بوك، راح يعمل عمرة وعمل بوست بكده، كتبت له تعليق راح باعت لي دعاء بإسمي مكتوب على صورة عند الكعبة، الحقيقة لفت إنتباهي وإنبسطت بإهتمامه، إتعرفنا وبقينا أصدقاء، الاول كان مجرد صديق عادي وعرفت انه متجوز وعنده ولد، لما رجع من العمرة قعد يلح عشان يقابلني، وقتها أهلي كانوا مسافرين لندن، نزلت قابلته عادي لاني كده كده عندي اصحاب كتير متجوزين ومفيش بيننا غير صداقة محترمة، مع الوقت حصلت ألفة غريبة بيني وبينه وتقارب فوق الوصف وتفاهم غريب، أول ماحسيت إن مشاعري إبتدت تروح في سكة الحب بدأت أحجم نفسي وأسيطر على مشاعري، لكن هوا على العكس تماماً كان بيعاملني كإني الست الوحيدة في حياته، وبيهتم بيا جداً وبيكلمني بإستمرار وبيغير عليا قوي وبيتجنن لما أغيب عنه، عرفني على إخواته وأصحابه المقربين، وكان بيحاول يكون معايا ٢٤ ساعة، كنت لما بزعل منه يسيب شغله وحياته ويفضل قاعدلي تحت بلكونة بيتي عشان بس يشوفني وأنا ما أطلعش ومع ذلك يفضل يحاول لحد ما يصالحني.

سافرت فترة عند أهلي واعتبرتها فرصة كويسة إني أبعد عنه وأحاول أحجم مشاعري ناحيته وأدي له فرصة ينساني ويرجع لحياته وبيته، لكن لما رجعت فوجئت بيه بيعترف لي بحبه الجنوني ليا وإنه عمره ماحب واحدة قد ماحبني، وإني أجمل حاجة حصلت له في حياته، وإنه لو خسرني ممكن يموت..!

قبل ما أفتح بقي لقيته بيقول لي أنا عارف إنك خايفة وعندك أحساس بالذنب عشان أنا متجوز وعندي ولد، بس اللي ماتعرفيهوش إن العلاقة بيني وبين مراتي شبه معدومة، لأنها ست متسلطة لأقصى درجة، وانا مبحبهاش وعمري ماحبيتها، وانا عاوز اطلقها من زمان لكن بتسلط أهلي يضغطوا عليا عشان أفضل معاها عشان الولد، وقال إنها ست غير متطورة ومهملة ومبهدلة في نفسها ومش مناسبة ليه لا إجتماعياً ولا شكلياً لكن انا فضلت معاها بس عشان الولد مايتبهدلش..!

سألته بحزم:إنت عاوز مني إيه بالضبط، قال لي على طول بدون تردد عايز أتجوزك وأعيش معاكي بقية عمري، ولما سكت لقيته تاني يوم عندنا في البيت بيطلبني من ماما، فضل يلف حواليا ويتعرف على عيلتي واحد واحد ويجاملهم في مناسباتهم ويتقرب لبنات خالاتي عشان هما المقربين مني..!

فضل يزن عليا زن هستيري، يفاجئني عند شغلي وعند أهلي وفي رمضان والعيد وكل المناسبات، وفي الناحية التانيه شايفة مراته سايباه تماماً ومش هاممها غيابه عن البيت ولا تأخيره، كل اللي هاممها مصاريفها هيا وإبنها وهو ملوش اي أهمية عندها.

طلبت منه يصارح أبوه وإخواته إنه مابيحبهاش ويحكيلهم على تصرفاتها معاه عشان يعرف ينفصل عنها بهدوء، لقيته بيقول لي انه حاول كذا مرة  وفشل لدرجة إنه قبل مايعرفني إتجه للسهر والسكر وشرب الحشيش عشان ينسى وجودها في البيت وإنه راجع لها..!

مرة لقيته بيقول لي إنه رايح يقعد مع أهله عشان مراته إشتكته إنه بيتأخر برة البيت كتير، قولت أشوف  هيعمل إيه، لما سألته عملت إيه كانت الصدمة بالنسبة لي إنه قال لي أنا هديت الأمور معاهم ووعدتها مش هتأخر تاني!!!! لإنهم كانوا شاكين إني إتجوزت عليها!

قولتله طيب هتقولهم إيه بعد مانتجوز؟

قاللي ساعتها هتكوني مراتي وملزومة مني وهيا هتزعل شوية وبعدين هتتعود وتسكت وترضى بالأمر الواقع!

قلت له وإنت إزاي ترضى على نفسك يا مصلي يا بتاع ربنا تكون خاين وكداب ومنافق، وليه تفضل تخدعها، مش ربنا قال تسريح بإحسان؟

قال لي :يعني إنتي عاوزاني أطلقها؟

قولتله: لا مش أنا اللي عاوزاك تطلقها، انت بتقول إنك مش بتحبها ومش مرتاح معاها،  وإنت كده تبقى بتخدعها وبتكدب عليها وبتغشها وده مايرضيش ربنا لو إنت فعلاً مؤمن.

خيرته وقلت له اني هطلع من حياته ويحاول يصلح علاقته بمراته، حلف وإتشال وإتحط إني لو سيبته هيموت من غيري وإنه عارف يعيش معاها بس من ساعة ما أنا ظهرت في حياته،  وانه خايف يطلقها لتحرمه من إبنه، وقال إنها دنيئة لدرجة إنها ممكن تخلي إبنه يكرهه!

المهم فضل مصمم إننا نتجوز لأنه مايقدرش يستغنى عني، وسبنا بعض على أساس إنه هيرتب أموره قبل ما يفاتح ماما في موضوع الجواز.

تاني يوم لقيته اختفى تماماً، وأنا فضلت هموت من القلق، كان معودني يكلمني كل ساعة تقريباً، في اليوم ده ما ظهرش غير الساعة واحدة ونص بالليل!

رديت بقلق : مالك؟ إيه اللي حصل، قلقتني عليك.

رد بصوت هزيل ومكسور:الواتس اب اللي بينا اتشاف إمبارح!

قولتله:إيه اللي خلاها تفتش في موبايلك

سكت وماردش!

قلت له: مابتردش عليا ليه

قال لي: أصلها سامعة المكالمة!

وفجأة جالي صوتها من ورا السماعة بتشتمني بأقذر الألفاظ وبتتكلم كإني أنا اللي خطفته منها!

راح هو مزعق وقفل السكة!

اتصلت بيه تاني وقولتله:إيه اللي أنا سمعته ده؟

قال لي: آسف حقك عليا 

قلت له:واضح ان المدام فاهمة غلط وفاكراني انا اللي جريت وراك وما تعرفش إني أساساً مكنتش موافقة لولا انت اللي زنيت عليا وقلت لي ان لو مكنتش انا هتكون واحده تانيه لانك مش طايقها!

جالي صوتها تاني بتشتمني وبتقول لي عاوزة أيه من واحد متجوز!

قفلت السكة.. رجع كلمني تاني

لقيته بيقول لي مش هينفع نتكلم تاني!!!!!!!!

قال لها زي العيل الخايب اللي أهله معاقبينه عشان ماعملش الواجب، وكإنه إداني بالقلم على وشي، حسيت إنه خذلني، بس تماسكت وقلت له إنت إنسان ضعيف ومهزوز مش قادر تتأخر بره البيت هتقدر تحمي علاقة، عادي لا هموت ولا هقطع شراييني ولا هدبدب في الأرض، كمل كدب على نفسك وعلى اللي حواليك، نزل من نظري جداً، رغم إنه رجع بعدها بفترة يعتذر وعمال يحوم حواليا من تاني وبيراقبني إلا إني خلاص إتأكدت إنه إنسان كداب ومخادع وأناني، ورغم ان كل الناس كانت هتلومني انا اني حبيت راجل متجوز بس انا واثقة ان انا كنت ضحية وان هو اللي ضحك عليا وخدعني زي ماخدعها، ودلوقتي بحاول أرجع لحياتي الأولانية وأخرج من أزمتي العاطفية، وإعتبرتها درس قاسي علمني إني أختبر أفعال الإنسان قبل كلامه.

خلصت حكاية بطلتنا، وطبعاً فيه بنات زيها كتير بيمروا بتجارب عاطفية مع رجال متجوزين، ورغم ان المجتمع بيشوفهم خرابين بيوت وطفسين، إلا إنهم في أغلب الأوقات بيكونوا ضحية لكدب وخداع وغش راجل طماع وأناني رامي الست بتاعته في البيت تربي العيال وتشيل المسئوليات وعمال هو يعيش دور الدنجوان برة البيت، وبيحاول يصطاد البنات بالمسكنة والتظاهر بعدم السعادة في بيته، والأمر ما بيسلمش من حكايات عن الفتور والتعاسة وزواجه بالغصب وضغط أهله عليه وتضحيته عشان ولاده.

بس الحقيقة اللي لازم تعرفها كل بنت إن أي راجل بيحاول يقنعك إنه بيحبك بس مايقدرش يطلق مراته يبقى شخص غشاش ومنافق وعاوز يضحك عليكي وعليها، لإنه لو بيحب مراته ماكانش عرفك عليها، ولو كان فعلاً تعيس معاها ولقى معاكي الحب كان لازم يكون راجل شجاع وينفصل عنها عشان مايخدعهاش ويتجوزك إنتي لأنه حبك، لكن الراجل اللي عاوز يجمع الزوجة أم العيال والزوجة العشيقة هو غالباً رجل مريض وخاين بطبعه، وعاوز يريح نفسه على حسابك وحسابها، عاوز مراته الأولى تخسر إحساسها بالأمان وعاوزك إنتي تخسري حقك في راجل كامل عشان هو مايخسرش حاجة، وتفضلوا إنتوا الإثنين تتخانقوا عليه وتغيروا من بعض وتعملوا مقالب في بعض لحد ما واحدة فيكم تموت أو تموت التانية.

أما النوعية اللي زي بطل قصتنا فدول الأغلبية العظمى اللي بيكون عاوز يتسلى ويحب من غير أي إلتزامات، لكن ساعة الجد بيكون أول واحد يهرب ويجري، لإنه أساساً هربان من مسئولية بيته ومراته وولاده وعرفك في الوقت ده، اللي زي ده عمره ماهيشيل مسؤولية جديدة حتى لو حبك بجد.

عشان كده يابنات لازم توزنوا كل العلاقات بميزان العقل مش القلب وماترضوش أبداً بنص راجل مهما إتمسكن وعاش دور الضحية، اللي بيحب بيعمل كل حاجة عشان يفضل مع حبيبته، واللي يتكلم على مراته وحش لازم هيتكلم عليكي انتي كمان وحش، واللي هيخون مراته ويغدر بيها لازم هيخونك انتي كمان ويغدر بيكي، واللي فعلاً هيكون مظلوم مع مراته أو ما بيحبهاش وحبك فعلاً لازم يطلع راجل وينفصل عنها بكل إحترام ويرتبط بيكي في النور بقلب وعقل ومشاعر كاملة، غير كده ما تقبليش..!
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز