

بقلم
هناء عبد الفتاح
الداخلية المصرية .. حالة فردية
12:00 ص - الإثنين 22 فبراير 2016
بقلم : هناء عبد الفتاح
تعد وزارات الداخلية على مستوى العالم كله أكبر مصدر لشحن الشعوب بالغصة والغضب من النظام الحاكم ، وهى أهم سبب للتحرك ضده فى لحظة يثور فيها الكاظمين الغيظ على سكوتهم وتنعدم فيها قوة الإحتمال ويخرج فيها شر الحليم من مكانه يتجول فى طول البلاد وعرضها ليرد البضاعة لأصحابها كاملة غير منقوصة ويحاسب بالمرة على كل فواتير حقوقه التى كانت مهضومة أينما ولى شطره ، وزارات الداخلية فى كل بلاد العالم تضايق المواطنين وتتجاوز فى حقوقهم ، حجم المضايقة والتجاوز نسبى ، يختلف بإختلاف ثقافة المجتمعات وأوضاعها الإقتصادية والإجتماعية والتعليمية ومدى سيادة القانون فيها ، وبناء على تلك المقاييس يمكننا القول أن وزارة الداخلية المصرية هى الأكثر تفوقا على مثيلاتها فى أرض الله الواسعة قمعاً وظلماً وشحناً لطاقات الغضب لدى الناس ، صحيح أن المواطن المصرى مظلوم ومسروق ومهضومة حقوقه على كل الأصعدة لكنه لا يلتفت إلا لما تفعله الداخلية فقط فى حقه ، المواطن المصرى يقتله الإهمال الطبى فى المستشفيات فلا يتأثر بقدر ما يتأثر من ضربة تنزل على قفاه داخل قسم شرطة أو معتقل ، المواطن المصرى يأكل طعام مسرطن لكنه لا يبكى ويفعلها عندما يسبه الضابط أو الأمين ويضع أمه فى جملة مفيدة ، المواطن المصرى كان إلى وقت قريب يذوق الأمرين وقت إنقطاع الكهرباء والمياه عنه فى عز الحر ولا يبالى ويعبر عن تضرره من ذلك بالألش والسخرية لكن كل علامات القهر تظهر عليه عندما يقابل ظابط فى الكمين ويقول له بكل كبر وغرور " بطاقتك يالا " ، المواطن المصرى تعامل مع الإستهزاء به فى إختراع جهاز الكفتة وقضية سد النهضة والكوبرى الذى إنهار بعد سبعة أشهر فقط من تشغيله وتهالك شبكات الطرق والسكك الحديدة والموت لأتفه الأسباب بكل روح رياضية ورأى الأمر طبيعى لدولة تحبو فى طريق معطلة فيه كل أعمدة الإنارة ، لكنه خرج فى عمومية أطباء لم يسبق لها مثيل وأغلق شارع القصر العينى فقط للتظاهر ضد تجاوزات الداخلية ، حاصر مديرية أمن القاهرة بعد مقتل سائق التوك توك ذو الثلاين ربيعا بطلق نارى خرج من سلاح أمين شرطة إسم الله هشم عظام جمجمته ، هو فرعون ، الإقتراب من كرامته يشعل نار لا تنطفئ فى صدره وكل شئ آخر فى نظره يهون حتى لو كان الموت نفسه ، هو الذى تدور فى رأسه الآن وهو يتابع يوميا مسلسل " الحالات الفردية " أفكار تفيد بأن وزارة الداخلية لم تتعلم الدرس بعد وتحتاج لدرس آخر ، هوة الذى يعلم جيدا أن أى تحرك جديد سيغرق المركب بكل من فيها لكنه لن يتردد أن يفعلها للمرة الثالثة لو ظل الوضع على هذا النحو ، وزارة الداخلية بسياساتها الحالية تشكل عبئ كبير على الشعب وعلى النظام الحاكم وعلى الظباط العاملين فيها نفسهم ، عبئها على الشعب معروف ، وعبئها على النظام الذى تحرجه يوميا وتسحب من رصيده مفهوم ، أما عبئها على الضباط العاملين فيها فيتجسد فى رد الفعل اليومى على " الحالات الفردية " من سباب يطول الصالح والطالح فيهم على السوشيال ميديا ويلغى أى دور يقوموا به سواء فى الشارع أو فى سيناء ويلغى أيضاً إحترام دم الشهيد الذى إرتفعت روحه وهو يؤدى عمل لصالح الوطن ، هذا يسوق بالتبعية إلى تآكل الروح المعنوية لدى الضباط والأفراد وسيؤدى لمزيد من الإحتقان وإتساع الفجوة بين الناس وبينهم ومزيد من تدنى العلاقة بين الطرفين ، فيحدث أن المواطن لا يعترف بأى شيء يقدمه ضابط الشرطة للوطن حتى لو كانت روحه، وأن الضابط لا يعترف بكرامة المواطن حتى لو كان الثمن هو أن تغرق المركب بمن فيها ، قد يكون الحل فى أن يوجه النظام للداخلية مع كل " حالة فردية " كلام وإجراءات شديدة اللهجة ليعفى نفسه من الحرج السياسى ولكن ذلك لن يحدث حتى لا يؤدى تعنيفهم إلى تراجع قبضتهم على الشارع الخالى حاليا من التظاهر وأصوات المعارضة ، وقد يكون الحل فى إقالة الوزير ، ولكن ما الفائدة ما دام سحق الكرامة أمر منهجى لا يختلف بإختلاف الأشخاص ، لا أعرف حلاً لهذا ، لكن ما أعرفه جيدا هو أن عدم إمتصاص غضب الناس من الشرطة مع مزيدا من الشحن سيجعلنا جميعا نرى أيام أسود من قرن الخروب ..
تعد وزارات الداخلية على مستوى العالم كله أكبر مصدر لشحن الشعوب بالغصة والغضب من النظام الحاكم ، وهى أهم سبب للتحرك ضده فى لحظة يثور فيها الكاظمين الغيظ على سكوتهم وتنعدم فيها قوة الإحتمال ويخرج فيها شر الحليم من مكانه يتجول فى طول البلاد وعرضها ليرد البضاعة لأصحابها كاملة غير منقوصة ويحاسب بالمرة على كل فواتير حقوقه التى كانت مهضومة أينما ولى شطره ، وزارات الداخلية فى كل بلاد العالم تضايق المواطنين وتتجاوز فى حقوقهم ، حجم المضايقة والتجاوز نسبى ، يختلف بإختلاف ثقافة المجتمعات وأوضاعها الإقتصادية والإجتماعية والتعليمية ومدى سيادة القانون فيها ، وبناء على تلك المقاييس يمكننا القول أن وزارة الداخلية المصرية هى الأكثر تفوقا على مثيلاتها فى أرض الله الواسعة قمعاً وظلماً وشحناً لطاقات الغضب لدى الناس ، صحيح أن المواطن المصرى مظلوم ومسروق ومهضومة حقوقه على كل الأصعدة لكنه لا يلتفت إلا لما تفعله الداخلية فقط فى حقه ، المواطن المصرى يقتله الإهمال الطبى فى المستشفيات فلا يتأثر بقدر ما يتأثر من ضربة تنزل على قفاه داخل قسم شرطة أو معتقل ، المواطن المصرى يأكل طعام مسرطن لكنه لا يبكى ويفعلها عندما يسبه الضابط أو الأمين ويضع أمه فى جملة مفيدة ، المواطن المصرى كان إلى وقت قريب يذوق الأمرين وقت إنقطاع الكهرباء والمياه عنه فى عز الحر ولا يبالى ويعبر عن تضرره من ذلك بالألش والسخرية لكن كل علامات القهر تظهر عليه عندما يقابل ظابط فى الكمين ويقول له بكل كبر وغرور " بطاقتك يالا " ، المواطن المصرى تعامل مع الإستهزاء به فى إختراع جهاز الكفتة وقضية سد النهضة والكوبرى الذى إنهار بعد سبعة أشهر فقط من تشغيله وتهالك شبكات الطرق والسكك الحديدة والموت لأتفه الأسباب بكل روح رياضية ورأى الأمر طبيعى لدولة تحبو فى طريق معطلة فيه كل أعمدة الإنارة ، لكنه خرج فى عمومية أطباء لم يسبق لها مثيل وأغلق شارع القصر العينى فقط للتظاهر ضد تجاوزات الداخلية ، حاصر مديرية أمن القاهرة بعد مقتل سائق التوك توك ذو الثلاين ربيعا بطلق نارى خرج من سلاح أمين شرطة إسم الله هشم عظام جمجمته ، هو فرعون ، الإقتراب من كرامته يشعل نار لا تنطفئ فى صدره وكل شئ آخر فى نظره يهون حتى لو كان الموت نفسه ، هو الذى تدور فى رأسه الآن وهو يتابع يوميا مسلسل " الحالات الفردية " أفكار تفيد بأن وزارة الداخلية لم تتعلم الدرس بعد وتحتاج لدرس آخر ، هوة الذى يعلم جيدا أن أى تحرك جديد سيغرق المركب بكل من فيها لكنه لن يتردد أن يفعلها للمرة الثالثة لو ظل الوضع على هذا النحو ، وزارة الداخلية بسياساتها الحالية تشكل عبئ كبير على الشعب وعلى النظام الحاكم وعلى الظباط العاملين فيها نفسهم ، عبئها على الشعب معروف ، وعبئها على النظام الذى تحرجه يوميا وتسحب من رصيده مفهوم ، أما عبئها على الضباط العاملين فيها فيتجسد فى رد الفعل اليومى على " الحالات الفردية " من سباب يطول الصالح والطالح فيهم على السوشيال ميديا ويلغى أى دور يقوموا به سواء فى الشارع أو فى سيناء ويلغى أيضاً إحترام دم الشهيد الذى إرتفعت روحه وهو يؤدى عمل لصالح الوطن ، هذا يسوق بالتبعية إلى تآكل الروح المعنوية لدى الضباط والأفراد وسيؤدى لمزيد من الإحتقان وإتساع الفجوة بين الناس وبينهم ومزيد من تدنى العلاقة بين الطرفين ، فيحدث أن المواطن لا يعترف بأى شيء يقدمه ضابط الشرطة للوطن حتى لو كانت روحه، وأن الضابط لا يعترف بكرامة المواطن حتى لو كان الثمن هو أن تغرق المركب بمن فيها ، قد يكون الحل فى أن يوجه النظام للداخلية مع كل " حالة فردية " كلام وإجراءات شديدة اللهجة ليعفى نفسه من الحرج السياسى ولكن ذلك لن يحدث حتى لا يؤدى تعنيفهم إلى تراجع قبضتهم على الشارع الخالى حاليا من التظاهر وأصوات المعارضة ، وقد يكون الحل فى إقالة الوزير ، ولكن ما الفائدة ما دام سحق الكرامة أمر منهجى لا يختلف بإختلاف الأشخاص ، لا أعرف حلاً لهذا ، لكن ما أعرفه جيدا هو أن عدم إمتصاص غضب الناس من الشرطة مع مزيدا من الشحن سيجعلنا جميعا نرى أيام أسود من قرن الخروب ..
تابع بوابة روزا اليوسف علي