عاجل
الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
قلب بشار الأسد

قلب بشار الأسد

بقلم : هناء عبد الفتاح

بكيت حتى تورمت عيناى ردا على صور جثث الغرقى السوريين الفارين من جحيم الحرب فى بلادهم ، أصابنى الحزن والصداع وسجل جهاز قياس ضغط الدم أعلى إرتفاعاته ، أضربت عن الوجبات الثلاثة  وهجمت على شرب القهوة المرًة بما لا يتناسب مع إحتمال معدتى وجهازى العصبى ، شجبت وأدنت ورفعت صور الضحايا على صفحتى بالفيس بوك وعلقت عليها بسطور تخرج الدموع من بينها ، رفعت بعد قليل دعاء أن يتغمدهم الله برحمته ويتقبلهم عنده من الشهداء ،  ثم .... ثم لا شئ ، فى اليوم التالى عدت أمارس حياتى العادية بنفس تفاصيلها ، أقبلت على الأكل بشراهة لسد جوع الليلة الماضية وبدلت القهوة بعصير ليمون نعناع مثلج لذيذ ، ساعدنى تماما على التخلص من إرهاقى النفسى وإنتهى الأمر ، قليل من التأمل وضعنى فى كثير من الخجل ،



فى أى بنك يصرف السوريين حزنى ودموعى وإرتفاع ضغط دمى ؟؟ ، ما الذى كسبوه من شجبى وإدانتى وكفرى بالربيع العربى وسبًى لكل من جهًز له أو شارك فيه أو حرًض عليه غير الصلاة عالنبى  ؟ ، ما الفرق بالنسبة لهم أصلا بين قهوتى المرًة فى الليلة الأولى وعصيرى الليمون المثلج فى الليلة التالية ؟؟ ، قبيح جداً شعور أنك صاحب موقف بلا قيمة لا يسمن ولا يغنى من جوع ، قبيح جدا شعور أن وجودك مثل عدمك وتقدم أقصى ما لديك وأنت تعلم يقيناً أنه عبث وهراء ، ضجيج بلا طحن لا ينتج عنه إلا الصداع اللعين ،

الأقبح أن يكون شأنك فى ذلك شأن الوطن العربى كله من المحيط للخليج ، الكل لا يملك شئ يقدمه إلا ما تفعله حرفيا " الندًابة " فى الجنازات ، صراخ وعويل ونحيب  صادر من الشعوب ، وشجب وإدانة وإستنكار صادر من حكامهم وكفى ! ، لن يتغير الموقف إيجابياً قيد أنملة لأنه لا توجد أصلا مبادرة صادقة لتغييره ، لنا فى الوضع الفلسطينى خير نموذج على ذلك.  لن تحل المشكلة ، فالمنوط بهم إيجاد حل متخاذلين لدرجة حولت أنسجة قلب بشار الأسد لحديد خراسانى لا يهزًه شئ فى الكون ، لن تحل المشكلة ، فالمنتظر منهم إعمال العقل مدّوه بكل أدوات التجبر والجنون وفرشوا له طريق التمادى بالورود ، والمأمول فيهم المهادنة للحفاظ على الوطن ساعدوه أن لا يخشى على الوطن الذى ضاع بعد أن إنكبًت بنايات دمشق وحلب وحمص وحماه واللاذقية على وجوهها ،

قلب الأسد يملك الآن من الجبروت والبشاعة ما يكفى لحرق العالم كله دون أدنى شعور بالذنب ولا بأدنى وخز من ضميره وحكام العرب هم السببب فى صناعة ذلك ، الأسد شجرة الزقوم الموجودة فى أصل الجحيم وطلعها رؤوس الشياطين ودمار سوريا أرضاً وشعباً مستمر حتى يُقتلع هو من جذوره ،

أما وإن جذوره صلبة وممتدة ويسجل مؤشر الأمان لديه الدرجة النهائية ولا يوجد قرار دولى قادر على ردعه  بسببنا نحن العرب ، فهو مستمر فى النازية وهيأوا أنفسكم لصور أبشع مما رأينا ، لكن كونوا على علم أننا من البداية متخاذلين وفى النهاية بكل ميوعة متضامنين ، فلنراعى ذلك ولنتوقف عن إستفزاز أشقائنا فى سوريا بهذا التضامن " الماسخ " ، وأن لا نساهم فى دفعهم لمزيدا من القهر بأن يرونا نغير صور بروفايلاتنا بجثث ذويهم كأقصى ما يمكننا فعله لهم ، لنفكر فى طريقة تضامن أكبر وأعمق لعل هذا يكون فيه حلاً غاب عن نظرة الحكام العرب للملف السورى أو لنصمت ونبكى فى صمت عليهم وعلينا أيضا ..

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز