عاجل
الإثنين 24 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي
زعزوع لم يفهم الدرس

زعزوع لم يفهم الدرس

بقلم : طارق القاضي

لم يعى وزير السياحه هشام زعزوع المتطلبات التى تفرضها مرحلة ما بعد 30 يونيه خاصة فيما يتعلق بالاولويات وتعامل الوزير ابن الكار السياحى  مع حكومة محلب مثلما تعامل مع حكومة الببلاوى وحكومة قنديل ولم يستثمر الوزير التاييد الذى حصل عليه  بعد اعلانه استقالته بسبب تولى محافظ سلفى محافظة الاقصر وهو الموقف الذى رفع الوزير الى عنان السماء حيث لم تعتد مصر كثيرا  على هذه المواقف  من الوزراء  وهو ما رجح كفة اختيار الوزير فى حكومه محلب فهو البطل الذى اتخذ موقفا لصالح قطاع السياحه دون النظر الى خسائره الشخصيه الا ان الوزير الذى تفوق على نفسه لم يستطيع التفوق على مراكز القوى فى وزارته  وهى متعدده لا تقتصر فقط على كبار المستشاريين والمساعدين والقيادات بل هى ضاربه فى جذور اتحاد الغرف السياحيه  ومكاتب تنشيط السياحه الخارجيه وشله من الاعلاميين والصحفيين الذين اوهموا الوزير انهم قادرون على الدفاع عنه فى وجه خصومه وهو ما جعل الوزير يمشى خارج سياق مفهوم المرحلة الجديده.. ففى الوقت الذى منعت فيه رئاسة الجمهوريه التكفل بنفقات سفر الاعلاميين والصحفيين فى جولات الرئيس شخصيا لم يفهم زعزوع الرساله وكانت وزارة السياحه تدفع بسخاء لاعلاميين بدعوى برامج تنشيط السياحه فى قنوات خاصه لا لان موضوعها يستحق بل لقرب علاقة الصحفيين مقدمى ومعدى هذه البرامج من الوزير حتى وصل الامر ان بعض الصحفيين والصحفيات كانوا يعتبرون جولات الوزير ماهى الا نزهه تستحق اصطحاب زوجاتهم وازواجهم  معهم حتى  وان كانت استضافه  الازواج على حسابهم الخاص  ناهيك عن قيام الوزاره بتوقيع بروتكول مع احدى المؤسسات الصحفيه لتطوير اكاديميتها الخاصه باموال وزارة السياحه  دون حفظ حق الوزاره بالحصول على اى نسبه من المشروع التعليمى للمؤسسه  خاصة ان مصروفات هذه الاكاديميه  تتعدى 20 الف جنيها للطالب الواحد على الجانب الاخر  كانت  الحكومه  قد وصلت الى حد الفصال  فى اسعار التعاقدات مع  الاجانب (الشركات الدوليه) بعد ان اكد الرئيس السيبسى شخصيا هذا النهج الجديد (كل مليم يصرف فى مكانه ) لكن زعزوع  وصل به  الامر ان يمنح اتحاد الغرف السياحيه 240 مليون جنيه دون ادنى رقابه من الوزاره طبقا لما اكده تقرير للجهاز المركزى للمحاسبات  ولان وزارة السياحه تتعامل بشكل مختلف مع الاموال على اعتبار ان صيانة الاموال فيها امر غير مرغوب فيه  فاى شخص يستطيع ان يؤسس جمعيه اواى (سبوبه) باوراق قانونيه يستطيع ان يحصل على دعم وكله من صندوق السياحه الذى تعتمد موارده الاساسيه على جبايه غير قانونيه تصل الى 60 الف دولار على كل ترخيص سياحى جديد عبر وسيط منبطح  (غرفة شركات السياحه ) حتى لا تقع الوزاره تحت طائلة القانون بدعوى جباية اموال بدون سند قانونى  كل هذا لم يكن بعيدا عن القياده السياسيه التى كانت تنتظر موقف حازم من الوزير باتخاذ  قررات جريئه تنتشل الوزاره والقطاع من كل هذه الموروثات  العفنه  الا ان الوزير  غرق وسط سفرياته ومحاسيبه   وترك مستشاريه يمررون  له كل شىء بالقانون ..حتى فاق على كارثه قيام الاجهزه الرقابيه بالتحقيق معه فى تهم اهدار المال العام فى اشكال كثيره منها الاحتفاظ بمستشارين من الخارج يتقاضى الواحد منهم 30 الف جنيها شهريا ورغم ان الوزير كان يملك فرصه ذهبيه للتخلص من الفساد الادارى الا انه ساهم فى استمراره متخيلا ان حيلة التغييرات المحدوده  لبعض القيادات ستنطلى على كثيرين ولكنها جاءت حركه هزيله وضعيفه وصلت الى حد التضحيه بقيادات محترمه ونقلها من مكانها الطبيعى لتكون ديكورا لعمليه ترقيع زائفه هدفها تجميل وجه الوزير ولكنها زاددته قبحا فلا تزال اسماء بعينها فى فرنسا وامريكا وروسيا وطوكيو تتربع على مقاعد مكاتبنا السياحيه منذ اكثر من 6 سنوات حتى وصل الامر بكثير منهم الى الحصول على جنسية البلد المقيمين فيها على الرغم انهم يعملون كمبعوثين سياحيين لمصر.. كل هذه العوامل جعلت الوزير فى مرمى النيران .. كل هذه المخالفات والتجاوزات  وصلت الى  مكتب الرئيس السيسى ما جعله يتخذ قرار استبعاد زعزوع من حساباته قبل سفره الى الصين لذا فقد زعزوع اعصابه وبدأ يزلف لسانه ويؤكد انه سيستقيل من الوزاره ردا على تجاهله الا انه عاود وانكر .. بعدها فهم زعزوع الدرس وحاول انقاذ ما يمكن انقاذه وعمل بجهد  على ملفات كثيره كان ابرزها  انجاز حملة مصر قريبه  ونجح فى اخراج الحمله دون ان يتقاضى الفنانون المشاركون  فيها اجرا كما انه نجح فى اقناع الشيخ صالح كامل فى التكفل بمصاريف حفلة انطلاق الحمله .. زعزوع فى هذه الاثناء كان حريصا ان يسوق للقياده السياسيه مفهومه الجديد بانه قد فهم الدرس الا ان فهمه جاء متاخرا ..وبغض النظر عن سلبيات الوزير لا ننسى ان زعزوع شخص مهذب ولم يتعالى على احد ولم يغلق بابه فى وجه احد لدرجة انه كان يحمل نفسه فوق طاقتها بادراكه دائما بانه مديون بالعرفان لكثير من المقربين منه  سواء من الاعلاميين والصحفيين وزملاءه فى  الوزاره  والاتحاد والغرف  السياحيه ورجال الاعمال وهذه ابرز سلبياته وليته لم يفعل  ..اتمنى للوزير الخلوق زعزوع كل التوفبق فى حياته القادمه وان يتعلم من تجربته الثريه .



 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز