

مصطفي الأسواني
خطط دول الخليج العربي النووية «2_4»
بقلم : مصطفي الأسواني
تناولت في مقالي السابق التحدي الأول المتمثل في مواجهة الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى من شركائها في مجموعة «الخمسة زائد واحد» للخطط النووية لدولة الإمارات العربية المتحدة، في حال التوصل إلى تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني المتنازع عليه.
وقبل أن أبدأ حديثي عن التحدي الثاني الذي ستواجهه تلك الدول؛ والمتمثل في خطط المملكة العربية السعودية بشأن برامجها المستقبلية في الطاقة الذرية، أود أن أذكركم بالسؤال الذي أثرته في المقال الفائت، والذي جاء فيه: «ماذا لو مَضتْ المملكة العربية السعودية في تنفيذ ما هددت به في أبريل من العام 2009 على لسان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي قال فيه (إذا امتلك الإيرانيون سلاحًا نوويًا سنمتلك سلاحًا مماثلاً)؟؟».
بدايةً، فإن المملكة العربية السعودية تمتلك حوالي ربع احتياطيات النفط في العالم، ورغم ذلك، فإن طلبها المتزايد بسرعة على الطاقة قد يستنزف الكثير من صادراتها النفطية إن لم تجد الوسائل المناسبة للحد من الاستهلاك، وهذا ما سيجبرها على البحث عن مصدر وقود بديل لتوليد الكهرباء، بالتالي فإن سعيها لامتلاك محطات للطاقة النووية سيكون بحجة زيادة كفاءة استخدام الطاقة وتوفير احتياجاتها منها.
ومن المؤكد أن الرياض تعكف في الوقت الحالي على دراسة احتمالات التوصل لاتفاق نووي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية و«مجموعة الخمسة زائد واحد»، أيًا كان نوع ذلك الاتفاق، عندها سوف تقرر إما إلغاء ما هدد به الملك عبد الله بن عبد العزيز في أبريل 2009، أو المطالبة بمساواتها بطهران، والمضي قدمًا في تنفيذ تهديداتها بالحصول على كل ما ستحصل عليه إيران؛ كبناء محطات للطاقة النووية، وتخصيب اليورانيوم، وامتلاك صواريخ ذات قدرة نووية، ومن دون شكٍ فإن الرياض قادرة على ذلك بالفعل.
وفي حين أن خطط المملكة العربية السعودية للطاقة النووية لا ترتقي إلى المستوى الذي تخطط له دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الشأن، إلا أن الرياض لديها طموح أكبر بكثير؛ حيث إنها تسعى إلى إنشاء ستة عشرة منشأة على مدى السنوات العشرين المقبلة، الأمر الذي سيعمل على توسيع قدراتها النووية.
أخيرًا وليس آخرًا، يجب علينا ألا نُسقط من حساباتنا وجود «مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة»، وهي المؤسسة النووية الوحيدة العاملة التي تمتلكها المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي، وتخطط لبناء المزيد في المستقبل كما ذكرت آنفًا، ورغم ذلك، فإن الرياض لم تُفصح عن نواياها بشأن برنامجها النووي بشكل رسمي وواضح حتى الآن، وهذا ما أعتبره غطاءً للسياسات المتغيرة للمملكة العربية السعودية.