عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
ودعاً عبد الله كمال ..والى لقاء

ودعاً عبد الله كمال ..والى لقاء

بقلم : عيسى جاد الكريم

أن العين لتدمع وان القلب ليحزن لفراقك كنت أستاذا وزميلا وأخا وصديقاً يا أستاذ عبد الله كمال  كنا بقربك على مدى سنوات  كنت رئيس لتحرير جريدتنا روزا ليوسف كنا نجد منك كل الحب والمودة تنصح برشد وتسأل عنا بإخلاص ، كنت مخلصا بصدق لوطنك تحمل هموم أمتك العربية  مدافعا عنها وعن ثقافتها وحضارة أبنائها وتراثهم  وسيظل الكثيرون لسنوات قادمة يتمعنون في مقالاتك وما كتبت  لوجه الله ومن اجل هذا الوطن  من اجل أجيال قادمة تحلم بوطن كريم  حر القرار  يحترم حقوق المرأة  وكل فئات المجتمع معاقين وذوى احتياجات خاصة.



 اذكر انك كنت الوحيد من بين الصحف القومية الذي خصصت  صفحات  أسبوعية   تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين  والمرأة  صفحات  تحارب التطرف الديني بشتى أشكاله مستعيناً بأهل الفقه وشيوخ الأزهر فكانت  شيوخ ودعاه  وقساوسة ورهبان في الصحيفة روز اليوسف اليومية  التي أعدت إصدارها من جديد بعد توقفها  عشرات الأعوام .

  حاربت الجهل وزارعي الفتنة بين أبناء الوطن الواحد مسلميه ومسيحيه  فكانت صفحة تظهر الوجه الأخر لعلاقة أبناء الوطن الواحد  ؛ كنت سبباً  في إن يعمل العشرات من شباب الصحفيين في مؤسسة روزا ليوسف ووقتها كأن  الحلم في أن يعمل خريجي الإعلام والصحافة والموهوبين في صحيفة قومية بمثابة حلم صعب  لا يتحقق إلا بالواسطة والمحسوبية ولكن أنت كسرت ذلك تركت للموهوبين أن يثبتوا جدارتهم بدون واسطة فكان جيل من الصحفيين الشبان  يحملون لك كل الود والمحبة  حتى أولئك الذين تركوا الصحيفة ولم يحالفهم الحظ في الاستمرار  في العمل معك  لازالوا يذكرونك بخير ويذكرون نصائحك التي ساعدتهم على تخطى الصعاب ومواصلة العمل  ، كنت أول من يؤتى للعمل وأخر  من يغادر تراعى مشاعر الناس الصغير والكبير متواضعا  إذا تصادف  وان وجدت  في طريقك لركوب المصعد عمالا أو زملاء  على يمينك  تقدمهم  ليستقلوا المصعد قبلك  حتى لو انتظرت  أنت المرة القادمة قد لا يعرف الكثيرون ممن  كانوا يقرئون مقالاتك السياسية اللاذعة  ويختلفون معها ولا يعرفونك شخصياً كم كنت إنسان طيب القلب تحب الناس تساعدهم ولا تبغي من ذلك شيئاً سوى رضي الله ، اذكر عندما كنت تقول  وتؤكد لنا على ضرورة التدقيق في  نشر الأخبار التي تمس الناس وسمعتهم  فأن لهم أبناء وعائلات قد تهدم عائلاتهم أو تخرب بيوتهم بسبب خبر غير دقيق ينشره صحفي لم يتعب نفسه للتأكد من مصدره  الخبر وصحته ، كم كنت قيمة وقامة وستظل في قلوبنا إنسان نتذكر لك كل خير ، صحفي لا تخاف إلا من ربك ومن ضميرك تكتب ما تؤمن به  من رأى ، تحارب خفافيش الظلام والمتطرفين من كل دين وفئة وتيار لم تبالي ولم تخاف  وكأنك ترى مقولة الأستاذ محمد التابعي أمير الصحافة  رئيس تحرير روزا ليوسف الأسبق حين يقول 
 
لقد خلعوا على الصحافة لقب صاحبة الجلالة،"لكن صاحبة الجلالة تحمل على رأسها تاجا من الأشواك! فالصحفي يكتب وسيف الاتهام مسلط فوق رأسه و قليلون منا نحن الصحفيون هم الذين أوتوا الشجاعة لإبداء رأيهم و لا يبالون في أن يتهموا في نزاهتهم و أنهم مأجورون ينالون ثمن مقالتهم من دولة ما أو من جهة ما....أذا كتب الصحفي أتهم في نزاهته و أذا لم يكتب اتهم في شجاعته بأنه لا يؤدى واجبه و رسالته "  نكتب وسيوف الاتهام مسلطة فوق رقابنا نكتب ولا تحركنا إلا ضمائرنا والله هو اعلم بها هؤلاء الذين يسلطون سيوفهم على رقابنا يريدون أن نكتب ما تهفوا له نفوسهم ويريح أمزجتهم لا يعلمون إننا نكتب من دماءنا وأنفاسنا أخذت المهنة من وقتك وجهدك وأعصابك   وأنفاسك حتى اللحظة الأخيرة كنت مخلصاً لمهنة القلم  ،  صلداً  ثابتاً في أصعب المواقف مسامحاً في حقك لأبعد الحدود بنفس راضية وقلب محب للناس ؛ سيظل الجدل و الاختلاف والاتفاق مع أرائك ربما سنوات وستظل كلماتك وكتبك ونصائحك ميراث لنا ، لن نخاف من إرهاب من يريدون أن تصمت أقلامنا  لتنطفئ مشاعل النور التي نحاول أن ننيرها للناس قدر المستطاع متمنين أن تكون قول حق وصدق يكتبها لنا ربنا سبحانه وتعالى في ميزان حسناتنا ، فما نحن إلا عابري سبيل ننتظر الموت  جئنا بقدر ونرحل بموعد وكتاب  ، رحلت عنا يا أستاذ عبد الله كمال فجعتنا برحيلك وحزنت قلوبنا على فراقك   ولا نجد بيدنا سبيل إلا أن ندعو الله متمنين  منه سبحانه وتعالى كما فرق  بيننا وبينك في الدنيا أن يجمعنا في لقاء بك في جنة الخلد والنعيم ،ونسال الله سبحانه وتعالى أن يرحمك ويغفر لك ويبدل سيئاتك حسنات  ويتجاوز عن خطاياك ويضاعف حسناتك ويلهم اهلك وأصدقائك ومحبيك الصبر على فراقك .
اللهم أمين
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز