ياسر صادق
هل هي بجد انتخابات؟!
بقلم : ياسر صادق
ارفض ان اضحك علي نفسي .. او ان اخادع نفسي..و هذا بشأن انتخابات الرئاسة بين المشير عبد الفتاح السيسي و حمدين صباحي.. لانه في اعتقادي ان ما يجري حاليا ليس انتخابات بالمعني المفهوم.. و اذا كانت هي كذلك او انتخابات بجد فالمفروض الاتكون نتيجتها غير معلومة سلفا او محسومة لصالح احد بعينه..و عليك فقط ان تمشي في الشارع او تركب ميكروباص لتعرف اذا كان يوجد انتخابات بجد ام لا..فلا احد يسأل عن من هو الرئيس القادم أو عن وجود منافسة من اي نوع.. أو ماهي النسبة التي سيحصل عليها كل مرشح و انما يتحدث الجميع عن الامنيات و الطموحات المتعلقة في شخص المشير كما ان الاعلام منحاز بشكل واضح لانه يعلم علم اليقين من هو الرئيس القادم لدرجة ان احد التقارير حول الاداء الاعلامي وجدت ان التليفزيون الرسمي المعروف عنه عبر تاريخه بالانحياز للحكومة اوالدولة وجدته انه اكثر حيادا من القنوات الفضائية الخاصة و التي تتسابق كلا منها في الانحياز الفج باستثناء المحترم يسري فوده.. بل ان مغني مثل مصظفي كامل انتهي بالفعل من اغنية الرئيس و تم اذاعة مقتطفات منها في برنامج وائل الابراشي العاشرة مساء..و لم يكن غريبا ان تبث وكالة الانباء الفرنسية تقريرا تقول فيه ان عبد الفتاح السيسي علي وشك تحقيق انتصار سهل و انه بات شبه مؤكد ان يكتسح الانتخابات الرئاسية ..و يقول اسكندر عمراني مدير ادارة شمال افريقيا في مجموعة الازمات الدولية ان الشهور الماضية جري توجيهها نحوهذا الحدث و انه يتم الاحتفاء بالسيسي قبل اعلان النتيجة ..
في الانتخابات الماضية الوضع كان مختلف تماما فعدد المرشحين بلغ 13 شخص و لا احد يعرف من هو الرئيس القادم و اغلبهم فرصهم متقاربة و حتي في الجولة الاخيرة لم يكن احد يعلم من هو الفائز حتي اللحظات الاخيرة و لذلك كانت المشاركة معقولة الي حد كبير فكل مواطن يريد مساندة مرشحه بل انني كنت اشجب من يقاطعوا و اطالبهم بالنزول لان صوتهم هيفرق بجد..و يبدو ان اجهزة الدولة لاحظت ان الانتخابات الحالية قد تشهد عزوفا من المواطنين في المشاركة علي اعتبار انها محسومة محسومة فسارعت بعمل الاعلانات في القنوات الفضائية و في كل مكان تدعو للحشد نحو المشاركة و حتي المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي دعا لنفس الشئ ..و بلا شك فان الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها المشير قد ساهمت مع الحشد الاعلامي الي حد بعيد بأن النتيجة محسومة و هذا الذي جعل معظم المرشحين في الانتخابات السابقة و علي رأسهم عمرو موسي و الفريق احمد شفيق يرفضون الدخول في مواجهة مع شعبية المشير سوف تنال منهم و لذلك فضلوا العزوف .. و يحسب ايضا لحمدين صباحي رغم انه عاشق للمنصب و للشو الاعلامي انه لم يفعل مثل موسي و شفيق و اثر السلامة و الا تحولت الانتخابات الي استفتاء برغم التأكيد علي ان صباحي لا يصلح لادارة دولة و انه فشل في الجريدة التي كان يرأسها ان ينجح بها فكيف كان عليه ان يدير دولة يبلغ عددها 90 مليون نسمة ..كما ان عدم وجود منافسة في رأي بشكل حقيقي لا يمنع ان المشير السيسي هو الاصلح و الاقوي و الافضل لادارة الدولة في السنوات القليلة المقبلة و لا يوجد بديل له ظاهر بشكل واضح علي الساحة السياسية في الوقت الراهن..