عاجل
الخميس 11 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الأغاني الصوفية.. 7 شخصيات ساهمت في انتشارها

الأغاني الصوفية.. 7 شخصيات ساهمت في انتشارها
الأغاني الصوفية.. 7 شخصيات ساهمت في انتشارها

كتب - ابراهيم رمضان

7 شخصيات وقفت خلف ذيوع الأغنية الدينية والصوفية، بشكلها المعاصر، وهم "كوكب الشرق أم كلثوم، ومحمد الكحلاوي، وعبدالفتاح مصطفى ورياض السنباطي، والمداح الأشهر ياسين التهامي، وأمير الشعراء أحمد شوقي، وسلطان العاشقين عمر بن الفارض"، وهو الأمر الذي يكشفه بتجلٍ ووضوح كتاب "أنغام الروح.. حكايات عن أروع الأغاني الصوفية"، للكاتب الصحفي أيمن الحكيم.



 محاولة الاجتهاد وجمع جزء من تراث الأغنية الصوفية، وإبراز الخلفية التاريخية للغناء الصوفي، أمر لا يدركه سوى باحث متمرس، أو صحفي مجتهد، ولا تهتم بنشره سوى مؤسسة صحفية لها تاريخ عظيم في محاربة التطرف، وكشف تجار الدين، لا يعنيها اللهث خلف الكتب التجارية ذات الربح السريع، ولكنها تعلي راية التنوير وتؤمن برسالتها الإعلامية والتثقيفية.

كتاب "أنغام الروح.. حكايات عن أروع الأغاني الصوفية"، للكاتب الصحفي أيمن الحكيم، واحد من الكتب الصادرة عن سلسلة، الكتاب الذهبي، عن مؤسسة "روزاليوسف".

سلسلة الكتاب الذهبي، سلسلة يشرف عليها فريق عمل يضم كوكبة من كبار الكتاب ورؤساء التحرير، يقوده الكاتب الصحفي أسامة سلامة – رئيس التحرير السابق لمجلة روزاليوسف- ويضم الكاتب الصحفي الساخر، عاصم حنفي، والإعلامي والمحاور الأشهر مفيد فوزي، والكاتب الصحفي عصام عبدالجواد، رئيس تحرير صحيفة روزاليوسف السابق، والكاتبة الصحفية هناء فتحي، ورئيس تحرير مجلة صباح الخير الأسبق الأستاذ رشاد كامل، والفنان سامي أمين.

 

الأغاني الدينية والكنسية

في مقدمة الكتاب يؤكد الكاتب الصحفي أيمن الحكيم، أن الأغنية الدينية جزء أصيل من تراث الكنيسة المصرية، وكان إنشاد مزامير دواد لا ينقطع بين جدرانها، كأنها صلاة للخالق وعلاج للمرضى، واشتهر القديس (أبوطربو) بأنه كان أجمل من يرتل المزامير، وأشهر من يستخدمها في مداوة المرضى وتعزية الحزانى.

عبده الحامولي يشدو من مئذنة الحسين

يروي صاحب كتاب "أنغام الروح.. حكايات عن أروع الأغاني الصوفية"، في مقدمة كتابه أن المغني "عبده الحامولي"، قرر في إحدى الأمسيات أن يقضي سهرته في (سيدنا الحسين)، وما أن وصل مع شلة الأصدقاء، إلا واقترح عليه أحد أصدقائه بالصعود للمئذنة وينشد في محبة الله والرسول، وهي الفكرة التي راقت للحامولي، ليصعد ويغني ويبتهل قائلا:

 يا من تحل بذكره.. عقد النوائب والشدائد

يا من لديه الملتقى.. وإليه أمر الناس عائد

الفاطميون يعيدون الأغنية الصوفية لمجدها

مع مجيء الفاطميين لمصر، واهتمامهم بنشر التشيع لآل البيت بين المصريين، بحسب كتاب "أنغام الروح.. حكايات عن أروع الأغاني الصوفية".. بحثوا عن وسائل مبتكرة كان من بينها وأكثرها تأثيرًا ابتكار مناسبات دينية مرتبطة بآل البيت والإفراط في الاحتفال بها، كالمولد النبوي، وموالد أولاد فاطمة، الذين ينتسبون إليهم، خصوصًا الإمام الحسين والسيدة زينب، وأضيف إليهما فيما بعد موالد الأولياء الكبار المنتسبين إلى آل البيت كالبدوي والشاذلي والرفاعي والمرسي.

ورغم زوال الدولة الفاطمية فإن المصريين استمروا في الاحتفال بموالد الأولياء، وتفننوا في إضفاء مظاهر البهجة، وبينها إقامة السرادقات للإنشاد الديني، وتبارى المنشدون في مديح النبي وآل بيته، وحفظت كتب التراث عشرات من تلك الأغنيات، التي كان ينشدها المنشدون ويتمايل عليها الناس طربًا ووجدًا، حيث كانت تفجر فيهم الشوق لزيارة ساكن الحجاز، الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام..

ياما نفسي أحج وأزور.. حبيبي يا ضي العين

ياللي أنت زرت النبي.. قولي ورسيني

وأوصف لي شفته .. ده النبي كاويني

ياما نفسي أروح للنبي .. وأقوله ناديني

 

أعمدة الأغنية الدينية بشكلها المعاصر

ذاعت الأغنية الدينية بشكلها المعاصر، بحسب الكاتب أيمن الحكيم في كتابه "أنغام الروح.. حكايات عن أروع الأغاني الصوفية".. أن الأغنية الدينية بشكلها المعاصر تدين في ذيوعها لسبعة أشخاص وهم: "كوكب الشرق أم كلثوم، ومحمد الكحلاوي، وعبدالفتاح مصطفى، ورياض السنباطي، والمداح الأشهر ياسين التهامي، وأمير الشعراء أحمد شوقي وسلطان العاشقين عمر بن الفارض".

أم كلثوم (أقولك إيه عن الشوق يا حبيبي)

أغنية "أقولك إيه عن الشوق يا حبيبي"، لمؤلفها عبدالفتاح مصطفى، والتي غنتها كوكب الشرق "أم كلثوم"، عاش جمهور الست يرددها على أنها أغنية عاطفية رومانسية رقيقة، قصة غرام ملتهبة بين رجل وامرأة، وحتى أم كلثوم نفسها وقعت في الفخ نفسه عندما غنتها (1965)، وأرادت أن تداعب سيدة شاعرها بعد نجاح الأغنية  لتقول له، "إيه الحب اللي في الأغنية دي يا عبدالفتاح.. شكلك واقع في حب جديد وكاتب لها الكلام الحلو ده.. وشكل كده لازم ألفت نظر مراتك".. ليفاجئها عبدالفتاح: "بس أنا مش كاتب الكلام ده في واحدة ست.. أنا كاتبه في حبيبي.. رب العزة سبحانه وتعالى".

 

 

ياسين التهامي وسلطان العاشقين

"عن مذهبي في الحب مالي مذهب.. وإن ملت يوما عنه فارقت ملتي"

أحد الأبيات التي أبدعها سلطان العاشقين عمر بن الفارض (1181- 1235) الذي عاش في زمن الدولة الأيوبية، وذاع صيته، وردد الناس شعره الصوفي.

 

في منتصف التسعينيات جاء الشيخ ياسين التهامي – المولود في قرية الحواتكة بمحافظة أسيوط – ليصبح المنشد الرسمي لأشعار ابن الفارض، وكأنما خلق الله ياسين التهامي لينشد أشعار ابن الفارض.

وأعاد "التهامي" أشعار "ابن الفارض" للحياة وغنى العشرات من قصائده، معتمدا على الأداء التلقائي الارتجالي، مسترشدا بمقام موسيقي وبإحساسه الداخلي.

ويبلغ التهامي ذروة التجلي ومنتهى الحالة في هذه القصيدة..

قلبي يحدثني بأنك متلفي..  روحي فداك عرفت أم لم تعرف

لم أقض حق هواك إن كنت الذي.. لم أقض فيه أسي ومثلي من يفي

 

 

 

أغنية يعتبرها السلفيون شركًا أكبر بالله

"يا رسول الله أجرنا".. أغنية يعتبرها المتصوفة من درر المديح النبوي، وتجدها حاضرة دوما في حضراتهم واحتفالاتهم وموالد أوليائهم، وفي المقابل يراها السلفيون شركا بالله تذهب بمستمعها رأسا إلى جهنم وبئس المصير، ولا يكاد موقع من مواقع التيارات السلفية على الإنترنت من لعن الأغنية وفتى بتكفيرها.

الأغنية منتقاة من قصيدة للشاعر الصوفي الشيخ عباس الديب، وهو الشاعر الذي كتب عنه الدكتور علي جمعة – مفتي الديار المصرية السابق- أنه من رواد شعر المديح في القرن العشرين.

 

 

كاظم الساهر يبدع في قصيدة "والله لو ماطلعت شمس ولا غربت"

هذه واحدة من أجمل الأغاني الصوفية وأشهرها، وهي واحدة من إبداعات الشاعر الصوفي الراحل "الحلاج الصوفي"، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في زمانه وكل الأزمنة بعده، فهناك من يعتبره من أولياء الله الصالحين، وهناك من يعتبرونه من الكفار الملاعين.

تعددت الأسماء التي تغنت بهذه القصيدة، إلا أن المطرب كاظم الساهر غناها بلحن شرقي أصيل محكم، وبأداء أقرب إلى الإنشاد الصوفي.

وهي القصيدة التي تدور حولها قصة لمؤلفها الحلاج الصوفي، وكذا لمن أنشدوها يرويها كتاب "أنغام الروح.. حكايات عن أروع الأغاني الصوفية"، للكاتب الصحفي أيمن الحكيم.

 

 

 

شادية وعمرو دياب وعبدالمطلب والأغاني الصوفية

كتاب "أنغام الروح.. حكايات عن أروع الأغاني الصوفية"، يكشف لنا عن كوكبة من المطربين الذين أنشدوا أغاني دينية، فقد غنت الفنانة الراحلة شادية "جه حبيبي وخد بإيدي"، وغنت الفنانة عايدة الأيوبي، "قسما بنور المصطفى وجماله"، وغنى عمرو دياب "نور على نور"، وغنى المطرب الراحل محمد عبدالمطلب "يا ابن بنت الهادي".

 

 

القائمة التي يتناولها الكتاب طويلة وثرية، وتحتاج لقراءته عدة مرات، فهو من الكتب التي ما أن تنتهي من قراءته لتسعى دؤوبًا لقراءته مرة أخرى، من جمال حكايات، وإبداع كاتبه، وما يكشفه من أسرار الغناء الديني.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز