لمياء محمود رئيس "شبكة صوت العرب": المسئولون يخافون ألسنة مذيعي القنوات الخاصة
كتبت - رقية قنديل
-الإعلام الخاص يهاجم "ماسبيرو" ويحاول القضاء عليه.
-أزمة "ماسبيرو" تحتاج لأرادة الدولة ومساندتها.
-أدعو نقابة الإعلاميين لمنع خريجي الكليات الأخرى من ممارسة المهنة.
لمياء محمود "رئيسة شبكة صوت العرب"، أحد أبناء "ماسبيرو" حققت حلمها منذ الطفولة وعملت بالإعلام، فتدرجت من مذيعة تنفيذ لرئيسة شبكة، عن سيرتها الذاتية، وخطتها لتطوير "شبكة صوت العرب"، وعن الإعلام المصري والرسمي تحديدًا، إلتقتها "بوابة روزاليوسف" وكان لنا معها هذا الحوار:
كيف تعرفين نفسك للجمهور؟
لمياء محمود، مواليد عام ١٩٦٢م، من محافظة الجيزة، متزوجة، ولدي ولد وبنت "عمرو، ويارا"، تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة، قسم الإذاعة والتلفزيون عام ١٩٨٣م، ثم حصلت على درجة الماجستير عام ١٩٩١م، ثم الدكتوراه عام ١٩٩٩م، من جامعة القاهرة.
ما هي قصتك مع الإعلام؟
منذ صغري وأنا أحلم بالعمل كمذيعة في الإذاعة المصرية، لذلك إلتحقت بكلية الإعلام، وكان "اتحاد الإذاعة والتلفزيون" يعلن كل فترة عن وجود مسابقات للتوظيف، فبعد تخرجي قررت التقدم للدراسات العليا لحين الإعلان القادم عن هذه المسابقات، وأثناء أنشغالي بدراسة "السنة التمهيدية للماجستير"، وصلني عن طريق أحد الزملاء نشر إعلان عن مسابقة جديدة، فتقدمت مع حوالي ١٠٠٠ شخص، وبفضل الله اجتزت الإختبارات جميعها و كان ترتيبي السابعة، وتم قبولي وتعيني، فحصلت على تدريب لمده ٩ أشهر في معهد الإذاعة والتلفزيون قبل أن يسمح لي أن أقول: "صوت العرب من القاهرة".
ما هي خطواتك العملية داخل المبنى؟
بدأت عملي الفعلي في شهر أبريل عام ١٩٨٥م، كمذيعة تنفيذ فكنت أقرأ النشرات، وأنفذ الشفتات على الهواء، وأقدم الأغاني، والبرامج، والإذاعات الخارجية للحفلات، وكنا نشارك في المناسبات التفاعلية مع الإذاعات الخارجية في فترات الضم حتى عام ٢٠٠٥م.
بعد ذلك تقدمت لإعلان "فراغ وظيفة مدير التدريب العملي في الإذاعة"، وبفضل الله تم اختياري وتعييني منذ عام ٢٠٠٥م حتى عام ٢٠٠٩م.
وفي يوم ما تفاجأت باتصال هاتفي يباركلي على اختياري كنائب لرئيس "شبكة صوت العرب" فسعدت جدًا بهذا المنصب الأداري الذي أعادني لهذه الشبكة مره أخرى، وبعد أربع سنوات تم تعيني ك"رئيسة لشبكة صوت العرب" وكان ذلك في شهر يوليو عام ٢٠١٣م.
منذ توليك لرئاسة "شبكة صوت العرب" هل وضعتي خطة لتطويرها؟
"إذاعة صوت العرب" هدفها التوجه للشعب العربي كاملًا وليس للجمهور المحلي فقط، وأحيانا يضيع هذا الهدف من القائمين عليها، لذلك منذ أن توليت هذا المنصب وأنا حريصة على إعادة الروابط والعلاقات والتواصل مع المؤسسات والهيئات، والإذاعات، والشخصيات العربية المختلفة، فوضعت نسبة لا تقل عن ٦٥٪ من البرامج تتناول موضوعات عربية من منظور عربي بعيدًا عن الطابع المحلي وكان ذلك إلزامي على كل برامج المحطة، وبالفعل لنا إتصالات دائمة مع كل الجنسيات العربية، وإستطعنا عمل بث مشترك، وإنتاج مشترك للدراما والبرامج والأغاني، ودائما ما نغطي حفلات نجوم العرب في مصر، ومهرجانات الفنون التشكيلية، والتراثية، والحرف العربية المختلفة، حتى أصبح المسؤولون العرب يعتبرون "صوت العرب" الراعي الإعلامي لهم في مصر.
ما هي سياستك في الأشراف على سير العمل والمرؤسين؟
أفضل ما في الأدارة هو الدراية بكل ما يتعلق بأدوار العاملين، والمتابعة الجيدة والدقيقة لكل مراحل العمل، والتخطيط لمراحل التنفيذ مما يجعل المسؤل قادر على التقييم المستمر حتى يتدارك الخطأ فورًا ولا يسمح بتكراره، وأيضًا مشاركة الجميع في تقديم رؤية المحطة فالقرار ليس فرديًا، والأهتمام بأراء ووجهات نظر الشباب لأنهم دائما ما يملكون فكرًا وأساليب مختلفًة، وتوسيع دائرة الحوار لإتخاذ القرار.
كيف ترين واقع الإعلام المصري؟
الإعلام الرسمي هو إعلام الدول الذي يهدف لتنمية وخدمة المجتمع وكان ومازال يلتزم بالمهنية وقواعد العمل الإعلامي، والإعلام الخاص هو إعلام الافراد الذي يهدف للربح وأهداف أخرى، وللأسف يقدم أي شئ يحقق نسبة مشاهدة بدون معايير وضوابط أخلاقية، ويركز على السلبيات والإحباطات وكل ما هو يحقق إثارة، مما أدى إلى وجود ربكة وخلل في ما يتصوره الجمهور عن شكل ودور الإعلام، وأصبح يعتقد أن التلفزيون الرسمي بعيدًا عنه، وأنه يخفي الحقائق.
ويرجع ذلك لعدم وجود قوانين ضابطة وحاكمة لمثل هذا الإعلام، ولا يوجد جهه تشرف على مضمون هذه الوسائل الإعلإمية، ونحن نأمل أن يكون ل"لمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام" قوانين تحدد السياسات الإعلامية، ونسب إمتلاك الاشخاص لهذه الوسائل لمنع السيطرة الكاملة، ومصادر تمويلها، وتخصصها.
ما هو سبب الهجوم على ماسبيرو؟
ماسبيرو في فتره ما قبل "ثورة يناير" كان هو النجم على الساحة ورقم واحد في المشاهدة، والوسائل الأخرى تعمل على استحياء وفي نطاق معين، وتفاجأنا بعد الثورة بكم القنوات الجديدة وكم الإنفاق المبالغ فيه، للأسف تجاهل "ماسبيرو" لأحداث الثورة أدى لوجود نوع من الفجوة وفقد الثقة بينه وبين المتلقي، فسارعت القنوات الخاصة لإستغلال هذا الفراغ، ونجحت مع كثرتها وإمكانياتها المادية ومناقشتها لكافة المواضيع بدون حاكم ولا قانون في سحب الجمهور لمشاهدتها، ثم بعد ذلك أصبح "الإعلام الخاص" هو من يهاجم "ماسبيرو" ويحاول القضاء عليه.
ما هي أهم العقبات التى تواجه ماسبيرو؟
"ماسبيرو" لديه إمكانيات دولة، وخبرات متراكمة، وكوادر مميزة جدًا.
للأسف الكثير منهم تحول للإعلام الخاص ونقل خبراته إليه، مما أدي لوجود ضغط على "ماسبيرو" وعدم منحه التمويل الكافي للأنتاج المتميز، في ظل توسع الإنتاج الخاص بإمكانيات مبالغ فيها.
فلم يكن هناك إعلامي يتجاوز أجره مائه ألف جنية، اليوم أصبحنا نسمع بأنهم يتجاوزون ال ٥٠ مليون، طفرة الإنفاق المالي هذه أدت لوقوف "ماسبيرو" مكتوف الأيدي.
كيف نطور ماسبيرو؟
"ماسبيرو" يحتاج دعم الدولة، وهو ليس مجرد مكان يحصل منه الموظفين على رواتبهم، بل هو مكان للإبداع، والفن الراقي، والتثقيف، والتنمية، وتوصيل الفكر السياسي، والفكر الديني دون أي تجاذبات أخرى طبقًا لرأس المال أو الإنتماءات.
وعلاج هذه الأزمة ليس صعبًا، إنما يحتاج لأرادة ومساندة من الدولة.
فأنا أعتقد أن كل مسؤولين الدولة يجب أن يكون كل تواجدهم الإعلامي من خلال شاشة ومايكروفون "اتحاد الإذاعة والتلفزيون" وللأسف نجد اليوم أن ما يحدث هو العكس تمامًا.
وما السبب في ذلك من وجهه نظرك؟
خوفًا من ألسنه مذيعين "القنوات الخاصة" وسيل الهجوم الذي سينزل بهم، وبالطبع هذا الفعل من المستحيل أن يصدر من القائمين على إعلام الدولة، لأنه يخرج عن المهنية والشرف الإعلامي ولأننا كإعلام رسمي كيان واحد مع كل مسئولين الدولة ومؤسساتها.
كيف تتوقعين شكل الإعلام بعد عمل نقابة الإعلاميين؟
النقابة لها دور مهم جدًا، ومن حقها أن تصدر ميثاق الشرف الإعلامي وتراقب تطبيقه وتحاسب المخالفين له، وهي ليست لحماية مصالح الإعلاميين وحدهم بل ولحماية المجتمع من التعرض للممارسات الخاطئة للإعلاميين.
ما هي هواياتك واهتماماتك؟
هواياتي قد تكون مختلفة عن الزمن الحالي فأنا أهوى بشدة الأشغال اليدوية ك"الكنڤا، والكروشيه، وأجيد الخياطة".
القراءة في حياتك؟
أهتم بالقراءة منذ صغري، وكان والدي يمتلك مكتبة كبيرة جدًا في منزلنا، ومنذ أن كنت في الثالثة عشر من عمري وأنا أتناول مختارات منها وأرسلها في خطابات إلى البرامج الإذاعية، وكانت تذاع بالفعل في تلك البرامج، وكنت أقرأ الكثير من الروايات والأشعار وأتابع كل المجلات مما كون لدي ثروة لغوية، وحصيلة معلوماتية وثقافية، وإلمام بالأحداث، وبعد دخولي مرحلة الدراسة الجامعية اختلفت توجهاتي في القراءة وبدأت القراءة في السياسة والأقتصاد والتاريخ والجغرافيا، وأنا الأن أمتلك مكتبة في منزلي تضم ما لا يقل عن ٥٠٠٠ كتاب، وأعتقد أنني أعرف ما تحتويه هذه الكتب، وحتى مع تطور التكنولوجيا و سهولة الحصول على المعلومات من خلال شبكة الأنترنت إلا أن الكتاب مازال يحمل بالنسبة لي طابعًا آخر ومذاق خاص.
ما هي آخر قراءاتك؟
آخر ما قرأت كانت رواية "ساق البامبو" للأديب الكويتي سعود السنعوسي، التي حصلت على جائزة البوكر عام ٢٠١٣م، ومقتطفات من بعض الكتب السياسية التى تحمل تحليلًا للأحداث.
ما هو تأثير القراءة على حياتك العملية؟
أثرت القراءة بدرجة كبيرة جدًا على تكوين شخصيتي، وأعتقد أن الانسان بدون قراءة لا وجود له.
والاعلامي بشكل عام والإذاعي بشكل خاص يحتاج للكثير من المعلومات والثقافة والاطلاع حتى ينجح في تقديم مهمته الإعلامية.
كيف توازنين بين دورك كزوجة وأم، ودورك كعاملة؟
أعتقد أن الأمر يحتاج بدرجة كبيرة لتنظيم الوقت، وساعدني في هذا سرعتي في أداء مهامي سواء الخاصة بالعمل أو الأسرة، كما أن عملي كمذيعة كان مريح ومقسم إلى نوبات، مما أتاح لي فرصة البقاء في المنزل لفترات طويلة، وساعدني أيضًا على استكمال دراستي، وعندما بدأت في العمل الأداري الذي يحتاج لوقت وتفرغ كان أبنائي في عمر يسمح لهم بالأعتماد على أنفسهم.
كيف ترين خريجي الإعلام؟
أصبحت فرصهم قليلة جدًا في سوق الإعلام، بسبب ضخامة العدد مع كثرة معاهد وكليات الإعلام، بالإضافة لعمل جميع التخصصات في المجال الإعلامي، على الرغم من أننا لا نرى مهندس بدون شهادة بكالوريوس هندسة، أو محاسب بدون شهادة بكالوريوس تجارة، فلماذا نرى المهندس إعلامي والمحاسب والطبيب والمدرس وغيرهم؟! وما أهمية وجود كليات ومعاهد وأقسام الإعلام؟!
وأعتقد أن مثل هذا الأداء هو أحد أهم أسباب الفوضى وعدم المهنية في الإعلام المصري.
وأنا أوجهه دعوة ل"نقابة الإعلامين" أن تهتم بهذا الشأن.
أهم ما تأخذيه على كليات الإعلام؟
للأسف أغلب كليات الإعلام لا تهتم بالتدريب العملي للطلبة بالقدر الكافي.
نصيحتك للإعلاميين الشبان؟
الأهتمام بمهنية أنفسهم، بمعنى أن يتثقفوا ويتعلموا كثيرًا، ويكون لديهم الحد الأدنى من أدوات الإعلامي الناجح كاللغة، والمعرفة، وطريقة التعامل مع المصادر، والتعامل مع الأخبار والموارد الإعلامية، وكيفية إعداد المعلومات في قالب إعلامي، وكيفية استخدام التكنولوجيا والمستحدثات، وكيفة الربط بين الأشياء وبعضها، وتكوين الرؤى.