أنا والرئيس .. شئ من الذاكرة

بقلم : محمد صالح رجب

التقيت الرئيس الأسبق حسني مبارك في أواخر الثمانينات، حدث ذلك في معسكر المتميزين بالإسكندرية والذي كان يحضره الرئيس مبارك مع شباب الجامعات ، وقتها دخلنا إلى القاعة بالزى الرياضي ـ شوورت ، تي شيرت ـ ربما لتسهيل مهمة الأمن ، تحدث يومها عن ليبيا وعن القذافي بطريقة فجة لم أتوقعها من رئيس جمهورية، وقتها كانت العلاقات متوترة مع ليبيا ، ثم كانت أسئلة الطلاب وقد كانت معدة سلفا ومجمعة أمام الرئيس ، لكن كانت هناك بعض الأسئلة والمداخلات الأخرى خارج السيطرة ، مباشرة من الطلاب إلى الرئيس ، وفي إحداها خاطب احدهم الرئيس بصوت عال " طابا يا ريس " فرد مبارك مازحا " طاب مساؤك يا حبيبي" ، واشتكى آخر من غلو اللحم فرد مبارك : لا تأكل اللحم ، كل دجاج ، فرد : الدجاج أيضا غال ، فرد مبارك : لا تأكل دجاج  كل بيض ، فاستمر الطالب وقال : البيض هو الآخر غال ، فانفجر الطلاب ضاحكين وهم يتوقعون الرد على نفس المنوال " لا تأكل بيض " ..

وغير بعيد مني سأل احد الطلاب عن قانون الطوارئ وكان رد الرئيس عنيفا وهو يلوح بكف يده العريض ويتساءل : ماذا أضارك من قانون الطوارئ؟ ، واسترسل في الدفاع عن القانون والنيل من معارضيه ، كنت اشعر بأسنان صاحبنا تصطك وأن قدميه لا تقويا على حمله ، كان لا يزال واقفا ،  وبعد أن انتهى مبارك من تعليقه الحاد ، جلس صاحبنا صامتا ، وصمت الجميع عن الأسئلة ، وانتهى اللقاء.

في نشرة المساء كان الخبر " الرئيس يلتقي شباب الجامعات بالإسكندرية " رأيت مقتطفات من اللقاء ، كانت منتقاة بعناية ، لم تظهر وصلة السب والقذف للعقيد القذافي ، ولا أشياء أخرى ، ظهر اللقاء جيدا ، مؤيدا ، وظهرت الصورة ضاحكة مستبشرة ، والشباب راض عن اللقاء والرئيس ..