الآكلون على جثة الوطن
" بقلم : محمد صالح رجب"
رميت طوبة الجزيرة منذ فترة ، و بينما كنت أتنقل بين القنوات توقفت للحظات أمام الجزيرة وتحديدا أمام برنامج "الاتجاه المعاكس " كان احد ضيفيه شخصية مصرية ملامحها ليست غريبة علي ، لكن لا أعرف من تكون ؟ على الطرف الآخر توجد شخصية غير مصرية تبدو وكأنها سورية ، الحوار يدور في اتجاه واحد هجوم كاسح على مصر وجيشها من جانب هذا الضيف والمذيع ، بينما الضيف المصري الذي لم يُمنح حتى فرصة إبداء وجهة نظره التي جاء من أجلها ،ظل مستكينا صامتا لا يحرك ساكنا ، انتظرت حتى أعرف من هذه الشخصية ، والوقت يمر ولا يذكر المذيع اسم الرجل تفصيلا وأعصابي تحترق وأنا أراه جثة هامدة غير قادرة على الرد، مجرد ديكور ، زينة لاستكمال مشهد الرأي والرأي الآخر المزيف ،المهنية تحتاج إلى من يعبر عن وجهة النظر الأخرى حتى ولو كان مجرد صورة ، تتلقى السهام وتبتسم ، اسم موضوع الحلقة بحد ذاته "انتهاكات حقوق الإنسان في مصر في عهد الانقلاب " لم تثر حفيظة صاحبنا ، رحت أتساءل: أي دافع ذلك الذي يضعه في هذا الموقف ؟أهو المال ؟ أمن أجل حفنة من الدولارات تبيع وطنك يا رجل ؟ أين النخوة ؟ أين الغيرة ؟أين الكرامة وأنت تسمع كل ما في وطنك يهان ، جيش يهان أمام عينيك وأنت لا تحرك ساكنا ، ليتهما اتهما وأهانا أفرادا، بل أنهما اتهما جيش بلادك بأكمله بأنه سيء السمعة ، يداه ملطختان بالدماء ، وأنت تؤمن بسكوتك على كلامهما ، لم تنتفض لبلادك ولا لجيشك ولم تطلب حتى منحك الوقت الكافي لتعبر به عن وجهة النظر التي جئت لتمثلها ، عيناك مكسورتان ، دولاراتك التي حصلت عليها مخضبة بدماء المصريين ، بلحم وطن ، انتظرت على مضض لأعرف اسم هذا الضيف ،وأنا أقارن بينه وبين شخصيات وطنية رفضت شيكات على بياض من اجل أن يجلسوا في ذات المكان، فمصر لدى هؤلاء اكبر من أي أموال ، وبعد أن ضقت ذرعا بالضيف كما القناة هممت أن انتقل إلى قناة أخرى فإذا الحلقة على مشارف النهاية والمذيع يشكر الناشط الحقوقي والقيادي الناصري احمد عبد العظيم .. روح يا عم أحمد .. منك لله ، جعلتني أتابع سخافات الجزيرة كل هذا الوقت لا لشيء إلا لأعرف اسمك.