اليمن يئن تحت وطأة الطائرات الأمريكية

بقلم : محمد صالح رجب

أصبح معتادا أن تقرأ خبرا عن استهداف طائرات أمريكية بدون طيار لأشخاص يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة ، وتكون الضحية عادة جثث تتشابه لا نعرف مَن مِن أصحابها ينتمي للقاعدة ومن منهم لا ينتمي إليها ، ولا يكلف أحد خاطره ويبحث في حقيقة انتماء أي منهم للقاعدة ، ولا نسمع صوتا للنشطاء والمنظمات الحقوقية عن مثل تلك الضربات وما تخلفه من قتلى وجرحى بل وترويع للآمنين ، أحدث تلك الضربات تلك التي استهدفت مؤخرا 17 يمنيا  في محافظة البيضاء في وسط اليمن ، ورغم أن تفاصيل الخبر تقول أن من بينهم ثلاثة مدنين إلا أن الحكومة اليمنية لم تحرك ساكنا أو حتى تعترض أو تبدي أي نوع من التذمر .

وفي الوقت الذي بدأت فيه دولا مثل باكستان وجارتها أفغانستان في تبني موقفا أكثر تشددا تجاه مثل هذه الغارات التي تودي بحياة المئات من المواطنين ، نجد الموقف الرسمي اليمني هادئا ، ساكنا وكأن الأمر لا يعنيه، ربما لأنه لا يريد أن يفقد حليفا بحجم الولايات المتحدة التي تدعم نظام حكمه الهش بالأساس ، أو لعدم قدرته منفردا على مواجهة تنظيم القاعدة الذي يعتبر الأراضي اليمنية أحد أهم ملاعبه ، أو لعدم وجود ضغوط حقيقة تجبره على ذلك وإن وجد شيء منها فإنه ينفض عن كاهله المسئولية ويلقي بتبعة الوجود الأمريكي على الأراضي اليمنية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر على عاتق الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح ونظامه.

وأيا كانت مبررات الرئيس عبد ربه منصور ، فلن تكون كافية على المدى الطويل لإخماد الغضب الذي قد يتراكم في نفوس اليمنيين في حال استمرار تلك الغارات وسقوط مزيد من الأبرياء ، لذا على الرئيس منصور الذي جاء بتوافق يمني وبالتفاف ودعم إقليمي ودولي أن  يستغل هذا الالتفاف والاصطفاف حوله في سرعة التعامل مع هذا الملف و إيجاد طريقة ما للحد من تداعيات تلك الغارات على المدنيين لتفويت الفرصة على قوى داخلية وخارجية متربصة باليمن لا تريد الاستقرار لهذا البلد المهم .