عاجل
الجمعة 14 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

لعبة الشطرنج بين أمريكا وروسيا

 "بقلم : محمد صالح رجب"



على غرار مباريات الشطرنج تخوض أمريكا وروسيا سلسلة من المواجهات الشرسة لحسم لقب بطل العالم ، وقد تخطى الفريقان محطات مهمة في سوريا وإيران ومصر قبل أن يصلا إلى تلك المعركة الهامة التي تجري بينهما الآن في أوكرانيا ..

ففي سوريا التي شهدت وحدها جولات عدة أنهت أمريكا تلك الجولات بالفوز بالنقاط ، بعد أن حصلت على مبتغاها بتجريد سوريا من الأسلحة الكيماوية التي قد تستخدم ضد حليفتها إسرائيل سواء من قبل الأسد أو من قبل أي طرف قد تقع هذه الأسلحة تحت يديه ، بينما لم تفقد روسيا وجودها في سوريا ، وظل السوريون يقتتلون فيما بينهم ، وتجمد الموقف على الساحة السورية على هذا الحال حتى إشعار آخر .

 أما في إيران وبعد جولات عدة ظل الروس على تقدمهم ولم تفلح محاولات أمريكا المستميتة لتحقيق نقاط هناك حتى مع رضوخها لإيران النووية  وإبرام اتفاق معها فتح الباب أمام عودة إيران للمجتمع الدولي ورفع العقوبات عنها ولو جزئيا.

وعلى الساحة المصرية  وجدت روسيا موطأ قدم لها هناك عقب فشل إدارة أوباما في التعامل مع الأحداث هناك ، ورفضها لثورة الشعب المصري في 30 يونيو في رحلة بحثه عن الهوية ، واستقبلت موسكو رغبة المصريين في توجيه رسالة لأمريكا وأيضا سعيهم الحثيث لإيجاد بدائل سريعة يمكن الاعتماد عليها في تأمين احتياجاتهم العسكرية وكذا دعم موقفهم دوليا ، استقبلت ذلك بالترحاب وبحرارة شديدة لتخسر أمريكا نقطة مؤثرة ومؤلمة على الساحة المصرية . فتشتاط غيظا ، وتضغط في محاولة للحسم وعدم إطالة المباراة وتشعبها خشية المزيد من الخسائر، فتقدم على نقلة نوعيه باتجاه الهدف  مباشرة ، فتخلع الرئيس الأوكراني المنتخب و المقرب من روسيا ولسان حالها يقول لموسكو " كش ملك " ، بيد أن أمريكا تناست خبرة روسيا في هذه اللعبة وتربعها على عرش العالم لسنوات ، لترد روسيا سريعا بنقلة نوعية مباغتة فاجأت أمريكا بل والمراقبين ، وذلك بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إليها .

النقلة الروسية  أربكت خطط أمريكا ولم تجد ما ترد به سوى نقلات غير مؤثرة من قبيل فرض عقوبات شكلية مثل تجميد أصول بعض المسئولين الروس أو إيقاف العمل بمجموعة ألثماني  ، وبادلتها روسيا بنقلات أيضا مشابهه وغير مؤثرة بفرض عقوبات على مسئولين أمريكيين.

وفي ظل صعوبة المباراة ومحدودية البدائل لا سيما أمام أمريكا التي يتوجب عليها اللعب بايجابية وبنقلات نوعية لفتح الملعب واختراق التحصينات الروسية المحتمية بالأرض والجمهور، تلعب  أمريكا على الأطراف وتعود إلى سوريا وإيران من جديد ، فتقوم بالإيعاز إلى حليفتها إسرائيل بافتعال موقف ما لتتمكن من ضرب سوريا نيابة عنها لإيقاف تقدم الأسد حليف موسكو ولإعادة التوازن إلى الساحة السورية ، فكان تفجير الجولان الذي تبعه غارت إسرائيلية على أهداف بعينها بسوريا ، ويستغل  أوباما عيد رأس السنة الفارسية " عيد النيروز " ويبعث برسالة إلى الإيرانيين في محاولة لإثبات وجود هناك ، لكنها كانت خطوة ضعيفة لدرجة أنها أثارت حفيظة إسرائيل التي عبرت على لسان وزير دفاعها في تصريحات فريدة من نوعها عن ضعف إدارة أوباما عموما وفي تعاملها مع الملف الإيراني على وجه الخصوص .

 وتبقى هذه النقلات روتينه وغير فعالة ولا تغير شيئا على الأرض ، مما يرجح معه بقاء الوضع على ما هو عليه وصعوبة حسم اللقب في هذه الجولة ، بما يعني أن الطرفين عليهما أن يخوضا جولات أخرى في مناطق أخرى لحسم لقب " بطل العالم "

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز