مقابر البساتين أمل اليهود فى العودة للقاهرة
تحقيق - بشير عبد الرؤوف
- جالية مصر تختار طالب إسرائيلى يجيد المصرية للبحث عن مقابرهم
- المقابر تضم داعية للصهيونية وإبنه الفاضح لها وعائلة موصيرى
- شخصيات يهودية عاشت فى مصر وحاربت ضد جيشها فى فلسطين
- إبن سوارس انتهج الماسونية ومصر أعادته من باريس على نفقة قنصليتها
مازالت ملفات ادعاءات اليهود بوجود ممتلكات لهم فى القاهرة مفتوحا، ولم يغلق بعد، وجاءت زيارة لوفود إسرائيلية الأسبوع الماضى للمطالبة بتجديد المعابد اليهودية وكذلك تحديث مقابر البساتين، مع استحداث إسرائيل دائرة البحث عن أملاك اليهود فى الدول العربية فى وزارة شؤن المتقاعدين، ومن بين القائمة مقابر اليهود الواقعة فى حى البساتين بالقاهرة.
وتعد المقابر التى كانت تجمع رفات اليهود فى العالم واحدة من أغرب المقابر في العالم، وتقع في قلب العاصمة التشيكية حيث خصصت تلك البقعة من الأرض لدفن موتى اليهود في القرن الخامس عشر حتى عام 1787 وتم اغلاق المقبرة بعد دفن أكثر من 12 ألف يهودى بها.
وتتميز تلك المقبرة بأنها مثل عمارة من عدة طوابق، حيث إن حجم المقبرة كان صغيرا جدا بالنسبه لهذا العدد من الموتى فقام القائمين على المقبرة بدفنهم وكأنهم يقومون ببناء عمارة من عدة طوابق, فعندما تضيق مساحة المقبرة ولا يجدون مكانا فيها للدفن كانوا يقومون ببناء طابق آخر لدفن المزيد من الموتى مما تسبب مع مرور السنوات بحدوث ميل فى بعض القبور على بعضها الآخر حيث لم تعد الأرض قادرة على الثبات بسبب تراكم القبور فوق بعضها مما أدى الى وقوف الطابق الأخير على أرض هشه وبدا هذا الميل واضحا من شواهد القبور الموجودة فى الطابق الأخير وهو الوحيد المرئي بطبيعة الحال.
مقابر البساتين
تعتبر مقابر اليهود بالبساتين بحسب الجالية اليهودية فى القاهرة هى ثاني أقدم مقبرة يهودية فى العالم بعد جبل الزيتون ما زالت موجودة حتى الآن وتبلغ مساحتها 120 فدان تقاسمتها طائفة القرائيين وطائفة الربانيين، وتسمى في العامية "ترب اليهود"، وتضم رفات اليهود المقيمين بمصر قبل هجراتهم الجماعية من مصر، وتقع في الجهه الشرقية من حى البساتين، بين وسط القاهرة والمعادي وقد امتلأت هذة المنطقة بسكان المقابر وقامت على أطلالها عزبة النصر وأصبحت تشمل المنطقة السكنية المتاخمة للمنطقة الباقية من مقابر اليهود.
يوجد بالمنطقة مجمع مدارس الفسطاط وعدد من المساجد، ويحدها من الجنوب طريق الكوبرى الدائرى ومن الشرق طريق الاوتوستراد، ومن الشمال مدابغ الجلود، ومن الغرب سوق السيارات، فيما يمثل الجزء الباقى من مقابر اليهود حوالى 30 % من المقابر التي كانت موجودة قبل عام 1970، وامتدت حولها المبانى العشوائية من كل جانب وسميت المنطقة باسم ترب اليهود أو عزبة النصر.
ممتلكات الغير
وفى حين تضع الجالية اليهودية تلك المقابر ضمن ممتلكاتها فى القاهرة وتعتبرها أحد معابدها، بل وتطالب بها أيضا، فبحسب ما أقرته الجالية اليهودية فإن مقابر البساتين كانت بتبرع من أحمد بن طولون في القرن التاسع التي كانت جزءا من الصحراء، ومن أهم الشخصيات التى تأثر بها اليهود ودفن فى مقابر البساتين ويوليه اليهود اهتمام خاص هو الحاخام سعديا غاؤن المعروف أيضا باسم "سعيد الفيومي" وهو من اليهود المصريين الذين كتبوا الكتاب المقدس باللغة العربية ووضع أسس النحو العبرى، واعتبر دوليا بوصفه شخصية اليهودية البارزة والأدبية والسياسية في العصور الوسطى، كما دفن فيها العديد من المشاهير من بين اليهود المصريين، وكان قد هرب الى القاهرة من الإرهاب الأوروبي، وتعتبر الجالية اليهودية وجود مقابرهم فى مصر دليلا على التسامح وكرم الضيافة المصرية.
فى عام 1978 أطلقت كارمن واينشتاين رئيس الطائفة اليهودية فى القاهرة نداء لليهود فى العالم خلال وسائل الإعلام من أجل إنقاذ مقابرهم وبالفعل استجاب اليهود فى فرنسا من خلال جمعية المحافظة على التراث والتى تضم فى عضويتها يهود مصريين وأرسلوا أموالا من أجل بناء سور حول المقابر بالإضافة إلى تعيين 3 حراس لمقابرهم، وعلى الرغم من إنفاق اليهود آلاف الدولارات على تذاكر الطائرات، إلا أنهم لم يدفعوا الأموال اللازمة لبناء سور لتلك المقابر، كما اختفت معالم مقابر القرائيين.
مصر دائما
وفى عام 1991 نجحت السلطات المصرية فى طرد مجموعة ممن حاولوا الاستيلاء على أرض المقابر وتم توجيه النصح لكارمن بأهمية وضع سور حولها وبالفعل لاقت دعوة كارمن الجديدة إستجابة من الإتحاد العالمي لليهود السفارديم وأرسلوا أموالا إضافية ساعدت على بناء سور بارتفاع 3 أمتار، وطول 2000 متر مربع تضم أكثر من نصف مساحة المقابر.
ومن خلال خطة تم وضعها تمثلت فى استكمال البحث عن المفقودين في أزقة داخل المقبرة تم تحديد مقبرة حاييم كابوسى وضريح قطاوى باشا مويس وقبو رودريغز وعدس، بتبرعات من سوفير كليمان فى نيويورك، وكلفت الجالية طالب يهودى إسرائيلى يجيد اللغة المصرية، بتدوين النقوش العبرية المنقوشة على المقابر مع ترجمتها إلى اللغة العربية والانجليزية، حيث تعتبر الجالية الحفاظ عليها هو حفاظ على التواجد اليهودى فى مصر.
وتقدم الجالية اليهودية بالقاهرة قائمة بالمتبرعين من يهود العالم للحفاظ على المقابر لم يزيدوا على تسعة أشخاص من كل بقاع الأرض، فى حين قدمت 55 جهة مانحة دعمها لهم فى القاهرة، و14 آخرين بمساهمات مختلفة ومنهم غاوون نسيم رئيس اتحاد السفارديم فى جنيف، آستر أفيلى من القدس، جوديث كمحى وموردخاى روزانس وهال وينر من إسرائيل، ومريام وسوزان مزراحى من باريس فضلا عن قائمة كبيرة من المتبرعين من يهود العالم ومنهم من يمتد ليهود مصريين.
مخاوف زائفة
وعلى الرغم مما يثار عن أعداد اليهود فى مصر وأن عددهم لا يزيد على ال100 يهودى فى مصر، قالت مصادر فى الطائفة اليهودية فى القاهرة أن عدد اليهود المصريين يفوق ذلك الى حد كبير، غير أنهم يرفضون الكشف عن هويتهم خشية تعرضهم لأذى وسط المجتمع الذي يعيشون فيه، ولا تكتشف الطائفة أنهم يهود إلا عند وفاتهم، عندما يطالب أقاربهم بدفنهم في مقابر البساتين.
زيارة خاطفة قامت بها "بوابة روزاليوسف" فى حى البساتين الواقع جنوب العاصمة القاهرة لتخترق تلك المقابر التى لا تنتهى عند مرمى البصر وتتسع اتجاهاتها لتعبر عن تسامح أرض مصر، فكانت هناك المشاهد التى لم تسجل من قبل والملاحظات التى لم يتم تدوينها سابقا، حيث تختلف المقابر فى تصميمها والاهتمام بها وبنوع مادة الرخام التى تغطيها بحسب أهمية الشحص المدفون بها، فيما توجد مقابر لأطفال وبها كل الاهتمام، أو شباب وصبايا فى ريعان شبابهم خطفهم الموت مبكرا ونظرا لاتساع مساحة المقابر كان من الصعب تحديد أقرب وقت تم الدفن فيه، إلا أن الأحدث بحسب ما أمكن الوصول إليه كانت هناك مقبرة لأحد اليهود يدعى روبرت تاحمان الذى دفن فى 1999 وولد فى 1914 بحسب ما هو مدون بالمقبرة.
ومن المشاهد الغريبة فى "ترب اليهود" مقصورات لبعض المقابر على شكل البهو الفرعونى، وبناء بعض المقابر بطريقة تختلف عن بقية المقابر مما يشير إلى أهمية الشخصية المدفونة تحت هذا الصرح، كما أن تعرض مثل هذه المقابر للسرقات لم يتم الاستدلال على صاحبها.
شداء الحدود
ولعل المشهد الملفت فى مقابر اليهود فى البساتين مقصورة نصفين وكتب عليها مسجد شداء الحدود دون أن يحدد كاتبها ماذا يقصد بتلك العبارة، إلا أن الاهالى أشاروا إلى أن كاتبها يقصد "شهداء الحدود".
أسرار من داخل المقابر
ونذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض من الأسماء المدفونة ب"ترب اليهود" بالبساتين فى تواريخ مختلفة منها ما هو فى القرن ال18، منها ما هو معروف ومنها ما هى شخصيات عادية وكما يقال عليهم فى الديانة اليهودية "ربنا يغفر لهم" ولعل من الشخصيات التى يواريها التراب فى البساتين الحاخام "ديفيد فريدمان" ومدون على مقبرته 1882 دون الإشارة إن كان هذا التاريخ لمولده أم لوفاته وهو من يهود بيرث فى استراليا الغربية.
أما عائلة الاقتصادى اليهودى موصيرى فهى بالكامل داخل المقابر وتجله الطائفة فى القاهرة لما له كبير الأثر بتبرعه لزيادة مساحة مقابر اليهود فى البساتين، وهى عائلة نزحت من إيطاليا وتنتمى إلى اليهود السفارديم واحتفظوا بالجنسية الإيطالية ولم تنتعش تلك الأسرة فى مصر إلا مع أوائل القرن ال20، وكان موصيرى يمثل المصالح الإيطالية فى مصر.
ومن الشخصيات التى تضمها مقابر اليهود بالبساتين يوسف القدسى الذى تسجل الوثائق توقيع عقد بينه وبين ناظر خاص جلالة الملك بسراى عابدين لتوريد قطع الكنب والفوتيلات والكراسى مع قائمة بها سنة 1938.
ونلتقط من بين المقابر بعض الأسماء التى واراها تراب مقابر البساتين، ريجين إيزاك ليفى الذى توفى فى 25 ديسمبر 1991 وروزا سبيتين المتوفاة فى 24 أغسطس 1995، وسيرين بردمبرج 1997، وروبرت تاحمان المولود فى 1914 والمتوفى فى 1999، وسارى عزرا المتوفاة فى 22 نوفمبر 1942 وروز زعفرانى التى طمس الزمن بياناتها وإهرينتين المولود فى يوليو 1862 وتوفى فى ديسمبر 1895وديموند ساريدار المتوفى فى 16 يوليو 1942 وبيلاهو فسكى المتوفى فى 27 أغسطس 1945 وإبدى بيريز المولودة عام 1913 وتوفت فى 1945 وراشيل بيريز المتوفاة فى 27 أغسطس 1945، وباكينا ليفى المجهولة التواريخ، حاييم بيجيو المتوفى فى 25 نوفمبر 1944.
ومن بين ما تم رصده أيضا مقبرة ل"سنجر" وهو الكاتب إيزاك باشيفيس سنجر ولد فى بولندا لأسرة حاخامية، تحمل رواياته تأريخ لمرحلة مهمة من تاريخ اليهود، ولد فى عام 1904 وتوفى فى 1990، وكذلك مقبرة ل"يعقوب دى منشة" عميد عائلة منشة والذى ولد بالقاهرة عام 1807، واستمر مقيما بها حيث عمل بتجارة العملة بحارة اليهود، كما أسس مع أحد أقطاب عائلة قطاوى اليهودية "يعقوب قطاوي" بنكا، وبعد رحيل الخديوى إسماعيل عن البلاد عام 1879 هاجر "يعقوب منشه" للإسكندرية حيث أقام بها واستقر، كما نقل إليها نشاطه المالي والاقتصادي حتى توفي بها عام 1887.
ونرصد هناك أيضا البارون "جاك إيلى منشة" الذى حصل على الحماية النمساوية وولد فى عام 1872 وتوفى عام 1916، وهو شقيق "فيلكس دي منشه"، الذى كان من أنشط مؤيدي الحركة الصهيونية في مصر، ورأس اللجنة الصهيونية المصرية التي تأسست عام 1918، ومثل الصهيونية المصرية في المؤتمر العالمى في لندن عام 1920 ومؤتمر "كارلسباد" عام 1921 كما ربطته علاقات وطيدة باليهودى الصهيونى "حاييم وايزمان" ليستمر في الدعوة لتلك الحركة العنصرية حتى وفاته عام 1943.
أما نجل البارون " فيلكس منشه" فهو "جان دي منشه" سافر إلى فرنسا وأصبح راهبا دومينيكيا بعد اعتناقه الكاثوليكية وعاد إلى الإسكندرية عام 1932 ليفضح ممارسات المجتمع اليهودى بالإسكندرية ويوضح أهداف وأطماع الصهاينة، وهو ما اختلف فيه مع والده البارون الصهيونى "فيلكس منشة".
أما عن داوود عدس، فكان ضمن وحدات رفح العسكرية البريطانية 612 conel.veh.gp.baoc والقوة البريطانية بأجمعها الموجودة برفح تحت قيادة الكولونيل "جاى" وهو يهودى انجليزى متزوج من كريمة داوود عدس التاجر بالقاهرة، وكان لداوود عدس نشاط صهيونى داخل مصر حيث رصدت الأجهزة نشاط غير عادى بمزرعة داوود عدس بعين شمس التى اشتراها من ابراهيم بك راتب وهى مركز يهودى هام لتخزين آلات عديدة وأسلحة ويؤكد وجود بعض الأشياء الخطرة بها.
أما عائلة سوارس فلعبت دور هام في تشييد معبد اليهود في شارع عدلي عام 1899 والذي تم تجديده عام 1988 بتبرع من المليونير اليهودي نسيم جاعون، وافتتح رسميا بحضور الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز.
وكان اليهود فى مصر يشكلون دعامات قوية للمحافل الماسونية، وزعوا أنفسهم على المحافل الماسونية، فانضمت عائلات قطاوى وموصيرى وشيكوريل وروصانو إلى المحفل الوطنى الأكبر المصرى، وانضمت عائلات طوريل وغنتيبى ومنشة إلى المحفل الأعظم فى فرنسا وتوزعوا على كافة محافله فى مصر.
وكان مديرى شركة كوم أمبو من الأسر الماسونية فى مصر من عائلات قطاوى وهيرارى ورولو وموصيرى وسوارس، وعلى الرغم من ممارسات أبناء سوارس الماسونية سجلت وثائق وزارة الخارجية ترحيل ليون سيمون سوارس والذى شغل منصب مدير عام لشركات تم تأسيسها فى مصر، من باريس إلى القطر المصرى على الباخرة "بروفيدانس" على نفقة القنصلية الملكية المصرية بمدينة باريس فى 3 نوفمبر 1933 بتكلفة قدرها 892 فرنكا.
كما يأتى التعاون من الجانب المصرى من وثائق وزارة الداخلية- إدارة الجوازات والجنسية ملف رقم 152/14/17 بعدم الممانعة من زواج نسيم ألبرت حبيب (مصرى- إسرائيلى) بحسب الوثيقة المؤرخة فى 23 يوليو 1949(فرنسية- إسرائيلية)، وهو ما أحيل للحاخامخانة الاسرائيلية بالاسكندرية بعد موافقة أسرتها التى حصلت عليها الخارجية المصرية.
ولعل عائلات اليهود فى مصر أثارت كثيرا من اللغط بخروجهم عن مقتضيات تقدير موقف الدولة التى تحتويهم، حيث شكت المفوضية الأوروبية من التحاق أصلان قطاوى باشا عضوا مؤسسا بجمعية مقاومة اضطهاد ألمانيا للإسرائيليين، حيث جاء فى خطاب من وزارة الخارجية مكتب الوزير: حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء أتشرف بأن أبعث إلى دولتكم مع هذا بصورة من مذكرة أرسلتها المفوضية الألمانية إلى هذه الوزارة بتاريخ 20 يوليه سنة 1935، ذكرت فيها أن صاحب السعادة يوسف أصلان قطاوى باشا رئيس الغرفة التجارية المصرية قد التحق عضوا مؤسسا بجمعية مقاومة اضطهاد ألمانيا للإسرائيليين، وأن واجب رئيس الغرفة التجارية المصرية في رعاية العلاقات التجارية الحسنة مع جميع البلاد يتنافى مع اشتراكه في جمعية أول أغراضها مقاطعة التجارة الألمانية، وقد أبلغت هذه الوزارة ما تقدم إلى صاحب العزة وزير التجارة، وتفضلوا دولتكم بقبول فائق الاحترام وتم التوقيع من وزير الخارجية آنذاك، بولكلى في 25 يوليو 1935
ومن عائلة موصيرى نلتقط جاك موصيرى الذى أصدر صحيفة "طهاشو مير هازير" فى مصر التي أسسها "ألبرت موصيري"، وأشرفت عليها بعد وفاته أرملته ماتيلدا، حيث لقى حتفه أثناء اشتراكه ضمن قوة البالماخ الألمانى فى حرب فلسطين ضد الجيش المصرى.
- جالية مصر تختار طالب إسرائيلى يجيد المصرية للبحث عن مقابرهم
- المقابر تضم داعية للصهيونية وإبنه الفاضح لها وعائلة موصيرى
- شخصيات يهودية عاشت فى مصر وحاربت ضد جيشها فى فلسطين
- إبن سوارس انتهج الماسونية ومصر أعادته من باريس على نفقة قنصليتها
وتتميز تلك المقبرة بأنها مثل عمارة من عدة طوابق، حيث إن حجم المقبرة كان صغيرا جدا بالنسبه لهذا العدد من الموتى فقام القائمين على المقبرة بدفنهم وكأنهم يقومون ببناء عمارة من عدة طوابق, فعندما تضيق مساحة المقبرة ولا يجدون مكانا فيها للدفن كانوا يقومون ببناء طابق آخر لدفن المزيد من الموتى مما تسبب مع مرور السنوات بحدوث ميل فى بعض القبور على بعضها الآخر حيث لم تعد الأرض قادرة على الثبات بسبب تراكم القبور فوق بعضها مما أدى الى وقوف الطابق الأخير على أرض هشه وبدا هذا الميل واضحا من شواهد القبور الموجودة فى الطابق الأخير وهو الوحيد المرئي بطبيعة الحال.
ومن عائلة موصيرى نلتقط جاك موصيرى الذى أصدر صحيفة "طهاشو مير هازير" فى مصر التي أسسها "ألبرت موصيري"، وأشرفت عليها بعد وفاته أرملته ماتيلدا، حيث لقى حتفه أثناء اشتراكه ضمن قوة البالماخ الألمانى فى حرب فلسطين ضد الجيش المصرى.