محمد صالح رجب يكتب: الله يرحم مؤامرات زمان!
في ظل استقرار أمني لم تشهد البلاد مثيلا له منذ فترة تغلق سفارتي بريطانيا وكندا مقريهما في القاهرة لدواعي قيل أنها أمنية ، هذا القرار المفاجئ أصاب الكثيرين بالدهشة ، ففي حين لم تغلق أي من البلدين سفارتها إبان الانفلات الذي شهدته مصر من قبل ، كما لم تغلقها في دول يسيطر عليها الفوضى أو يعصف بها الإرهاب والحروب الأهلية ، وجدناها الآن وفي ظل هذا الاستقرار الأمني تقدم على خطوة كهذه، تعددت التأويلات ، كل يدلوا بدلوه ، الدولة المصرية شعرت بالحرج لهذا القرار الصادم وغير المبرر ، الداخلية حاولت تهدئة مخاوف السفارتين دون إغلاق الشوارع المحيطة و التضييق على المواطنين قاطني تلك المنطقة لا سيما أن بحوزتهم حكما قضائيا بفتح تلك الشوارع .
ورغم ما أحدثه الموضوع من صدى عال يقيني انه سينتهي سريعا ، لكن ما استوقفني حقيقة وبعيدا عن تحليلات الخبراء والمحسوبين عليهم هو إبداع المصريين في تعاملهم على شبكات التواصل الاجتماعي مع هذا الموضوع ، البعض فسر ذلك بأنه استمرار للضغط الأمريكي على النظام في مصر ، و ربط بعضهم بينه وبين رفض أمريكا اعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية ، وقال أن ذلك بمثابة دعم لوجيستى واضح ، لتصدير القلق والإيحاء دائما أن الأوضاع في مصر مازالت غير مستقرة ، البعض اعتبر المقصود هو ضرب الموسم السياحي في مصر مع اقتراب أعياد الميلاد وحرمان البلاد من عملة صعبة هي في مسيس الحاجة إليها ، وربط بعضهم بين الحدث وبين استهداف الاقتصاد المصري بشكل أو بآخر ، البعض ربط بينه وبين اقتراب موعد 25 يناير لا سيما بعد ظهور بعض الشخصيات المحسوبة على ثورة 25 يناير كالبردعي ، ووائل غنيم ، وآخرون ربطوا بينه وبين احتمال ردود أفعال عنيفة بعد صدور أحكام الإعدام بحق حبارة وآخرين ، ولم تخلوا تعليقات المصريين من الطرافة فأحدهم برر إغلاق السفارات في القاهرة وفتحها في ليبيا واليمن و الصومال هو غلو الإيجارات في القاهرة مقارنة بنظيراتها في هذه الدول ، وآخر يقول إن مؤامراتهم باتت مفضوحة ، الله يرحم مؤامرات زمان !!، واختتم بقول إحداهن عن احتمال إغلاق سفارات أخرى " خليك فاتح القوس يا بني لما نشوف اسم السفارة اللي جاية ااااااية "
ويبقى الشعب المصري هو الملهم والمعلم ، وهو الصخرة التي تتكسر عليها كل مؤامرات الأعداء .