عاجل
الثلاثاء 4 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

لماذا يحرر المصريون شيكا على بياض للسيسي؟

لماذا يحرر المصريون شيكا على بياض للسيسي؟
لماذا يحرر المصريون شيكا على بياض للسيسي؟

بقلم : محمد صالح رجب



حالة استثنائية تعيشها مصر الآن ، كل شيء استثنائي .. رئيس استثنائي لشعب استثنائي الأداء في فترة استثنائية من تاريخ مصر ، رئيس لم يكن معروفا لعامة المصريين لوقت قريب ،لم يكن له برنامجا انتخابيا واضحا ، لا يملك الكثير مما يملكه آخرون "أو هكذا بدا" ، و مع ذلك حظى بثقة المصريين وتفوق باكتساح على المناضل والسياسي المخضرم حمدين صباحي صاحب الكاريزما والخبرة الطويلة ، وملك قلوب شعبه حتى قبل أن يكون رئيسا فخرجت له جموع الشعب مرات عدة ، تارة لدعمه في حربه ضد الإرهاب وأخرى للاستفتاء على الدستور وثالثة لانتخابه رئيسا ورابعة لتمويل مشاريع عملاقة كمشروع قناة السويس ، فما الذي يدفع شعبا لان يضع ثقته في رجل كهذا ؟ ما الذي يدفع الشعب لتقبل قرارات صعبة من قبيل رفع الدعم عن الوقود ، ويتحمل انقطاع الكهرباء وتدني الخدمات بشكل لم تشهده مصر حتى في عهود الفساد التي ثار عليها ؟ ما الذي يدفع شعبا لأن يقبل بما لم يكن يقبل به من قبل ؟ ، أتذكر كيف كنا ننتقد الإعلام الموجه من قبل وها نحنا نتغاضى عنه اليوم ، كنا ننادي بكثير من الحريات ودفعنا ثمنها مقدما دون ان نحصل علي مزيد منها حتى الآن، فلماذا يحرر الشعب المصري شيكا على بياض للسيسي ؟ وما سر هذه الثقة المتناهية في الرجل؟

لقد كان أداء المصريين استثنائيا في تلك المرحلة الاستثنائية  من تاريخ مصر والمنطقة ، حيث لم يختاروا رئيسهم لمجرد كونه ابن المؤسسة العسكرية التي تحظى بثقة واحترام المصريين، فأبناء المؤسسة العسكرية كثر حتى أن من بينهم من ثار عليه الشعب ، كما لم يختاروه لخبرات سياسية سابقة أو لبرامج ووعود انتخابية أو حتى بناء على أيدلوجية أو مرجعية ، وإنما اختاروه ووضعوا ثقتهم فيه لقرار وحيد اتخذه عندما قرر أن ينضم للشعب المصري في رغبته لمجابهة الفكر الإخواني ، ووضع حد للمد الإخواني الذي كاد يطيح بأركان الدولة المصرية .

إن طريقة اختيار المصريين لرئيسهم والتفافهم حوله وقبولهم لإجراءات صعبة قاسية ما كانوا ليقبلوا بها ، واستعدادهم لتقبل المزيد ، ما هو إلا تأكيد للرسالة التي بعثوا بها في 30 يونيو من رفض قاطع لتنظيم الإخوان ، الغريب أن الإخوان لم يقرأوا تلك الرسالة بعد ، ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن سر تقديم الشعب المصري شيكا على بياض للسيسي ..

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز