عاجل
الجمعة 14 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

اغتيال أبو مازن

اغتيال أبو مازن
اغتيال أبو مازن

  بقلم : محمد صالح رجب



شواهد كثيرة تؤكد أن الرئيس الفلسطيني على وشك اتخاذ قرارات و إجراءات غير عادية في الأيام القليلة القادمة ، ما رشح عن الرجل خلال تصريحاته إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وما بعده يؤكد ذلك .

 في زيارته الأخيرة إلى القاهرة لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته العادية الـ 142 صرح الرجل إلى الصحفيين والمثقفين المصريين بأنه على وشك أن يتخذ قرارا غير متوقع إذا رفضت الأمم المتحدة مطالبه ، التخمينات عديدة بشأن هذا القرار إلا أنه من المؤكد أن الرجل قد قرر المواجهة وعقد النية على تصحيح أخطاء كثيرة ارتكبتها السلطة الفلسطينية التي يترأسها بداية من إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية وتجريف السلطة من القيادات وعدم تجديد شبابها وضخ دماء جديدة في أوصالها ، مرورا بالإدارة السيئة للعملية السياسية مع إسرائيل على مدار السنوات الماضية ، وانتهاء بغض الطرف عن تعاظم قوة حماس واستئثارها بقرار الحرب نيابة عن الشعب الفلسطيني ، هذه الجراحة التي ينوي أبو مازن القيام بها لتصحيح أخطاء الماضي ستكون مؤلمة لا سيما أن المشاكل تعاظمت بمرور الوقت ، كما أن تلك العملية ستكون مكلفة و قد تكلف الرجل حياته ..لقد اختار الرجل المواجهة مع حماس وإسرائيل في ذات الوقت ، لكن على أي حال لم يبق أمام الرجل مزيد من الخيارات ولم يعد هنالك ما يخسره بعد أن أصبح في موقف لا يحسد عليه ..

فحماس بعد أن هربت تكتيكيا باتجاه المصالحة ، واستخدمتها جيدا في حرب غزة الأخيرة ، وبعد أن أصبحت قوة عسكرية مؤثرة لن تقبل أن تهمش أو تتخلى عن سلاحها لصالح سلاح فلسطيني واحد يخضع للسلطة الفلسطينية حتى ولو كانت هي شريكا في تلك السلطة ، والسلطة لا يمكن لها أن تستمر بهذا الشكل حيث يطلب منها أن تؤدي دورها في غزة ، في حين أنها لا تملك سلطة حقيقية لأن حماس تتحكم في القطاع أمنيا وإداريا من خلال جناحها العسكري وحكومة الظل التي تسير الأمور هناك .

لكن الخطير في الأمر أن وصول العلاقة مع حماس التي تمتلك السلاح والمال إلى نقطة اللا عوده قد يدفعها إلى التفكير في التخلص من أبو مازن ، خروج الرجل من المشهد سيضمن لحماس على الأقل الاحتفاظ بسلاحها وبقاء الوضع كما هو عليه إن لم يمكنها من الوصول لقيادة الشعب الفلسطيني في ظل ضعف السلطة وترهلها .

إسرائيل هي الأخرى استغلت الرجل في تحسين صورتها أمام العالم كدولة سلام وهربت من استحقاقاتها تجاه حل الدولتين ، لقد أنهكت الرجل في مشوار طويل من المفاوضات العبثية وآن له أن يقف وقفة جادة ويقدم على خطوات ولو أحادية الجانب يعلم أنها قد تكلفه حياته ، من اجل أن يغير هذا الوضع بالغ السوء.

إسرائيل وبعد أن فشلت في اقتحام غزة وأيقنت أن غزو غزة مستقبلا لم يعد نزهه أو مشروعا بالذخيرة الحية ، وبعد ما رشح من تسريبات بشأن الخطوات أحادية الجانب المزمع أن يقدم عليها أبو مازن ، باتت هي الأخرى معنية بالتخلص من الرجل ولن تجد فرصة أفضل من هذه لإشعال فتيل الفتنة بين فتح وحماس للهروب من تبعات حرب غزة الأخيرة ولإشغال اكبر فصيلين فلسطينيين عن القضية الفلسطينية .

رأس أبو مازن باتت مطلبا لأكثر من جهة ، لكن رحيل الرجل سيصب بالتأكيد في مصلحة إسرائيل أولا وأخيرا وسيدخل الفلسطينيين وقضيتهم في نفق مظلم لا نهاية له ..

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز