عاجل
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
«عروسة محجبة.. وعريس إرهابى»

«عروسة محجبة.. وعريس إرهابى»

بقلم : هناء فتحى

وكيف نصدق نحن أبناء هذه المنطقة الموبوءة بالصراعات الدينية والمترعة بالدم أن القتلى والأحياء فى بلادنا لديهم رفاهية الوقت ليلهوا سويا بالدمى وبالأحصنة التى على سرجها الفارس ذو السيف؟.



نحن أبناء المنطقة التى صار مناخها أكثر التهابا بانشطار القذائف والعقول.. وحصادها السامق ترويه الدماء.. فلا تثمر ولا تزهر تربتها سوى رؤوس أبنائها متسلقة شرايين القلب.. فلا وردة ولا حبة قمح.. ولا طير يقبل أن  يغرد فى بساتين القتلى.

لكنهم فى الغرب هناك لا يزالون يستلبوننا ويقايضون عقولنا: مرة بـ«إيفانكا» ذات الشعر الأصفر.. ومرة بـ«عروسة باربي» محجبة!! من أجل العرب ألبسوا «باربي» السافرة حجابا.. مع أنهم هناك.. أمريكا والغرب قد نزعوا الحجاب والعمامة عن رؤوس دول بأكملها.

فجأة «طقت» فى دماغ ترامب وإدارته أن تقوم مصانعه العملاقة بإنتاج «عروسة باربى» محجبة سمراء تماثل ملامحها ملامح بطلة لعبة الشيش الأمريكية «ابتهاج دينيس محمد» ابنة نيوجيرسى.. أول محجبة مسلمة أمريكية تشارك فى اللعبة.. ابتهاج ذات الأصول الإفريقية والتى تحولت أسرتها إلى الإسلام.. والحاصل فريقها على عدة جوائز ذهبية وبرونزية والتى تحتفظ بصورة لها مع أوباما تعلقها على حوائط بيتها وصفحتها على الفيس بوك.

لاحظ أن اسمها هو ابتهاج دينيس محمد.. ودينيس هو اسم والدتها.. أما والدها فاسمه قبل الإسلام كان: «إيجوين» ثم صار محمد.. ينادونها اختصارا: «ابتهاج محمد».

ما إن أعلنت شركة «ماتيل» الأمريكية صاحبة خط إنتاج باربى رسميا عن اقتراب طرح «العروسة ابتهاج محمد» فى الأسواق العربية الأمريكية أوائل العام القادم حتى  «ظأطط» العرب بقدوم الفتح المبين.. فها هم الغرب «الحلوين الطيبين» يحجبون من أجلنا عرائسهم باربى السافرة.. مع أنهم هم أنفسهم من صنعوا «الإسلاموفوبيا» وأظنها هى  العروس الأكثر دموية.. لكنهم قادرون أن يقتلونا وأن يصنعوا لموتانا العرائس أيضا.. ففى الـ10 ساعات الأوائل من إعلان الشركة الأمريكية عن طرح العروس إذ  بـ15 ألف تغريدة عربية تستقبل الحدث الجلل.

فى الوقت الذى تلهو فيه بعرائسنا المحجبة وعقولنا الفارغة وجماجم أطفالنا بفعل قنابلهم ونيرانهم إذ بدولة صغرى استقلت عام 1991 هى إستونيا والتى صارت رائدة - الثانية عالميا - فى مجال التكنولوجيا.. وبينما نحن نلهو بالعرائس المحجبة إذ بإستونيا تقوم بوصل جميع مدارسها بالإنترنت ذى الخدمة المجانية منذ عام 2000.

وبينما تصنع أمريكا من أجلنا باربى محجبة تعقد شركة إيرباص أكبر صفقاتها التجارية على الإطلاق ببيع طلبية بلغت 40 مليار دولار لهذا العام متفوقة على مبيعات شركة بوينج.. وطبعا «إحنا  المشترى» لهذه الصفقة.. ليه؟.. لأن الدول الأوروبية رفضتها بسبب عيب فى الصناعة بعد تحطم طائرة إيرباص عسكرية اشترتها إسبانيا وكانت تقوم برحلتها الأولى.

وبينما تبيع لنا أمريكا السلاح وباربى إذ بمجلس النواب الأمريكى يصدق على تشريع تخفيض معاشات الرؤساء الأمريكيين السابقين ليصل إلى 200 ألف دولار فقط لاغير بعد أن تبين أنهم يتكسبون من أعمال أخرى فقد ربح جورج دابليو بوش مبلغ 20 مليون دولار من بيع كتاب.. أما بيل كلينتون فيحصل على 100 مليون كرسوم تحدث بعد ترك منصبه فى الجامعات والقنوات التليفزيونية. ولولا استيلاؤهم على مدخرات العرب لما صار ما هم عليه الآن..  واسألوا العروس «إيفانكا».

بعد كل هذا ألا تجد سببًا للفخر والسعادة من إنتاج «عروسة ابتهاج» المحجبة؟.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز