عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التاكسى بالمصري!!

التاكسى بالمصري!!

بقلم : جورج أنسي

أتذكر أن المصريين تفائلوا خيرًا بظهور التاكسي (الأبيض) منافسًا شرسًا للتاكسى (الاسود) - قبل سنوات قليلة-  حتى تمكن منه تمامًا، ولم يعد باقيًا منه الا (ذكريات) فى شوارع المحروسة .




 ولعل حداثة موديلات السيارات المستخدمة ووجود عداد ( محترم ) يمنع المشاجرات التى كانت تحدث دائمًا بين قائدى التاكسيات القديمة والزبائن - نظرًا لإصرار الحكومة على تثبيت سعر بداية العداد عند ٦٥ قرشًا- منذ أوائل الثمانينيّات وحتى تاريخه- دون مراعاة لتغيرات الأسعار وارتفاعها خلال هذة الفترة - ما رسخ التحمس الكبير لهذة التاكسيات الجديدة التى باتت حلًا متميزًا لجمهور عريض من المواطنين.


ولكن المصرى- بطبيعة الحال-  لايتوقف عن التحايل على القانون واستخدام الفهلوة وقلة الأدب فى تحقيق أرباح سريعة دون وجه حق .. مع الطمع الكبير فى تحقيق مكاسب على ( قفا ) المواطن الغلبان ، بالقيام بتعطيل العداد أو تسريع وتيرته ليقفز بصورة غير طبيعية متخطيًا الحد المقرر من جانب الجهات المسئولة ( المرور) ، إضافة الى عودة المشاحنات والمشاجرات بين السائقين والمواطنين بسبب احساس مستخدمى التاكسي الأبيض انهم يتعرضون لعمليات نصب بل ومفاوضات عن المكان الذى يودون الذهاب اليه وهو امر لايحدث فى اى دولة فى العالم بما فيها دول عربية تعانى أزمات اكثر مما نعانى !


والحقيقة أننى فى كل دولة زرتها ، كنت حريصًا على تسجيل ملاحظاتى على اداء منظومة التاكسي ، باعتبارها احد اهم وسائل تقيييم الدولة ( سياحيًا) من جانب زوار هذة الدولة أو تلك ، وكم حزنت كثيرًا لوجود نظم دقيقة للتاكسى فى العديد من الدول العربية الشقيقة تضاهي الموجود فى العالم المتقدم، ليصبح التاكسي وسيلة اوفر من استخدام السيارات الخاصة ، مع ملاحظة أخرى ان غالبية التاكسيات ( البيضاء ) فى مصر تستخدم الغاز الطبيعى وهو أرخص كثيرًا من البنزين وهو مايعنى أن معدل النصب والافتراء على المواطن المسكين عالى جدًا ، ناهيك عن عدم تقديم خدمة مميزة بل ان من طبائع الامور فى بلادنا ان يرفض السائق توصيلك لمكان معين لانه لايناسبه او لايعجبه أساسًا!!


كلامى السابق لايعني أبدًا أننى موافق على سياسة الامر الواقع التى فرضتها الشركات الجديدة فى عالم التاكسى ، ولكنها دعوة لسرعة تقنين أوضاعهم من اجل منافسة ستصب حتمًا فى صالح المواطن الذى وجد فى التاكسى الجديد المتسلح بتقنيات العصر وبخدمة متميزة (مهذبة) ضالته ، وهو بالمناسبة ليس اختراعًا او (افتكاسًا ) ولكنه من طبائع الامور فى جميع دول العالم المتقدم... وفى النهاية تبقى راحة المواطن وخدمته الهدف الأسمى ، كما يأتي تشغيل الشباب ومحاربة البطالة بصورة محترمة غاية أى حكومة محترمة أمينة على مصالح الناس واستقرارهم النفسى والمادى.   
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز