عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

آلي نييل: نساء العالم تواجهن التحرش بالرقص والغناء في عيد الحب

ترجمة - د. أحمد الغيطي

 



 مليار .. هذا هو عدد الإناث الذين يتم التحرش بهم أو اغتصابهم في احدى مراحلهم العمرية وفقا لاحصائيات الأمم المتحدة.
 
لكن في 14 فبراير الحالي, تحول الرقم (مليار) من كونه حصيلة مخيفة لضحايا العنف ضد الإناث, إلى مصدر إلهام لما سمي بـ"انتفاضة المليار أنثى" في يوم عالمي للتضامن والمقاومة النسائية ضد العنف.
 
وكانت الناشطة في حقوق المرأة "إيف انسلر" قد اطلقت منذ عام دعوة لمليار شخص من كل انحاء العالم لجعل عيد الحب لهذا العام يوما عالميا لمناهضة العنف ضد الإناث, بفعاليات مبتكرة كالرقص والتظاهر والمطالبة بوضح حد للعنف المبني على الجنس.
 
كان الرد باهرا ..
قامت نانسي بيلوسي بالحشد على تويتر, وتحدثت روزاريو داوسون على شاشات التلفاز, وقامت آن هاثاواي بجولات مكوكية في غرب هوليود. وحتى الدالاي لاما وملكة ريو دي جانيرو قد انضموا لفعاليات اليوم.
 
وتقول انسلر أن كل دول العالم الـ203 قد انتفضوا جميعا لمناهضة العنف ضد المرأة, بداية من الولايات المتحدة وليس انتهاء بالكونغو الديموقراطية.
 
أما في نيويورك, والتي تعتبر مسقط رأس المنظمة الدولية لمناهضة التحرش في الشوارع (هولاباك), فقد خرجت العشرات من المظاهرات والفعاليات الجماهيرية. وفي مدينة اوستن, حيث تم اغتصاب الف سيدة في العام الماضي وحده, فقد امتلأت الطرقات بالمتظاهرين عن آخرها.
 
اما في ألمانيا, حيث حوالي 40% من الفتيات الأكبر من 16 سنة قد تم اغتصابهن أو الاعتداء عليهن جسديا, فقد خرجت المظاهرات في 126 مدينة ألمانية.
في القاهرة, كانت هناك ستة آلاف فتاه ترقص وتغني في الشوارع في فعاليات مناهضة للعنف ضد النساء, وخصوصا ان 83% من الفتيات المصريات قد تعرضن للتحرش في احدى مراحل حياتهن, ناهيك عن محاولة اغتصاب 25 فتاة في التحرير مؤخرا.
 
وفي الفلبين, قامت المتظاهرات بقطع الطرق احتجاجا على العنف المتزايد الموجه ضد نساء السكان الأصليين والمثليات. وقامت المتظاهرات بارتداء ملابس
 
على شكل زهور وطباخات وبائعات حلوى, ثم رقصوا على السيارات في الشوارع موزعين تيشيرتات وقمصان تحمل شعارات مناهضة للعنف ضد المرأة.
لكن هناك أيضا جماهير مضَللة..
 
بالنسبة للبعض, يصبح الرقص والغناء في الشوارع احتجاجا على العنف الجنسي عملا محرما, وخصوصا في دولة ذات أغلبية مسلمة محافظة كأفغانستان. إلا ان هناك 100 رجل وامرأة قد تملكتهم الشجاعة وقاموا بمسيرة في العاصمة كابول منددين بالعنف ضد المرأة, تحت مراقبة قوات مكافحة الشغب من رجال الشرطة !
 
أما في تركيا, وحيث عانت 42% من نساءها من احد انواع العنف ضد المرأة, فإن الانتفاضات قد خرجت من 15 محافظة تركية ضمت المئات من النساء والرجال الذين غنوا معا ضد العنف والتحرش. وانطلقت المظاهرات في جميع انحاء العاصمة التركية اسطنبول, في الوقت الذي لازالت الشرطة التركية تحقق في مقتل السائحة الامريكية ساراي سييرا.
 
كان عدد الرجال المشاركين في تلك الفعاليات يثلج الصدر.وخصوصا عندما شاهدت النساء تتأبط الرجال وهم يرقصون احدى الرقصات الشعبية التركية, مما ذكرني بمدى قوتنا في معركتنا ضد الإعتداء الجنسي والتحرش. وذكرني أيضا كيف قام مجموعة من الشباب الاتراك بمساعدة (هولاباك) خلال تصويرها فيلما يرصد العنف ضد المرأة وكيفية التضامن معها.
 
وبمناسبة عيد الحب: فإن أجمل مقولة قد سمعتها حتى الآن هي عندما قالت إحداهن: "أي امرأة تلك التي تفضل ان يهديها الرجل علبة شيكولاته بدلا من ان يقف معها كتفا بكتف من اجل القضاء على العنف ضد المراة ؟!" .
 
لقد سخر البعض من الاحتجاج على العنف الجنسي عن طريق الرقص والغناء. متسائلين عن التغيير الملموس والحقيقي الذي يمكن ان يفعله الرقص ضد العنف؟
وفي الحقيقة يجب ان أعترف اني كنت احد هؤلاء المتشككين.
 
كتبت انسلر صاحبة كتاب (مناجاة مهبل) على موقع الحملة قائلة: "الرقص فعل خطير, مبهج, مقدس, مغري, معدي, مدمر محطم للقواعد والقوالب". ثم اضافت "انتهاك مليار فتاة .. جريمة وحشية, ورقص مليار فتاة .. ثورة." .
 
في الحقيقة لم أكن اهتم كثيرا بمشروع القانون البشع الذي قدمه تود اكين والذي اطلق عليه "تشريع الاغتصاب", يهدف فيه تود لسجن أي فتاة تقوم بالاجهاض بعد تعرضها للاغتصاب. حتى فكرت في الاغتصاب الجماعي الذي حدث مؤخرا في الهند, والتحرش المخيف في شوارع اسطنبول, ناهيك عن عمليات الختان الدموية في الكونغو.
 
وتماما كما وصفت فيليبوفيتش في عمودا: "إنها اجسادنا جميعا تلك التي انتهكت, إنها اجسامنا التي تخضع لاهواء السياسة والقانون, فتتحكم في ما كان يجب ارتداء ذلك أم لا, يجب أن نأتي بالاطفال ام لا, إنها اجسامنا التي تنتهك, وإنها اجسامنا التي يجب ان تثور."
 
آمل ان تكونوا قد استمتعتم بعيد حب ثوري.
 
آلي نييل: صحافية تركية تعيش في اسطنبول والمقال عن الواشنطون بوست.
 
 

آلي نييل

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز