عاجل
الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

في ذكرى ميلاد "شيخ الملحنين".. سيد مكاوي وقصته مع فقدان بصره

بهدف إبراز القدوة الفنيه للأجيال الحالية والقادمه يؤرخ المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية برئاسه الفنان القدير إيهاب فهمي يوم ٨ مايو تخليدا لذكري ميلاد حبيب الراحل العظيم سيد مكاوي أحد العلامات البارزة في تشكيل ملامح تاريخ الفن المصري بما قدمه من أعمال أثرت في وجدان الشعب المصري.



 

ما زال الموسيقار المصري الراحل سيد مكاوي صاحب حالة إبداعية وإنسانية فريدة، فقد أثرى المكتبة الموسيقية بألحان رسخت في الذاكرة العربية، سواء بالأغاني أو الأوبريت أو البرامج الغنائية التي كانت وما زالت تؤثر.

 

اليوم ذكرى ميلاده، ولد مكاوي عام١٩٢٨ لأسرة فقيرة في حارة قبودان بحي الناصرة في منطقة السيدة زينب، ولم يكن أمام والدته خيار لعلاج التهابات عينيه إلا باللجوء للطب الشعبي الموروث لضيق الحال، فوضعت مسحوق البن في عينيه، مما أدى لفقدانه البصر بالكامل وهو في سن صغيرة.

 

لكن فقدان البصر لم يكن عائقا أمام حفظه القرآن الكريم، وكان متابعا لكبار المقرئين والمنشدين مثل إسماعيل سكر والشيخ مصطفى عبدالرحيم، وكان يستمع إلى الموشح مرة واحدة فيحفظه عن ظهر قلب، خاصة أن والده كان محبا للغناء والطرب، وكان يمتلك كثيرا من الأسطوانات، وكانت والدته تشتري له الأسطوانات القديمة بثمن رخيص لكى يستمع لها.

 

ولكن حين توفي والده، اضطر أن يعول أسرته المكونة من والدته و5 إخوة وأخوات، فعمل مقرئا ومنشدا في الموالد في سن صغيرة، وكانت هذه المرحلة بداية تأسيس ميوله الفنية كملحن ومطرب أيضا.

 

بعد اهتمامه بالموشحات والغناء، فقد سيد مكاوي مصدر دخله كقارئ للقرآن الكريم، فأنشأ مع الأخوين إسماعيل ومحمود رأفت ما يشبه "التخت" (أوركسترا أو فرقة موسيقية) لإحياء حفلات للأصدقاء في البداية، معتمدا على ما يحفظه من التراث الشرقي والإنشاد الديني.

 

بداية الفن:

كان مكاوي في بدايته مهتما أكثر بالغناء وسعى لأن يكون مطربا، وبالفعل اعتمدته الإذاعة المصرية مطربا في أوائل خمسينيات القرن العشرين، وكان يقدم أغاني تراث الموسيقى الشرقية من أدوار وموشحات على الهواء مباشرة في مواعيد شهرية ثابتة.

وفي خمسينيات القرن الماضي، التحق للعمل بالإذاعة المصرية بعد جهد كبير، وتمت الموافقة على أن يغني ربع ساعة فقط في العام، وكان يدفع أجر الفرقة الموسيقية من نفقته الخاصة ليحقق حلمه، وبعدها سعى ليغني موشحات بشكل شهري، وهو ما تحقق له بالفعل

بدأت شهرة الملحن مكاوي بأغنية "حدوتة" للمطرب محمد قنديل، ثم "مبروك عليك يا معجباني" لشريفة فاضل، و"اسأل مرة عليا" لمحمد عبد المطلب، فأدى نجاح هذه الأغاني إلى ظهوره ملحنا جديدا ومتميزا، يجمع بين مدرسة التعبير لسيد درويش ومدرسة التطريب لزكريا أحمد.

كما اشتهر بعدد من الأغاني أبرزها "المسحراتي" وأوبريت "الليلة الكبيرة" و"الأرض بتتكلم عربي" و"الدرس انتهى لموا الكراريس" و"أوقاتي بتحلو" و"رباعيات صلاح جاهين"، إلى جانب إبداعاته مع عمالقة الطرب العربي في مقدمتهم أم كلثوم وليلى مراد ووردة وفايزة أحمد وشادية وصباح ونجاة.

الأعمال الفنية:
قدم مكاوي العديد من الألحان الناجحة، منها: "حكايتنا إحنا الاتنين" لليلى مراد، و"هوى يا هوى ياللي إنت طاير"، و"يا همس الحب يا أحلى كلام" لشادية، و"غيرك إنت ما ليش" لشهرزاد، و"لو بتعزني" لنجاة الصغيرة، و"أنا هنا يابن الحلال" لصباح

غنى بصوته أكثر من أغنية، منها: "الأرض بتتكلم عربي"، و"حلوين من يومنا"، و"عندك شك في إيه"، و"ليلة امبارح"، و"كده أجمل انسجام"، بالإضافة إلى مجموعة من التسابيح والابتهالات الدينية.

رحل مكاوي عن عالمنا يوم 21 إبريل عام 1997، تاركا إرثا موسيقيا كبيرا ومتنوعا من الألوان الغنائية التي برع في تلحينها وتقديمها، ليحقق عالم فنيا متكاملا وفريدا لم يتحقق علي يد احد في مثل هذه المحنه من قبل .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز