أيمن عبد المجيد
مقاتلون على ثغور الوعي.. «والقلم وما يسطرون»
«ن والقلم وما يسطرون».. برسالتها أقسم الله «وما يسطرون»، ينبئ ويتنبأ فرسانها بما يرصدون من حقائق وما يتوقعون استنادًا إلى تحليلات، هي ثمرة المتابعة الدقيقة وما يتوافر لهم من معلومات، فهم يقعون من مجتمعهم موقع سمعه وبصره.
ربما يعجبك
على ثغور الوعي، يقف الصحفيون مقاتلين، دفاعًا عن الحق والحقيقة والوطن وثوابته، منذ فجر التاريخ خط أجدادنا القدماء على جدران المعابد قصص ملاحم البطولات، وفي حروب مصر الحديثة، كان أساتذتنا على الجبهة في الخندق مع الجنود، يقاتلون ويدافعون عن حصون الوعي والروح المعنوية للشعب.
يتنفس الصحفي المحترف الحرية، والأكثر حرفية هو الأكثر حرية، يظل المخلص في مهنة البحث عن المتاعب نبض الوطن والمواطن، لا يلقي قلمه من يده، ولا يكتب إلا من وحي ضميره.
يدفع الصحفيون، الحريصون على التميز، أثمانًا باهظة من صحتهم، تحت ضغوط العمل اليومي، ومن حياتهم في تغطيات تطورات جبهات الصراع، ما دفعه الزملاء من دمائهم في سنوات الحرب في العراق، وما يدفعه اليوم الزملاء في فلسطين والسودان وسوريا لا يحتاج إلى دليل، فقد استشهد في فلسطين وحدها حتى الآن 140 من الزملاء.. وهجر من السودان إلى دول الجوار ما يزيد على ألف زميل منذ اندلاع القتال بين ميليشيات التدخل السريع والجيش.
وفي فترات السيولة السياسية في مصر، ومعارك الحفاظ على الهوية الوطنية، استشهد زملاء لنا، الحسيني أبو ضيف وميادة أشرف.. فلا حرية وحقوق إلا في دولة قوية قادرة على تحقيق الأمن وبسط نفوذها على كامل أرضها.
يستحق الصحفيون التكريم دائمًا، وبيئة عمل توفر لهم حد الكفاف وامتلاك الأدوات المهنية التي تعزز من قدرتهم على أداء رسالتهم.. وتستحق قضايا المهنة نقاشا جادا بناء يعالج الثغرات وينمي الايجابيات لتقوية القوى الناعمة المصرية.
يبدأ كفاح الصحفي من سنوات التدريب، ويتعاظم بقدر حرصه على التميز وحفر اسمه بين قامات المهنة، يرحل البشر ويبقى الأثر، فعلى كل صحفي يشهد أرشيفه وكلماته، ليأتي الجيل التالي والباحثين، يتدارسون ما تركه السابقون من علامات على طريق المهنة.
تحية لدماء الشهداء في اليوم العالمي للصحافة، وتحية لكل من بذل من عرقه وفكره ووقته في إنتاج وصياغة رسائله المهنية التي تضع لبنات جديدة في حصون الوعي، خدمة لقرائه ومتابعيه.
كل عام وكل الزملاء في مصر وحول العالم بخير وسعادة.
جوجل نيوز
