عاجل
الأحد 2 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

عاجل.. انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوماتية والتفاهم العالمي.. "السلام للجميع بمقر الأمانة العامة" 

انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوماتية والتفاهم العالمي
انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوماتية والتفاهم العالمي

انطلق منذ قليل مؤتمر الثقافة الاعلامية والمعلوماتية والتفاهم العالمي: السلام للجميع"، الذي ينظمه قطاع الشؤون الاجتماعية/إدارة الثقافة وحوار، بمقر الأمانة العامة، وذلك بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قدامة البابا تواضروس الثاني-بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، د. إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ودكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، سفير اسبانيا في القاهرة ألبارو ايرانثو.  



 

أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، عن سعادته للقاء هذا التجمع الفريد من الخبرات المتنوعة، التي جاءت لتسهم في بناء جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب. 

 

 

وقال خلال كلمته أن اجتماع اليوم يأتي للتأكيد على أهمية الثقافة الإعلامية والمعلوماتية كأساس لتحقيق السلام العالمي وتعزيز التفاهم، والتسامح بين الشعوب. 

 

وأضاف خلال كلمته:" لقد سهل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بمختلف أشكالها، وصول الأخبار والأفكار، سواء كانت معتدلة أو متطرفة إلى الجميع، بل إن الدراسات تشير إلى أن الأفكار المتطرفة والحدية تنتشر على نحو أسرع وعلى نطاق أوسع.

 

 

 

وأشار إلى أنه لأجل هذا فإن الاهتمام بتكوين ثقافة معلوماتية لدى الأفراد لتمكينهم من التعامل مع هذا السيل المعلوماتي المستمر صار مطلبًا رئيسيًا وملحًا. 

 

كما أوضح أن الثقافة المعلوماتية ترتكز في تشكيلها على التعليم، ذلك أن التعليم الجيد هو الذي يساعد في تكوين العقل الناقد القادر على تمييز المعلومات المضللة والشائعات الموجهة. 

 

وفي السياق ذاته قال إن رسالة هذا المؤتمر تنطوي على أهمية كبيرة لأنها تخاطب أزمة العصر، حيث لم يعد ممكنًا التمييز بسهولة بين التضليل أو المعلومات المغلوطة والزائفة من جهة، وبين الحقيقة الموثقة من جهة أخرى، مؤكدا أن التعليم يظل حائط الصد الأهم، الذي يعزز الدراية الإعلامية لدى المواطن، ويبتعد به عن الوقوع في حبائل الرسائل المتطرفة أو تلك التي تحض على الكراهية.

 

 

كما أكد على أن تنمية مهارات التواصل مع الآخر، وكشف الرسائل المتطرفة وتعزيز التسامح، تعد ضرورة أساسية من ضرورات التعايش الحضاري والسلمي بين الثقافات.  وقال:" إن جوهر ثقافة التسامح هو قبول الآخر وتقبل الأفكار وطرائق الحياة المغايرة، وإذا كان التطرف والغلو يتغذى في الأساس على الجهل فإن التسامح يزدهر بالمعرفة، المعرفة بالذات وبالآخر على حد سواء. 

 

كما أوضح أن هناك مسؤولية تقع على عاتق المؤسسات الدينية والإعلامية بالذات، حيث إشاعة ثقافة التسامح ودحض خطاب الكراهية، فالدين، وبخاصة في بلادنا العربية -يمثل عماد المنظومة القيمية لدى الفرد، وهو يشكل المنظور الذي يرى العالم من خلاله منذ سنوات التنشئة الأولى، مؤكدًا أن الخطاب إذا ارتكز على قيم احترام العقائد الأخرى والأفكار المغايرة، سادت هذه القيم في الثقافة السائدة وتبناها المجتمع، أما إذا تمحور هذا الخطاب حول تمجيد الذات وإلغاء الآخر، فإن ثقافة المجتمع كله يكون طابعها التطرف والانغلاق، وهو ما يقود حتمًا إلى العنف. 

 

 

وأشار للتراث الديني في مصر، في الإسلام والمسيحية، في الأزهر والكنيسة، وهو تراث متسامح في منطلقاته الأساسية، لا يحقر الآخر، بل ينفتح على الثقافات والحضارات، وهو أيضا تراث نادر في التعايش الممتد لمئات السنين، تراث يدعو للفخر، وينبغي أن ننشئ أبناءنا على صونه والبناء عليه.  وأكد أن جامعة الدول العربية، تؤمن بأن تمكين الشباب والمواهب العربية الصاعدة هو أفضل استثمار في مستقبل الأمة.... معربا عن التطلع من خلال هذا المؤتمر، ان يتم السعى لتطوير مهارات التفكير النقدي لدى الشباب لتمكينهم من التعامل مع وسائل الإعلام بشكل إيجابي ومسؤول. 

 

كما أوضح أن الجامعة العربية منظومة متكاملة تهتم ليس فقط بالعمل السياسي ولكن أيضا بتكوين الكفاءات العربية، وما تقوم به الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري هو إسهام مهم في هذا الأتجاه.

 

 

وفي ذات الصدد أيضا، أشار لما تعمل من أجله الأمانة العامة حيث إقامة جسور التواصل والتفاعل بين الحضارات المختلفة بما يحول دون سوء التفاهم أو المواجهة، وذلك من خلال التعاون مع منظمات عربية ودولية في هذا المجال، وكما تولي الأمانة العامة اهتمامًا خاصًا لمسألة التصدي لكافة مظاهر وأشكال التمييز العنصري والتحريض على العنف بسبب العرق أو الدين، حيث قامت بإعداد الخطة الاستراتيجية العربية الموحدة لتحالف الحضارات، بهدف تعزيز التواصل بين الحضارات المختلفة، والاستخدام الأمثل.

 

للطاقات البشرية لتحقيق الأهداف المشتركة للدول العربية في مجال تحالف الحضارات، وتسليط الضوء على القضية الفلسطينية "باعتبارها ذروة تجسيد العنصرية في زماننا، وجاري حاليًا تحديث برامج الاستراتيجية لفترة زمنية جديدة، لتتواءم مع المستجدات العالمية.  وبالإشارة للعلاقات العربية الإسبانية فقد أكد أبو الغيط انها تحظى بمكانة خاصة، فهي علاقات تضرب بجذورها في التاريخ وقد كان العصر الذهبي للحضارة العربية في الأندلس نموذجًا ليس له مثيل في التسامح والتعايش الحضاري، مشيرا في الإطار ذاته لمذكرة التفاهم التي وقعتها الجامعة العربية مع حكومة إسبانيا، وتعقد من خلالها اجتماعات رفيعة المستوى لتعزيز التبادل في شتى المجالات، بما فيها المجالات الثقافية والتعليمية. 

 

 

 كما تم إنشاء "البيت العربي" في مدريد وفي قرطبة وهو مؤسسة عامة إسبانية تم إنشاؤها عام 2006 كمركز للدراسات والمعرفة حول العالم العربي، وتحرص الجامعة العربية على تطوير قنوات التعاون مع البيت العربي، ونأمل أن تشهد الفترة المقبلة عدة برامج في هذا الصدد. 

 

اما قداسة البابا تواضروس الثاني فقد ثمن بداية رسالة المؤتمر تحت رعاية جامعة الدول العربية والأكاديمية العربية، موضحا ان الاسهامات التي قدمتها الأكاديمية توضح المسؤولية المهمة، التي تتحملها. 

 

 

وأضاف أن التعليم الجامعي هو صياغة جديدة للعقل المعرفي على أساس المنهجية العلمية، وذلك لكي ننطلق لأفاق اوسع مملوءة بالإنجازات، مشيرا لكم التحديات التي تواجه المنطقة العربية، ومؤكدا أن رغم ذلك لا نزال نحمل اوطاننا في داخلنا وندرك امكانيات الشعوب العربية.  وأوضح أن الحياة هي المحبة وينبغي أن نعي ان كلمة لايف قريبة لكلمة لاف باللغة الإنجليزية وهما لهما جذور واحدة في اللغة اللاتينية.

 

 وأشار أن محبة الغير والخير هما أعظم معاني المحبة، دونهما لا نتخيل العالم،  وبالتطرق لدور الاعلام قال ان الاعلام يشكل رابط بين الإنسان والعالم كله، فقد اتضح لنا هدم الجدران التي تفصلنا لنستطيع التواصل أسرع بشرط استخدامه من أجل الخير، وان نحسن استخدامه لخدمة البشرية بأفضل صورة.   وأضاف أن كل تعاون مع الآخر هو استثمار للأفضل، ولعل أفضل نموذج على هذا هو جامعة الدول العربية، هذا الصرح الذي جمع الدول العربية ليصبح لديهم صوت وإرادة واحدة وان يتم توحيدهم جميعا للتعامل مع جميع التحديات. 

 

 

ومن جهته، قال د. إسماعيل عبد الغفار-رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن الهدف من مؤتمر اليوم هو مناقشة قضايا تمس مقدرات مجتمعات المنطقة العربية وتعزيز اواصر التعاون. 

 

كما ثمن دور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لرعاية المؤتمر، مؤكدا على الدور الذي تقوم به مثل هذه النوعية من المؤتمرات في التأثير في المجتمعات، لما تتضمنه من قضايا مهمة أبرزها الأمن السيبراني وبحث سبل مكافحة الاخبار الزائفة والمضللة.  وشدد على حرص الأكاديمية الالتزام بإعداد الشباب كما ينبغي لضمان توصيل رسالة إعلامية واضحة وصحيحة، وحرص الأكاديمية أيضا على توجيه وتزويد طلابها بكافة الامكانيات بشكل موضوعي لأنتاج محتوى هادف والتمييز بين الاخبار الصحيحة والزائفة في عالم يموج بالأخبار المضللة، التي تستهدف زعزعة استقرار مجتمعات المنطقة العربية. 

 

كما أعرب عن امتنانه لدعم الأمين العام للأكاديمية لإنجاز العديد من الخطوات أبرزها انشاء كلية الذكاء الاصطناعي في مدينة العلمين.

 

أما د. محمد الضويني-وكيل الأزهر الشريف ممثلا عن الشيخ أحمد الطيب فقد أكد أن غاية الوجود هو السلام ولا معني للحياة وللإيمان دونه. 

 

 

وأضاف أن مصر منذ القدم عرفت السلام، فقد نجحت في تقديم نموذج يحتذي به من خلال ثقافة التسامح والسلام، للتصدي لأمراض الكراهية والعنف التي تترك آثار هدامة في المجتمعات. 

وأكد أن ما من دين سماوي الا ورسالته تحمل السلام والعفو والتسامح، مشيرا أن السلام والتسامح يظل السبيل الرئيسي لاستقرار الشعوب، وهو الأمر الذي تتفق حوله الأديان السماوية، وذلك باعتبار أن السلام هو الأصل والتسامح يظل مطلب ديني.

 

كما أكد أنه لابد من العمل على تعميم ذلك حول العالم، في الوقت الذي تقوم به دول بتجربة القيم والمبادئ، فتمنح حقوق الإنسان للبعض وتمنع منه البعض سواء لاختلاف اللون أو الجنس، مشيرا لرسالة الإسلام التي تهدف دائما لدعم التعايش والتسامح وخدمة الإنسانية. 

 

 

أما سفير إسبانيا ألبارو ايرانثو، قال:" عشرون عاما من التعاون، الذي نأمل ان يستمر لأهميته، مشيرًا لأهمية مؤتمر اليوم الذي يبحث العديد من المؤتمرات للتأكيد على اواصر التعاون والاخوة، والذي يأتي على رأس أولويات اسبانيا حيث العمل من أجل التوحيد ورفض الصراع مع الحضارات المختلفة. 

 

كما أكد على تقاسم اسبانيا القيم والمبادئ مع دول الجوار ودول العالم، معربا عن تطلع بلاده لمزيد من التعاون الذي يمهد لجني ثماره فيما بعد. 

 

وأشار للذاكرة التعاون التي وقعت مع الأكاديمية العربية والتي من شأنها ان تثري التعاون وتعزيز وتشارك الحضارات على ان امل ان نمد هذا التعاون الذي يتمركز على موضوع الاعلام في هذا المؤتمر نظرًا لأهميته ودوره في تشكيل الرأي العام. 

 

وشهد المؤتمر منح الأكاديمية العربية الدكتوراه الفخرية لكل من الشيخ أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثاني، وذلك تقديرا لجهودهما في خدمة الإنسانية وتعزيز أواصر التعاون وترسيخ مفاهيم وقيم السلام والتسامح.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز