عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
 لماذا التف الشارع المصري حول مشروع المتحدة الدرامي؟

لماذا التف الشارع المصري حول مشروع المتحدة الدرامي؟

لم يصبح خفياً على أحد الدور التوعوي الذي تقوم به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على كل المستويات؛ ابتداء من دورها الإعلامي الوطني عبر قنواتها  الإخبارية ومواقعها الصحفية وإذاعاتها ومواقعها الإلكترونية وقناتها الوثائقية منذ سنوات؛ مروراً إلي مشروعها الدرامي الهادف لنشر ثقافة استنارة الوعي الجمعي المصري وربط المشاهد بقضايا وطنه ومجتمعه في محاولة لضبط الخريطة الدرامية بعد أن شهدت حالة من الفوضى والانفصال عن واقعنا.



 

 

أعمال المتحدة الدرامية التي نشاهدها تحديدًا في شهر رمضان الفضيل تشتبك بشكل ممنهج وواعٍ مع رواسب الأفكار المتطرفة وبقايا ما رسخته جماعة الإخوان الإرهابية والتيارات المتأسلمة والمتشددة من أفكار ظنت أنها ستظل خالدة في العقول والوجدان لعقود مضت؛ إلى جانب مناقشة قضايا المجتمعية دون مبالغة مخاطبة العقل في المقام الأول وكل إشارة إلي العقل نجدها تقترن بالنور. المتحدة اتخذت على عاتقها دورا مجتمعياً في تصحيح المفاهيم وتفنيد الرؤى والاشتباك مع خطابات التيارات المتطرفة التي بثتها في المجتمع المصري عبر عقود مضت مما تسببت في حجب الرؤية لبعض الوقت عند المواطن المصري؛ لكنها تبدت وانقشعت بدءاً من ثورة الثلاثين من يونيو؛ ومن ثم وهبت المتحدة منذ تأسيسها أن تستكمل ما خطته الثورة الشعبية من قواعد بين الشعب والقيادة السياسية الوطنية منها البناء والتنمية والسير في خطى ثابتة نحو تقرير مستقبلنا جميعاً حكومة وشعباً دون السماح لوسطاء الأديان أن يكون لهم مكان مرة ثانية بيننا.

 تربع مسلسل "الحشاشين" في صدارة قوائم مشاهدات المصريين؛ لتقنياته البديعة والأداء الفني لنجومه ومشاهده المراجعة تاريخياً بدقة؛ والأهم لكونه يؤرخ بصرياً لدور واحد من أهم من حاولوا تطويع الدين بالسيف لمصالحه الذاتية ولصالح فرقته الباطنية؛ ألا هو حسن الصباح قائد فرقة الحشاشين الذي اتخذ وفرقته قلعة الموت قاعدة لأهدافه وجماعته ما بين القرن 5 و7 هجري الموافق 11 و13 ميلادي في نشر الفرق السرية الباطنية؛ وهو عمل درامي محُمل بالمعاني والدلالات لجوهر توظيف تلك الجماعات المتطرفة للأديان والمذاهب لأغراض دنيوية لا تمت لجوهر الأديان بصلة؛ وهو ما تكرر تاريخياً بظهور كل من السنوسية في المغرب والمهدية في السودان ومن ثم جماعة الإخوان في مصر منذ عام 1928 بقيادة حسن البنا وتاريخ جماعته السري المسلح والباطن المُسيس؛ وهو ما يقترب ويتماهى مع مشروع حسن الصباح وتداعياته التاريخية. في كتابي الصادر منذ عام تحت عنوان "تسريبات الإخوان.. الخطاب الشعبوي للجماعة الإرهابية من عضوية مكتب الإرشاد إلى التجنيس الدولي"، رصدت من خلاله مجموعة الرسائل التي بثها الجزء الثالث من مسلسل "الاختيار" من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية؛ وهو من قصة هاني سرحان، والذي يعد من أبرز الأعمال الدرامية المصرية التي أسهمت على نحو كبير في إعادة ضبط الوعي الجمعي المصري وتنقيته من تشوهات خطاب جماعة الإخوان الإرهابية، خاصة لما قدمه طوال ثلاثين حلقة من مقاطع فيديو اصطلح على تعريفها إعلاميا بـ"تسريبات الجماعة الإرهابية".

وسلط الكتاب الضوء على مجموعة الرسائل التي تضمنها "الاختيار 3" عّبر خمسة فصول مدعمة بعدد من مقاطع الفيديو التي بثها "الاختيار 3" والتي فندت تشوهات خطاب تاريخي أسست له الإرهابية منذ تأسيسها في عام 1928 ومؤسسها حسن البنا؛ منها أكذوبة أن الجماعة كـ"البنان المرصوص"، والتي روجت لها في إطار تأطيرها لقضية الشرعية التي سوقتها عبر إطار من المظلومية والاضطهاد من أجل دغدغة مشاعر الشعب المصري بل والشعوب العربية لكسبهم على المستوى الشعبوي بعد أن لفظتهم النخب العربية مستغلين في ذلك تدني الأوضاع الاقتصادية من أجل النفاذ إلى عقول بل وبطون الشعوب التي عانت من تلك الظروف منذ منتصف السبعينيات في القرن الماضي منذ أن أنتهجت الدولة المصرية سياسات الانفتاح الاقتصادي وإلى أن نفض الشعب المصري تشوهاتهم من عقولهم في ثورة الثلاثين من يونيو. 

نركن كتاب "تسريبات الإخوان" قليللاً لنعود الى الشارع المصري الذي أصبح ملتفاً حول مشروع الشركة المتحدة الدرامي عاماً بعد عام لعدة أسباب نتلمسها في عملنا الصحفي والبحثي؛ أهمها أن الشعب المصري شعب ذواق للفن وبصير وقادر على فرز الغث من الثمين؛ وهو ما جعله يفهم بسرعة وبديهة ماهية الرسائل والمعاني التي تحملها دراما الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وبسرعه، وثانياً لكون مشروع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مشروع وطني تم وضعه انطلاقاً لرؤية خبراء وطنيين أعادوا لنا الفن المصري الذي يشبه شارعنا المصري وحارتنا دون مبالغة وبمسؤولية؛ بالإضافة إلى إنتباه الشركة المتحدة ضمن مشروعها الدرامي لأهمية اللهجة المصرية العامية في تقديم أعمالها التاريخية بعد أن حاولت بعد الاعمال التاريخية المدبلجة بلهجات إقليمية القفز على العامية المصرية التي عرفها العالم منذ عقود وسبقت الجميع ودورها في أن تصبح أعمالنا الدرامية والسينمائية ومصادر قوتنا الناعمة محل إعجاب المشاهد العربي؛ كما أن أعمال الشركة المتحدة دون تزيد أصبحت عاما بعد عام تقترب أكثر من البيوت المصرية والأسر وهمومهم الحقيقية وهو ما جعل منازلنا تستقبل هذا المشروع ليس فقط في شهر رمضان الفضيل بل طوال العام دون أن نقلب الريموت لأنها دراما تشبهنا فشعرنا معها دون اغتراب بأننا نشاهد أنفسنا ونبحث مع ابطالها عن حلول لمشكلاتنا ونبتسم عندما تزين تلك الأعمال العديد من الجمل الحوارية التي تقدر قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز